علي حسن الشيخ حبيب
ظاهرة الفساد الاداري والمالي المستشري في المؤسسات الحكومية العراقية ، فنلاحظ المحسوبية والمنسوبية وولاءات الموظفين لكتلهم وطوائفهم بدلاً من ان يكون الولاء للعراق ، وتفكك العمل المؤسساتي ، وتمزق اللحمة الوطنية على الرغم من اننا بلد يحكمه من رفع شعار الاسلام عنوانا عريضا وفضفاضا يزين به اسم حزبه او مؤسسته اوكيانه !..وفي الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى العمل على تلبية مطالب الناس وايجاد المعالجات الحقيقية للحد من الفساد الاداري،هل ندرأ الفساد بالتشكي؟ ام بالتشهير بالمفسدين؟.ومن يقف عائقا في تلبية مطالب الناس وتحقيق طموحاتهم بالحياة الكريمة؟ ومن يتحمل العبء والمسؤولية ؟وكبف تحديد مواضع الخلل ومعالجة بؤر الفساد ؟.وهل الفساد وسرقة المال العام واهدار ثروة البلد في مشاريع وهمية، وحرمان المواطنيين من مفردات البطاقة التمونية مسؤولية كتلة او حزب بعينه؟ ام هي مسؤلية كل من هو منتمي الى تلك الحكومة ؟.وهل حكومة المالكي هي حكومة شراكة وطنية اي فيها السني، والشيعي، والكردي، وفيها الصدري والمجلس الاعلى، والفضيلة، والعراقية وغيرها ؟.ومن المستفيد من تلك الاطراف من دعوات التظاهر التي لايعرف لحد الان من يقف وراءها !!ولماذا يتنصل الجميع من تحمل المسؤولية الاخلاقية والشرعية والقفز على الثوابت الاخلاقية ومحاولة تسخير كل شيء للمصالح الحزبية والفؤية الضيقة، والكل شركاء في هدر المال العام وسرقة لقمة عيش الناس؟.وهل يتحتم علينا ان نفضح المفدسين، ومن يعمل على تحريك الفساد والمراهنة على تخريب البلد ؟المشكلة كبيرة وحلها صعب فلا يمكننا ان نتصور بيوم وليلة يمكن وضع حلول، فالذي حصل خلال سبع سنوات من سلبيات داخل مؤسسات الدولة والمحاصصات والانتماءات ولدت مرضاً عضالا فتاكاً، يحتاج وقتا لازالته...ان تصحيح المسار يأتي بالعمل على بناء مؤسسات الدولة على اساس الكفاءة والمهنية والحرفية وليس بالدعوات الى حرق المؤسسات ونهب الممتلكات العامة، بل بقطع الطريق على كل من يعبث باستقرار وأمن الدولة، وخراب وتشرذم المجتمع، فكل مسؤول في الدولة العراقية بعد 2003 غالبا ما يختار موظفيه من الاقارب اولا ومن الجهة التي ينتمي اليها ثانيا ، بغض النظر عن شهاداتهم وثقافاتهم وطرق تعاملهم مع الاخرين! حتى اصبحت المؤسسات مصابة بالشلل، المواطن يشكو ويبث همومه دون ان يجد حلاً لمشاكله فهو في واد والحكومة بواد اخر !!..الشعب يريد معرفة الحقائق وما حصل ويحصل داخل الغرف المغلقة، واسباب انتشار الفساد الذي اذاق المواطن مرارة العيش، فالعراقيون اليوم يهمهم ان تتوفر الخدمات العامة وان يعم الامن والازدهار وليس الوعود الكاذبة..
https://telegram.me/buratha