بقلم .. رضا السيد
لقد أحدثت الثورة التونسية التي أطلق شرارتها الأولى شاب ضاقت به سبل العيش فاتخذ من عربة لبيع الخضروات مصدرا للرزق ، ولكن القوانين الظالمة والمستبدة التي كان ينتهجها النظام التونسي جعلت من ( محمد بو عزيزي ) يكون السبب الرئيس في إسقاط ذلك النظام ن بعد أن احرق نفسه أمام الناس ، ومن ثم انتشرت تداعيات هذه الثورة لتتحول إلى باقي البلدان العربية ، فسقط بعد ذلك النظام المصري في أروع ثورة قادها الشباب لمدة 17 يوما حققوا بها ما خرجوا من اجله ، وها هي الحكومات العربية تعاني من انتشار التظاهرات في اغلب مدنها ، وها هو الإعلام العربي والعالم يسلط الضوء على كل هذه الثورات والتظاهرات إلا ما يحدث في البحرين ذلك البلد الصغير الذي خرج متظاهروه بالآلاف سعيا وراء التغيير ولكون تلك التظاهرات قد غلبت عليها الصبغة الطائفية ترى وسائل الإعلام وخاصة العربية منها لا تتطرق كثيرا إلى تداعيات هذه الثورة المباركة ، والتي يسقط جراءها يوميا الكثير من الأبرياء من أبناء الشعب البحريني الشقيق والمسلم وبشتى أنواع الأسلحة حتى المحظورة دوليا منها الأمر الذي يعيد للأذهان ما قام به نظام صدام المجرم من إبادة جماعية للشعب العراقي الكردي ، إن الإجراءات القمعية التي يمارسها النظام في البحرين تكاد تكون من نوع خاص . فما تستعمله السلطات البحرينية ضد أبناء الشعب البحريني لا يمكن أن يمت للإنسانية بصلة ، وهي إجراءات بعيدة عن الطريقة الصحيحة في التعامل مع المتظاهرين وما تنص عليه القوانين الدولية ، وما تفعله هذه السلطات لازال دون جدوى فإصرار المتظاهرين على تحقيق مطالبهم هي البصمة الواضحة على طبيعة التظاهر والمتظاهرين . إذا فعلى كل من ينشد الحرية والديمقراطية ونبذ سياسة التسلط والاستبداد لابد عليه أن يسعى بكل الطرق التي يمكن من خلالها مساندة الشعب البحريني المقهور ويجب علينا نحن كإعلاميين أن نستمر في تقديم الدعم الإعلامي لهذه الثورة وتعريف العالم عن مدى وحشية النظام المتسلط في البحرين وتقديم يد العون لهذه الثورة حتى ترى النور كما حدث في تونس ومصر .
https://telegram.me/buratha