عباس المرياني
قبل أشهر قليلة كنت ملزما بإرسال هوية الأحوال المدنية الخاصة بي إلى أحدا الدوائر الحكومية في محافظة ميسان لإنهاء ملف يتعلق بتركة ورثة ليست لأبي الراحل بل للمرحوم والد زوجتي فكانت المفاجئة إنني مشمول بإجراءات اجتثاث البعث كوني مسؤول رفيع سابق في المحافظة كما يقول موظف التسجيل العقاري ولكم ان تتصوروا حجم الفرح والسرور الذي غمرني في لحظة يأس لرجل أكمل الدراسة الجامعية منذ أكثر من أربع وعشرين عاما ولا زال عاطلا عن العمل وقررت ان أتقمص شخصية هذا ألبعثي المجتث ليقيني ان خزائن الأرض ستفتح او فتحت للبعثيه كما كانت الدنيا (خضره وزهيه) سابقا للهروب من واقع البطالة وخلع ثوب الفقر الذي لازمني حتى وان كانت الوسيلة تقمص دور بعثي قذر .طبعا كانت رغبتي في حدودها الضيقة تصطدم بحقيقة الواقع المر الذي نعيشه ورغبتنا في الهروب إلى أي اتجاه لكن ليس على حساب مبادئنا وكرامتنا التي عمدناها بدمائنا وتضحياتنا وان كانت حدود معرفتنا بمقدمات النتيجة وإن الجلاد لا زال هو المستفيد أما الضحية فيبقى ينتظر فتاة قصع المجتثين.ومصداق هذا الوضع هو الأوامر العليا التي صدرت مؤخرا بإعادة الضباط الطيارين السابقين إلى الخدمة من المشمولين بإجراءات الاجتثاث في وقت تم طرد عدد من أولادنا الضباط الطيارين بأوامر من الأمريكان ولم تنجح كل محاولاتنا وتوسلاتنا في إعادتهم إلى مسؤولياتهم.والطامة الكبرى هو أن الجهات المعنية بمعالجة ملف الطيارين الشباب ليست على عجلة من أمرها كما هو الحال مع البعثيين رغم إن بعضهم لم يترك بابا إلا وطرقه وهو يحمل جواز المرور كما يعتقد كونه من أبناء المضحين ومن العوائل التي لم يتوسخ ثوبها بالانتماء إلى البعث ووصل الحال بهؤلاء الشباب الى الانزواء والإحباط واليأس ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ازداد الأمر سوءا بسبب الجهل المركب والفساد المالي والإداري الذي يميز المنظومة الإدارية التي تغلف يوميات المخاطبات الرسمية لوزارة الدفاع.أولادنا أولى من الآخرين وخاصة البعثيين بان يأخذوا فرصتهم كاملة في التعيين والتوظيف والثقة وحماية مستقبل البلد خاصة وان من تعود القتل والفتك سابقا لن يكون صعبا عليه ان يفتك من جديد ولن تكون مقولة عفى الله عما سلف حاضرة لأنها جربت سابقا مع البعثيين وكانت النتيجة هي رقبة من أطلقها.مستقبل الأيام القادمة لشبابنا حتى لو حاول البعض تغييبهم واسترخاص تضحياتهم وإمكانياتهم وشراء ذمم ومواقف الآخرين لن يحصد إلا الغدر والخيانة
https://telegram.me/buratha