احمد عبد الرحمن
على مر الازمان والعصور ، قديمها وحديثها، واجهت امم وشعوب مختلف مشاكل وازمات كبرى، ومرت بكوارث صعبة للغاية، بسبب سياسات حكامها الطغاة والمستبدين، وانظمتها الفاسدة.واذا اردنا ان نستحضر امثلة ومصاديق لتلك المشاكل والازمات والكوارث فأننا لن نجد انفسنا ملزمين بالعودة بعيدا الى الوراء، لان الواقع القائم اليوم، وواقع الامس القريب حافل بصور معبرة بعمق عن فداحة الاخطاء وفظاعة الكوارث.ولعل ما نشهده ونشاهده في بقاع عديدة من عالمنا العربي والاسلامي من وقائع واحداث يشير بما لايقبل الشك واللبس والغموض الى ان عقودا طويلة من الزمن وحفلت بأخطاء كبرى على صعيد السلوكيات والممارسات والمنهجيات، خلفت مظاهر وظواهر سلبية على الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية.وتركت مجتمعات تعاني من الامراض المختلفة، وتأن تحت وطأة ظروف واوضاع لاتحسد عليها.واذا كان نظام المقبور صدام قد تفوق كثيرا على نظرائه الاخرين، وتمادى كثيرا في الظلم والتسلط والطغيان، مما تسبب في سقوطه وانهياره بطريقة مهينة ومذلة بكل معنى الكلمة، فأن ما حصل ويحصل حاليا في اكثر من بلد عربي لايخرج في مجمله عن القراءات الموضوعية والواقعية للحالة العراقية، لان اوجه الشبه بينها وبينها حالات اخرى كبيرة وكثيرة، مع فارق في المستوى.وانهيار نظام صدام كان امرا طبيعيا بالصورة التي تحقق فيها، ونفس الشيء بالنسبة لتونس ومصر ودول اخرى تعيش تفاعلات حادة ومخاضات عسيرة في مرحلة ماقبل التغيير.لو كانت السياقات والمسارات صحيحة وصائبة لما انهارت وسقطت انظمة حكم بهذه الطريقة البائسة والمذلة، ولما خرجت الملايين تطالب بالتغيير مهما كان الثمن، ولما بقيت شعوب تعاني لعدة عقود من شتى صنوف الفقر والظلم والحرمان.اهم ما تحتاجه الشعوب ومعها الانظمة معرفة وادراك حقيقة مهمة الا وهي انه حينما تتكرر الاخطاء تتكرر الكوارث.
https://telegram.me/buratha