الدكتور يوسف السعيدي
ابن سليط اللسان...واب طاغيه جبان-------------------------------------------في خضم المشاهد المتلاحقه الساخنه في عالم ال يعرببقيت مداخلة نجل الطاغية الليبي معمر القذافي في قنوات الجماهيرية الرسمية ، محط تساؤل وجدل بين المراقبين والمتابعين لتطورات الشأن الليبي ، لأن تصريحاته كانت نارية أكثر من نيران مرتزقة النظام وقناصيه ، الذين أسقطوا مئات القتلى في صفوف المدنيين ، بأمر من (الأخ) الذي تبرأ من دماء الأُخوة بينه وبين شعبه ، حين أباح سفكها من طرف الأجانب الأفارقة المأجورين على ذلك ، والمدعوين على وليمة مجانية من دماء الليبيين ! ..والمدعو (سيف الاسلام) كان سليط اللسان في مداخلته بالنظر إلى عمره أولا ، والذي لم يحترم بموجبه أكابر الشعب من رؤساء القبائل والعشائر ممن هم أشرف من أبيه الذي أخذته العزة بإثمه فكشّر عن أنيابه ، وأظهر الوجه الحقيقي للحمل الذي إدّعى براءته من نظام الإستبداد فيما مضى ، وإدعى وقوفه إلى جانب المطالب الحقوقية للشعب الليبي في التغيير! .. وثانيا بالنظر إلى محلّه من الإعراب في جملة نظام الأب الركيكة والإعتباطية ، فالنجل ليس ناطقا رسميا بأسم الحكومة ، ولا مستشارا ولا وزيرا ، ولا حتى عضوا في حزب حليف أو معارض ! ..إبن القذافي الذي تتاح له الفرصة للإرتجال أمام كاميرات المحطات الليبية الرسمية ، والذي تُفرد أمامه طاولة بحجم قاعة الأستديو ، ووقتا شاغرا ومفتوحا للإدلاء بدلوه هو الآخر في خزعبلات (النخبة المفكرة) بالنيابة عن الشعب (القاصر) على الفهم ، وعلى تحمل مسؤولية جسيمة كمسؤولية الحكم التي لايطيقها سوى البواسل من عشيرة (قذّافي الدماء) ، أصحاب القلوب الأكثر قسوة من الحجر على مناوئيهم ومعارضيهم .. هو الأكثر جدارة بخلافة السلف السليط ، بحسب تلك (البسطة) وتلك (القعدة )التي ظهر بها في وسائل الإعلام ! ..إبن القذافي أراد إيضاح فكرة كانت (مستعصية) على فهم الشعب الليبي ، وهي أن إندساسه في صفوف المعارضة (الشكلية) كان بأمر من الأب ، حتى يظهر بمظهر (الثائر) الجديد على نظام العرّاب القديم والعتيق ، في بروتوكول مفضوح لتوريث الحكم ! .. تماما كقفزه المفاجئ على كرسي (الأمر والنهي) في ليبيا ! ..إبن القذافي أراد تقديم نفسه كخيار مفروض بالقوة على الشعب الليبي ، بعد أن كان مشروع توريثه الحكم مرهون بالوقت ، وبرحيل الأب بكل الطرق إلا عن طريق الثورة والإطاحة به ! .. وأراد إختصار الطريق على دعاة التغيير بإجهاض ثورتهم بقمعهم ، وبسفك دمائهم وبطحنهم تحت آليات الجيش الثقيلة ، وبإستهدافهم حتى بالأسلحة المحرمة دوليا ! ..إبن القذافي أراد أن يقول للشعب الليبي، أنه شبلٌ من ذاك الأسد الهرم .. وأنه قادر على الإستأساد متى ركن العجوز إلى الإنكسار ومتى أدبر وتراجع .. وأنه قادر على حماية عرين (العائلة الملكية) في مشهد مطابق لوثائقيات أدغال (سرينقيتي) ! ..إبن القذافي أراد تأكيد دخول مشروع التوريث حيز التنفيذ بالقسر ، بإعلانه الصريح عن إنتقال الجماهيرية من السنة الأولى إستبداد وإضطهاد على يد الأب ، إلى السنة الثانية إستبداد وإضطهاد على يد الإبن ! .. علما أن اليوم الواحد من تلك السنة كآلاف الأيام مما يُعد .. والسنة الواحدة ـ بقراءة واقعية ، وبالإستناد إلى تاريخ العائلة (المعمّرة) ـ كأربعين سنة أو أكثر مما يُعد ويُحصى ! ..إبن القذافي أكد على أنهم اي( آل القذافي) ، سيحاربون الإرادات الشعبية الساعية للإطاحة بهم ومحاكمتهم على جرائمهم (حتى آخر رجل ، وآخر إمرأة ، وآخر طلقة ) ؟! .إبن القذافي أراد تأكيد رحيل الزعيم الروحي ، وتسلمه الشعله المشرفه على الانطفاء عنه لإسكمال مسيرة القمع والتقتيل .الدكتوريوسف السعيديالعراق
https://telegram.me/buratha