شريف الشامي-امريكا
مما لاشك فيه ان التغيير الذي حدث في العراق هز الانظمة العربية فجمعت كل قواها لضرب المشروع العراقي واجهاض العملية السياسية في العراق ،في دوامة الظلم سقطت الدكتاتورية الصدامية المقيته فسارعت كل القوى المناهضة للعراق الجديد والتوجه الجديد لجمع كل مالديها من اجل ضرب هذا المشروع الحديث والوليد لانهم كانوا يرون ان نجاح التجربة في العراق يعني سقوط الانظمة الدكتاتورية والقمعية فارسلوا كل العتاة وأستخدموا كل الوسائل من اجل ضرب وأفشال المشروع الجديد او (مانطلق عليه الوليد ) في منظومة محكومة من قبل الدكتاتوريات . لقد شهد العراق الجديد اسوء عمليات ابادة للانسان العراقي من قبل قوى الارهاب بحيث تفننت هذه القوى بقتل الانسان وزيادة حجم معاناته اليوميه بحيث لم يكتفوا ولم تشبع غرائزهم مناظر دماء الاطفال والنساء والشيوخ لقد سعوا جاهدين لتدمير كل ماهوجديد من اجل الايحاء ان الدكتاتورية هي الحل الامثل وان قائد الضروره والحزب الاوحد هو الاكثر نجاحا في ادارة الدولة نعم هكذا كانوا ومازالو يسعون لذلك وحتى من شارك في العملية السياسية لم يكن امينا على العملية بل استخدم موارد وامكانيات الدولة لضرب الدولة والمواطن بل ان هناك شركاء يحاولون جاهدين لافشال التجربة بقصد او بغير قصد اوبسبب تغليب المصالح الضيقة على مصلحة الامة المضحية ومع كل هذا . كان ومازال الانسان العراقي شامخا متحديا مصرا صابرا على انجاح التجربة في ملاحم الدفاع وفي ملحمة الزحف نحو تحقيق ارادته من خلال الصوت العراقي الباحث عن حريته والمتحدي كل قوى الارهاب والدكتاتورية التى ارادته ان يكون حبيس الطغاة وقد شهدت على ذلك ملحمة التصويت على الدستور وكذلك ملحمة الانتخابات والاكثر من ذلك هو السير نحو كربلاء المقدسه بكل عنفوان واصرار وتحدي، يتحدى الارهاب ومفخخات الموت . ولكن وللاسف الشديد كان نصيبه الاهمال والتهميش والاقصاء وابعاد المجاهدين الحقيقيين الذين واجهوا النظام المقبور في حين كان نصيب المتزلفين والمتملقين هوالاوفر حظا بل ان من كان خادما لام الرفاق اصبح نائبا بين عشية وضحاها. في الجانب الاخر كان الشعب وخاصة الطبقه الفقيره تعيش في عالم والدولة في عالم اخر وهنا يكمن الخلل الحقيقي في الية تطبيق الانصاف والاجحاف فالشعب كان ومازال منصفا يقدم القرابين من اجل حريته التى اراد الطغاة سلبها. فانشاءت لدى المتلقي والمتابع صورة الواقع العراقي الذي يتحدى ويواجه الارهاب بل يصر على انجاح التجربة الوليدة ، ان هذه الصورة التى رسمتها ارادة الانسان العراقي وهو يتحدى الارهاب هي التى هزت عروش الانظمة العربية ، ولو دققنا في سير الاحداث وتابعنا نمطية عيش الشعوب العربية والحكومات لتبينت لنا الصوره بشكل واضح، بحيث ان هذه الانظمة لم تاتي اليوم الى السلطه وكذلك البطالة والفقر والحرمان في هذه الدول لم تكن وليدة اليوم بل انها كانت موجودة ومتجذره في هذه المجتمعات . الشئ الوحيد الجديد هي الحرية وارادة التعبير وانطلاق الفكر دون مخبر اورقيب يتابع ويكتب التقارير وينصف الجلاد ويقمع الشعب ، حرية دون تزلف للطغاة وهتافات حتى على اتفه الامور . دستور وقانون وليس جرت قلم تتلاعب بمشاعر الناس ، هذه هي الحقيقة التى يجب ان يعلمها الجميع هي ان ارادة الانسان العراقي وحريته هي التى ايقضت هذه الشعوب .ولكن للاسف الشديد ان الساسه في العراق الجديد لم يفقوا ولم يدركوا ذلك بل انهم تجاهلوا مايدور حولهم وذهبو من اجل تقسيم الغنائم واستحداث ((وزارات المجاملات)) التى ارهقت كاهل الدولة العراقية والمواطن لقد حاولت هذه الانظمة الارهابية قتل المشروع العراقي لكنها اليوم فشلت . وعلى الساسه العراقيين ان يكونوا منصفين تجاه شعبهم قبل فوات الاوان وان يضعوا الله ((وميثاق الامام على عليه السلام)) نصب اعينهم عندذاك سيكون النجاح نصيبهم وبعكس ذاك ستكون الامور عكس ما يشتهون . ان بناء الدولة العراقية العادلة تستند في بنائها الى وضع حكومة ((الامام علي نصب اعينهم وتطبيق ولو جزئيه بسيطه)) في ادارة الدولة ووضع الحق موضعه والتصدي الى الباطل . في الختام اقول عندمايعزف الساسه العراقيين عن حب الانا والمصالح الضيقة والشخصية والفئويه وتغليب مصلحة الامة ,ويسعون الى انصاف المحرومين سيكون الشعب العراقي بجانبهم مرة ثانية ندعو الساسة العراقيين لجعل مصلحة الامة فوق المصالح الشخصيه وليتذكروا ان الشعب العراقي هو الذي هزم الانظمة الدكتاتورية من خلال الصمود والتصدي لقوى الظلم افلا يستحق هذا الشعب المجازات والانصاف فهل ياترى يفقه الساسة العراقييون هذه الحقيقة؟ ..................... ........................http://www.iraq1991.net/news-697.html
https://telegram.me/buratha