الكاتب والإعلامي قاسم العجرش
يكاد الواحد منا أن يصاب بالدوار، وهو يتابع بعينيه ما يجري في الساحة السياسية، فهي بالحقيقة تعني شيئين، الأول الخلافات بين القوى السياسية ليس على السياسة، بل على مخارجها الدسمة، ولذلك ليس في البرلمان العراقي معارضة، فالكل فيه مشاركون بحكومة أم "أربعة وأربعين" وزير(**) وثلاثة نواب رئيس وزراء وعشرة نواب رئيس جمهورية وخمسين رئيس هيئة مستقلة بدرجة وزير! والثاني سلسلة التحالفات السياسية الموسمية، التي تبرمها القوى السياسية مع بعضها في المناسبات الانتخابية، دون مراعاة لأبسط قواعد اللعبة السياسية.. هنا تسقط الشعارات، وتداس المبادئ بالأحذية، ويلتقي المعقول واللامعقول، في ميدان السباق، يتحرك الجميع بمحرك واحد هو النفعية والوصولية وما شاكلهما معا.. بعض السياسيين يذهب في تفسير هذه الظواهر الغريبة في عالم السياسة مذاهب شتى وطرائق قددا، دون أن يقدم مبررا مقنعا لهذا الانسلاخ الواضح من جلده، بعد خلع عباءته وتغييرها أكثر من مرة.. يقولون في ابجدياتهم السياسية إن السياسة فن الممكن، وإن ما لايدرك كله لايترك جله، وإنه لاثوابت في هذا الحقل، وهذه تعاريف أقرب إلى التخاريف، فإذا لم يكن في السياسة ثوابت فلم هذا الانشغال بها، وهذا التكالب على كتابة وتوزيع البرامج، والوعود والعهود؟ وما الفرق بين السياسي والمنافق الذي يضمر ما لايظهر ويظهر ما لايضمر؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا جميعا ونحن نرى هذا الكفر البواح بالمبادئ والقيم التي يبشرنا بها الساسة صباحا قبل أن يلعنوها مساء، ويطالبوننا بالإيمان بها معهم وجه النهار، والكفر بها معهم آخره. (**) واحد خبيث قال بنفسي الحصول على إجابة عن سؤال ماكل كَلبي: إذا مجلس الوزراء يجتمع أسبوعيا لمدة ساعتين ، وإذا نحينا جانبا الـ (الله بالخير وأشلونك وأشلون كيفك، وأشلون العائلة الكريمة..الخ!) فمعنى هذا أن حصة الوزير من الجلسة دقيقة واحدة ونصف الدقيقة...!سلام..
https://telegram.me/buratha