عباس المرياني
أيام قليلة وتنطلق القمة العربية ألمزمع انعقادها في بغداد مطلع شهر آذار القادم في تحدي لم تكتمل فصوله ويكتب له النجاح في ظل الظروف الحالية التي تعصف بالدول العربية من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب.ولن تكون بغداد مجبره على صرف مئات الملايين من الدولارات كاستحقاق للضيافة العربية وهي بأمس الحاجة لهذه المبالغ لحل بعض من مشاكل ميزانيتها المرتبكة. وليس من مصلحة بغداد في هذا الوقت ان تعقد القمة العربية على أرضها لأنها إنما تطلب الدعم العربي لنفسها في استضافتها للقمة المنتظرة والحال على ارض الواقع هو خلاف المنطق فجميع الدول العربية تعرضت لصفعة قوية من الفيس بك أصابت بعضها بالشلل التام وأطاحت بكبار قومها وقلبت واقعها رأسا على عقب .فمصر قبل شهر ليست مصر اليوم ونفس الأمر ينطبق على تونس وستحذو حذوهما ليبيا والبحرين في الأيام القليلة القادمة انشاء الله ولن تكون الجزائر واليمن والاردن والمغرب وباقي الممالك وجمهوريات الطغاة بعيدة عن تأثير ثورات الشباب ولن يكون هنا اي مجال للتفاؤل في تغيير موقف السعودية المناوئ للعملية السياسية في بغداد وقد تكون الصومال الدولة الوحيدة خارج حسابات الفيس بك لعدم توفر التكنولوجيا الحديثة ومنظومات الانترنت ولعدم وجود نظام حقيقي فيها. ان انعقاد القمة العربية في بغداد اذا تم في موعده المحدد لن يخرج بموقف مؤيد للعراق في صراعه ضد محيطه العربي الرافض للنظام السياسي الجديد في العراق أنما سيخرج بموقف مؤيد من بغداد لبقاء الدكتاتوريات العربية المتهرئة والآيلة إلى السقوط.ما الذي ستجنيه بغداد من حضور ملك الملوك وأمير المؤمنين وقائد أفريقيا وأمريكا الجنوبية واسيا وصاحب الكتاب الأخضر وقاتل شعبه أمام مرأى ومسمع العالم اجمع.وكيف سيطأ الطاغية والصنم حمد ارض بغداد ودماء أشقائنا في البحرين لم تجف بعد ولم ننتهي من دفن شهدائنا في دوار الشهداء.وهل سيحضر علي صالح برفقة عزت الدوري وباقي الرفاق والقادة الأشاوس من اجل رفع إجراءات الاجتثاث عنهم مثلهم مثل غيرهم.ومن سيمثل مصر بعد رحيل حسني مبارك عراب السياسة الأمريكية في المنطقة العربية والشرق الأوسط.وهل سيبقى مقعد تونس شاغرا ام سيعتلي صهوته المرحوم بو عزيزة وهل سيكون البشير هو الممثل الوحيد للسودان ام سيكون لدولة الجنوب تمثيل فعلي على اعتبار أنها دولة مستقلة ويشرفنا السيد جون كرنك بطوله الفارع.مسكينة بغداد لأنها أرادت ان تظهر نفسها بموقف المنتصرة القادرة من الوقوف على قدميها مرة أخرى امام جميع التحديات التي واجهتها في سنوات عزلتها وآلامها لكن مساعيها تكسرت على صفحات الفيس بك وتويتر الذي عبث بخريطة السياسات الحالية والمستقبلية للدول العربية وان هي ربحت في الوقت نفسه صبغ الأرصفة وتبليط بعض الشوارع وتوفير عشرات المئات من ملايين الدولارات لتضيفها الى البطاقة التموينية وتقديم الخدمات لغرض إسكات المتظاهرين الذين يطالبون بحقوق أكثر بكثير من تلك التي أطاحت بعروش الكبار في مصر وتونس
https://telegram.me/buratha