المقالات

حرية واحترام

985 12:34:00 2011-02-24

احمد عبد الرحمن

قلنا في وقت سابق "ان قيام التظاهرات والاحتجاجات السلمية الجماهيرية يعد من ابرز سمات ومظاهر الانظمة الديمقراطية، خصوصا اذا كانت هناك مشكلات وازمات واقعية يعاني منها المواطنون، تقترن بها مطاليب مبررة ومقبولة وملحة واساسية. والدولة ذات النظام الديمقراطي مطلوب منها السماح للناس -وفق مايقره الدستور-بالتعبير عن ارائهم وتوجهاتهم، وطرح مطاليبهم بالطرق والوسائل السلمية والحضارية بما لايتقاطع ولايخل بالقوانين والنظام والتقاليد والاعراف الاجتماعية العامة.وقلنا ايضا "انه مطلوب من الدولة ان تعمل بكل ما في وسعها لتلبية احتياجات ومطاليب الناس، وعدم التزام الصمت حيالها او التعاطي معها بلا مبالاة ومن دون اهتمام. في ذات الوقت فأنه اذا كان التظاهر والاحتجاج السلمي حق مكفول للمواطن في الدستور، فأن ذلك لاينبغي ان يستغل ويجير لاضعاف وتقويض بنية الدولة وتخريب مؤسساتها وتهديد امنها.من حق أي طرف في ظل النظام الديمقراطي ان يطرح مطاليبه المتعلقة بتحسين اوضاعه الحياتية والمعيشية وتوفير الفرص المناسبة واللائقة له في كل مجالات الحياة من عمل وتعليم ورعاية صحية وغيرها، لكنه من غير الصحيح استغلال هذا الحق لاثارة الفوضى والاضطراب، والدعوات الى احداث التغيير السياسي، لان هذا الاخير اذا اريد له ان يتحقق، فالسبيل الى ذلك يكون عبر صناديق الاقتراع. وهذا ما لايتوفر في الدول التي تحكمها انظمة ديكتاتورية استبدادية، والتي يكون هناك مبررا لابناء الشعب ان يبحثوا عن اية وسيلة من الوسائل لتغيير الواقع السياسي الذي يرزحون تحت وطأته.مثل هذا الكلام واضح بما فيه الكفاية ولايحتمل أي تفسير او تأويل يخرجه عن سياقه السليم، لان ظاهره وشكله يتطابق وينسجم مع باطنه وجوهره.ما الضير اذا اراد المواطن التعبير عن رأيه عن طريق التظاهر والاحتجاج السلمي المحكوم بضوابط النظام العام واحكام الدستور وبعيدا عن التجاوز والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، ودون التعرض لمؤسسات الدولة.حرية التعبير ينبغي ان تكون مكفولة ومصانة وينبغي ان تقترن بأحترام القانون قولا وفعلا، فتلبية المطاليب المشروعة لايمكن له ان يتحقق بأثارة الفوضى وخلط الاوراق والتخريب والتدمير، ومن الخطأ النظر لعراق اليوم كما ننظر الى تونس ومصر قبل سقوط انظمتها الديكتاتوري والى دول اخرى مازالت ترزح حتى الان تحت نير الديكتاتورية والتسلط والاستبداد، وتتطلع شعوبها وتكافح من اجل الخلاص والانعتاق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متشائم
2011-02-24
في الوضع العراقي فالتظاهرات والاحتجاج لا ينجح لاسباب لاتحصى منها كثرة المتربصين لافشال العمل السياسي وتربص القتلة الفاتكين للدم العراقي بالاضافة الى وجود من ينتظر البلبلةلسرقة البنوك وتكرار تجربةالحواسم ناهيك عن صعوبة الاعتصام لتخلخل الوضع الامني ورداءة الخدمات لذا اتمنى ان لايحدث حتى اعتراض على الوضع لانه سوف لايتحقق بالاصل لان الفاسدين في مجتمعنا وصل نسبة عالية جدا جدا فمجرد الحصول على منصب يعني عدم العمل بذمةوحتى لو كان من اهل الذمة فمن حوله لايتركوه فهل التظاهر يغير ما بقوم حتى يغيروا انفسهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك