سعد البصري
لم يألف الشعب العراقي موضوع التظاهرات بصورة شفافة وتعبر عن مطالب واقعية بشكل واضح كما ألفها بعد سقوط النظام البعثي . إذ كانت التظاهرات حينها غالبا ما تخرج تأييدا لبعض مواقف النظام البائد من قبل بعض المتزلفين وماسحي الأكتاف من ضعاف النفوس أو ممن اجبروا على الخروج بتلك التظاهرات رغما على أنوفهم ..! وبعد أحداث نيسان 2003 أخذت التظاهرات شكلا أخر من أشكال المدنية والواقعية إذ تمكن الشعب العراقي من الخروج بالعديد من التظاهرات التي طالبت بأمور شرعية لها تماس مباشر بالقضايا التي تهم المواطن كالخدمات العامة والبطالة وغيرها ، وهذه التظاهرات غالبا ما كانت عفوية وبدون أي تحضيرات مسبقة وبالتالي فان المتظاهرين كانوا يطلقون شعارات شفافة ومعلومة وبعيدين جدا عن الخشونة والتشويه ، وألان وبعد ما حدث في اغلب البلدان العربية وسقوط أنظمة كان لها وقعها في الخارطة العربية كالنظام في تونس ومصر وتزامن هذه التظاهرات الناجحة التي أطاحت بحكومات مع تظاهرات شعبية خرجت في اغلب المدن العراقية ولكن العراقيون بالطبع لا يريدون إسقاط الحكومة على اعتبار إن الحكومة الحالية هي حكومة منتخبة من قبل الشعب وجرى التصويت عليها في تجربة ناجحة وجديدة بالنسبة للعراق والوطن العربي . إذا فالتظاهرات العراقية تطالب ألان بتحسين الخدمات المقدمة للشعب ومعاقبة المسيئين وإبعاد كل من ليست لديه كفاءة في قيادة الملف المسؤول عنه ، فالخدمات العامة والكهرباء والفساد المالي والإداري والبطالة والبطاقة التموينية والكثير من الملفات التي لابد أن تعالج هي مطالب التظاهرات العراقية وليس شيئا أخر .
https://telegram.me/buratha