هشام حيدر
انظمة.....كانت الى ماقبل ايام تقف بكل قوتها الى جانب دول (العالم الحر) بوجه (التطرف الاسلامي) و (الاصولية الاسلامية) ..وتتبنى نهجا (علمانيا)..ليبراليا , يفصل بين الدين والدولة...ويرى ان مالله لله ,ومالقيصر لقيصر....وقد يتدخل قيصر فيس بعض الحالات في بعض ماهو لله ولايحق لله باي حال من الاحوال ان يتدخل في ماهو ....لقيصر!حظيت هذه الانظمة بدعم غربي لامحدود.....ادى الى ان تصم كل المنظمات (الانسانية) ...اذانها , وتعمى ابصارها عن كل ماترتكبه هذه الانظمة بحق شعوبها من انتهاكات صارخة لحقوق الانسان والحيوان حتى ......بينما فتحوا مصارفهم على مصراعيها للمليارات التي تسرقها تلك الانظمة لتودعها في بنوك (العالم الحر...المتحضر).....كيف لا وقد فتح قادة تلك الانظمة الحدود للشركات والمصارف التي يملكها قادة وساسة دول (العالم الحر) وفي طليعتها راعية البقر والديمقراطية....امريكا!وحيث اني بصدد كتابة مقال لادراسة فلامجال لذكر ما اورده هيكل في (خريف الغضب) حول شكل العلاقة بين مصر وامريكا بعد توقيع (اتفاقية السلام) و (سياسة الانفتاح)...ودخول الشركات والمصارف الامريكية لمصر والاطلاع على الوقائع المريرة المثيرة للسخرية حول رؤوس اموال تلك المصارف والشركات وماتجنيه من ارباح سنوية من شعب يزداد فقرا حتى بلغت الامور ذروتها لينفجر في ذلك الخريف من مطلع الثمانينيات ويجبر السادات على قطع مقابلة مع صحفية لبنانية في استراحته باسوان ويهرب منها بالهليكوبتر ليقول لاحقا ان الوزراء لم يخبروه بحقيقة الامر !ويتكرر المشهد ذاته مع بن علي ومبارك والقذافي وصالح وغيرهم ....وفي كل مرة (تتفاجأ) الادارة الامريكية بواقع الشعب في هذا البلد او ذاك وفي كم الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها حليفها بحق الشعب فتصدر الاوامر بضرورة التنحي (الان)...او بالادانة والاجتماعات والتفكير بفرض عقوبات او مناطق حضر جوي .....لكل دولة حسب ظروفها وماتراه الادارة الامريكية مناسبا بشأنها !وربما كان البعض يرى ان تتقدم هذه الشعوب بالشكر والعرفان للعم سام لانشائه مواقع الفيسبوك وتويتر (للتواصل الاجتماعي)..حيث اتاح لتلك المجتمعات البدائية ان (تتواصل)..بعد ان حرمت عليها انظمتها ....نعمة التواصل !وسواء اكانت الادارة الامريكية وباقي دول (العالم الحر)...على علم بواقع تلك الشعوب ام انها تفاجأت به....او كانت تلك الانظمة عميلة لامريكا ام ان مصطلح العمالة لاوجود له الا في ثقافة انسان النياندرتال ....فان الخلاصة وظاهر الحال يقول ان كل هذه الانظمة تشترك بعدة صفات وقواسم مشتركة هي انها:1-انظمة علمانية.2- انظمة ديكتاتورية.3-صديقة حميمة للغرب.4-تحظى بدعم الغرب المطلق.5-مرفوضة شعبيا.5-ارتكبت جرائم بحق شعوبها.6-نهبت شعوبها.7-حظيت بتعتيم اعلامي غربي....رغم (حرية الاعلام)...هناك!
وهذا يعني في حقيقة الامر ان الانظمة الغربية العلمانية:1- كاذبة بشأن دعواها وشعاراتها حول الحرية والديمقراطية !2-مساهمة بارتكاب هذه الجرائم !3-مساهمة بتثبيت هذه الانظمة طيلة العقود المنصرمة!4-تتعامل بازدواجية مقيتة !
وبغض النظر عن اجابة التساؤلات حول الجهة المحركة والداعمة لاجراء التغييرات الدورية في المنطقة ...وهل ان هذه التغييرات تشمل تغيير الواجة والاشخاص فقط ....ام انها تريد تغيير الانظمة فعلا....فان الخلاصة هي ان كل هذه الانظمة ....العلمانية ,ماهي الا انظمة ديكتاتورية ارهابية مجرمة سحقت شعوبها ,وثارت عليها الشعوب فسحقتها ......وان سقوط هذه الانظمة يعني سقوط الدعاية والمشروع العلماني والابواق العلمانية الفارغة التي تنظر للمشروع الغربي وتطبل لتساقط اصدقائه وحلفائه ....الواحد تلو الاخر!
هل كان مبارك اسلاميا متطرفا ؟ او كان بورقيبة او بن علي اسلاميا معتدلا ؟ ......بورقيبة امر بـ(تاجيل رمضان)...للشتاء !وبن علي شرع الزنا للزوج باتخاذ أي عدد من العشيقات لكنه منعه من تعدد الزوجات !ومنع الحجاب في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية !وكلهم اشتركوا في (الحرب على الارهاب)...وقمعوا الاحزاب الاسلامية بكل ضراوة ...وبدعم غربي منقطع النظير ...وتعتيم على كل مايجري داخل البلدان التي يحكمها هؤلاء.....ولاننسى حكم وجرائم النظام البعثي في العراق.....وثورات الشعب عليه...وقمع النظام الوحشي والجرائم التي ارتكبها...قصف الطائرات والدبابات والمدفعية وصواريخ ارض ارض....بمرأى العالم كله ومسمعه!
الحقيقة اذن ان الغرب كان ولازال عدوا للشعوب ......صديقا للانظمة التي تحقق له مصالحه وسياساته !وان تساقط هذه الانظمة هو رصاصة توجهها الشعوب لامريكا والغرب ومشاريعهم المشبوهة في استعمار الشعوب ...واستحمارها!
حتى وان ارادوا ان يركبوا ظهور الشعوب ....ويسرقوا ثوراتهم ...لتكون المحصلة هي الضحك على ذقون الشعوب من جديد لتكتفي بتغيير بعض الوجوه فحسب !
هشام حيدرالناصريةhttp://husham.maktoobblog.com/
https://telegram.me/buratha