قلم : سامي جواد كاظم
التباين في التعامل الاعلامي مع ما يجري على الساحة العربية وتحديدا الحكومات التي تغيرت والتي في طريقها الى التغيير بائن ولا يحتاج الى تفسير او تاويل، ومما لاشك فيه ان هذا التباين نابع من الافكار التي يعتمدها صاحب الوسيلة الاعلامية ، فنجد ان الجزيرة بالدرجة الاولى اعقبتها العربية قد قاما بجهود استثنائية في تغطيتها لمظاهرات مصر وقبلها تونس اما ليبيا واليمن والبحرين فان تغطيتها متفاوتة ، هذا التفاوت جدا طبيعي لما تحمله وسائل الاعلام من اتجاهات سياسية تبع دولها ومموليها .وحتى التباين في نقل احداث البحرين هو طبيعي من قبل تلك الفضائيات المعروفة الاتجاه وعدائها للاغلبية من شعب البحرين وكانت للحكومة العراقية نفس المعاداة من تلك الدول والفضائيات نتيجة الفكر الذي يحمله رجالات الحكومة في العراق والاحزاب التي سيطرت على البرلمان .المؤسف هو كيفية التعامل من قبل الدول والفضائيات التي تؤيد مطاليب الشعب البحريني ، فالتقصير في التغطية او قلة المهنية لاغلب وسائل الاعلام باتت واضحة جدا ، ومن بين تلك الهفوات هفوة لها ابعاد سلبية على متظاهري الشعب البحراني الا وهي اعطائها صبغة الشيعية حيث ان اغلب وسائل الاعلام التي تؤيد التظاهرات وتسلط الضوء على الحيف والظلم الذي وقع على الشيعة من قبل السلطة الحاكمة في البحرين وبالرغم من حقيقة هذا الامر الا ان الطرف الاخر استخدمه طائفيا .
ففي الكلمة التي وجهها احد ازلام السلطة الحاكمة في البحرين وكان يقف وسط مجموعة ملتحين اصحاب الفكر الوهابي، وجه كلمته وبصراحة الى الشيعة في البحرين فيقول " ايها الشيعة في البحرين لا تمزقوا البلد ولا تشتتوا الشعب وتهيجوا الفتنة ويجب المحافظة على وحدة الصف " فياخذ اللاقطة احد الواقفين جنبه ويصرخ نعم للوحدة البحرينية ... نعم للوطن.... نعم للاسلام ، وكانك تفهم من خلال الخطاب ان الشيعة هم من يمزقوا الوطن ويفرقوا ابناء الشعب ويثيروا الطائفية .الاجدر بوسائل الاعلام اظهار الاثار السلبية لحكومة البحرين على الشعب البحريني قاطبة والنظر الى ظلمهم من خلال الاستهتار بالديمقراطية ومراعاة حقوق الانسان بعيدا عن ذكر الطائفة الشيعية حتى لا نتيح الفرصة لهذه الاجندة لوصف المظلومين من الشعب البحراني بانهم طائفيون ومدفوعين من اجندة خارجية ، فاذا كانت الثورة في مصر اتهمت بانها مدفوعة من اجندة خارجية فكيف هو الحال في البحرين ؟.
والامر نفسه يحدث في ليبيا فان القذافي بتعجرفه وغطرسته يقول عن الشعب الليبي المتظاهر بانه عصابة التخريب وهم قلة ليوهم الراي العام الليبي والعربي والعالمي بان مايحدث في بلده هي ليست ثورة ضده .من هذا المنطلق يجب ان يكون الخطاب الاعلامي الذي يغطي الاحداث البحرينية دقيق في اختيار الصورة والكلمة التي يعرضها للعالم حتى تكون الرسالة الاعلامية قد وصلت بافضل صورة مؤثرة بعيدا عن التشوهات التي تحدثها الاجندة الوهابية والخليفية .
https://telegram.me/buratha