حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
يبدو إن التظاهرات التي خرجت في واسط للمطالبة بإقالة المحافظ وتحسين الخدمات ذات الوضع المتردي جدا في المحافظة خرجت عن المألوف وتحولت إلى تظاهرة بعيدة جدا عن طبيعة التظاهر السلمي التي لابد أن نفهم ثقافتها نحن العراقيين باعتبارنا ألان نفهم الديمقراطية بعد تجربة الانتخابات ، وبعد التجربة المريرة التي مر بها الشعب العراقي أبان الأنظمة القمعية التي استولت بها السلطات القمعية على مقاليد الحكم في العراق ، إذا فتظاهرة الكوت كانت في مقياس التظاهرات بعيدة جدا عما يجب أن تكون عليه هذه التظاهرات ، فإحراق مبنى المحافظة دليل على عدم وجود وعي وطني وثقافي عند البعض من المندسين بالإضافة إلى رمي الحجارة والزجاجات الحارقة واستعمال الهراوات والسكاكين وحتى الأسلحة الخفيفة كان لا يتلاءم والروح العراقية السمحة التي كان لابد أن تتفاعل مع مثل هكذا موضوع بشكل أفضل ويواكب ما جرى من تظاهرات في الدول العربية على الأقل ، والتي لم تمر بتجربة كالتجربة الديمقراطية العراقية بالإضافة إلى عدم استغلال التظاهرات العربية للفوضى التي تحدثها مثل هكذا أعمال في تخريب مؤسسات الدولة التي هي بالتالي مؤسسات وجدت لخدمة المواطن نفسه ، أما إحراق مبنى صرفت عليه ملايين الدنانير ومن الأموال العراقية فهذا الذي لم يحدث عند الإخوة العرب . إذا فالعراقيون مطالبون ألان أكثر من أي وقت مضى بتقديم صورة مشرقة عن الإنسان العراقي المحب لبلده والذي يسعى دائما في اضهار صورة مشرفة لهذا البلد صاحب الحضارات العريقة وأنا اضن بان العراقيين قادرون على تجاوز محنهم كما تجاوزوها في السابق والقيام بتظاهرات ذات طابع حضاري تطالب بما هو مشروع وبدون دم وهدم .
https://telegram.me/buratha