المقالات

من قال أنها مؤامرة ؟

961 15:59:00 2011-02-24

جاسم الصافي

رياح ما بعدها رياح تعصف في الشرق ، وسحر يصيب كل شعوبها ، وراح منا من يشارك هذه الرياح من اجل التغير ، وأخر يتردد وينتظر القادم ، وتكاد تخرج عيون الجميع بنابض الدهشة لما يحصل !! فالأمور حين تكون مبالغ بها هكذا ، فمؤكد أنها لم تأت عن فراغ ، ولا أقول ما يتصوره أغلب الناس ، أن هناك مؤامرة فنحن من يتآمر على بعضنا البعض ، ومن غير المعقول أن تكون هناك عقلية خرافية تنفذ هكذا أقدار شيطانية أو رحمانية وبهذه الدقة حتى وان كانت بمارد الفيس بوك أو بما يسميه الغرب علم التخطيط السياسي ( THINK TANKS) الذي تكون مهمته معرفة مستقبل الدول وإمكانية تغيير أنظمتها ، ودراسة قضايا الخلافات على التركة السياسية لحكمها ، ومن هي قوى المعارضة داخل كل دولة ، ليتم على ضوئها أعداد السيناريوهات للقادم . وكما يقول محمد حسنين هيكل " أن المؤامرة موجودة في التاريخ لكن ليس التاريخ مؤامرة " فان الأمور في بلداننا حكام متآمرون كونهم تركوا الأمور مهيأة دوما لمن يرغب في التدخل بها ، ونحن في هذا الشرق مثل أصحاب البقرة الذين ما كادوا أن يعقروها الا أن شاء الله ، أي أننا من يوجد الضوابط والقيود ليتحكم بنا الآخرين ، وخير دليل ما آل أليه مصير بطل العروبة وقائد الضرورة ، مما يعني ان هذه الإحداث لم تكن سائبة من غير راع بل متهيئة للانفجار في أي لحظة !! من خلال تراكمات موجودة لدينا سهلت الأمر وجعلت مصيرنا موكلا بيد غيرنا فنكون بلا حول ولا قوة . إيران والقوى اليسارية ، والعراق وشيعته وسنته وكرده ، وقضية جنوب لبنان وحدودها مع إسرائيل ، وسورية والبعث وأرض الجولان ، ومطالب البوليساريو في المغرب ، وانفصال جنوب السودان ، والكويت ومطالبها المتشنجة مع العراق ، ووحدة اليمن المزعوم مع الجنوب ، والحركات الإسلامية في الجزائر ، والسعودية وعهر القاعدة ، كل هذا ألا يكفي لنكون عبيد لغيرنا .واليوم بعد أن أصبحت كيانات الشرق الأوسط ذات مكاسب سياسية ومصالح اقتصادية وإنسانية .. فإلى أين ؟ وماذا يدور في أذهان القوى الكبرى ممن كشفوا أسرارنا وامسكوا ( بخـ ...)؟ وما هو القادم على المسرح السياسي بعد هذه الاضطرابات والقلاقل ؟ وماذا بعد في جعبة المؤسسات الأمريكية من دراسات وبحوث مختبرية ؟ وهل ستتحول اللعبة من ولاءات الأشخاص الى ولاءات الشعوب بعد ما ارتفعت مستويات وعي الرأي العام وانخفاض ثقافته المائعة والتابعة للغرب ؟ وبعد أن تأكدت أمريكا أن في سجوننا لا يقبع نلسون منديلا عربي او حتى أسلامي !! وأن إسقاط قطعتي الدومينو التونسية والمصرية سيسقط أخر قطعة دومينو في الصف الشرقي وهي العدو الأكبر لإسرائيل ( إيران ) !! وإلا ما معنى أن تغامر إسرائيل بمصيرها وتسمح للشعب المصري أن ينتزع حريته ؟ ، ويكون مصير عملائها المخلصين ( حسني مبارك ) هكذا مثل قائد الضرورة من قبل !! .وفي النهاية أسال هل بعد هذه التغيرات ستكون لدينا قيادات فعلية ام أنهم سيكونون أناس طيبون مثل ما يقول عنهم اليوم (عوامنا) في العراق لكل من على جبينه أثار القيام والصيام وهم في الحقيقة شياطين لا تنام ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك