المقالات

العراق واشقائه العرب!

1014 15:54:00 2011-02-26

احمد عبد الرحمن

مرة اخرى يحتاج الى ان نؤكد ونذكر بأن مايجري في العراق من مظاهر احتجاج يختلف تماما عما يجري في عدة بلدان عربية، لاسباب عديدة من بينها، بل من ابرزها ان العراق غادر منذ عدة سنين النظام الديكتاتوري الاستبدادي، وشرع ببناء مشروعه الديمقراطي وسط تحديات ومصاعب ومعوقات كبرى، بعضها من مخلفات الحقبة السابقة التي امتدت لاكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وبعضها نتيجة سوء الفهم والمخاوف والهواجس غير المبررة لكثير من اشقاء العراق واصدقائه، تلك المخاوف والهواجس التي انعكس بصورة مواقف وسلوكيات وممارسات الحقت الكثير من الاذى والضرر بالشعب العراق وممتلكاته وثرواته وبناه التحتية.بينما نجد الشعوب العربية قد انتفضت اليوم على حكامها ناشدة ومتطلعة الى الخلاص والانعتاق من الجور والظلم والطغيان والاستبداد.. انها تتطلع الى الحرية والديمقراطية قبل كل شيء، وتأتي الخدمات وتحسين ظروف المعيشة بالدرجة الثانية، التي هي حاليا المطلب الرئيسي لابناء الشعب العراقي الذي رفع صوته عاليا بعد ان تحمل الكثير الكثير من الاهمال واللامبالاة.ومثلما الشعوب العربية لها الحق في التظاهر والاحتجاج والثورة ضد انظمتها الديكتاتورية لتطيح بها وتشرع ببناء حاضرها ومستقبلها، فأن الشعب العراقي له الحق في التظاهر والاحتجاج ولكن ليس من اجل اسقاط نظامه السياسي والاطاحة به، لان ذلك النظام هو نظام ديمقراطي لايحكمه الشخوص وانما يحكمه الدستور والقوانين والمؤسسات، ومن غير المنطقي ان يدعو أي طرف الى الاطاحة بالنظام الديمقراطي لتكون الفوضى والاضطراب بديلا له، ولكن اصلاح نقط الخلل ومواضع النقص والقصور والضعف، وتلافي السلبيات هو المطلوب، وهذا يمكن ان يتحقق بالاهتمام بمشاكل وهموم ومعاناة الناس، عبر توفير الخدمات لهم، وانتشالهم من الواقع السيء الذي يرزحون تحت وطأته.ينبغي ان لانتطير وننفعل حينما يخرج المواطن للتعبير عن رأيه وطرح مطاليبه بطريقة حضارية سلمية لاتخل بالنظام ولاتتجاوز على القانون ولاتلحق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة. ان مثل هذه المظاهر وبسياقاتها واساليبها الصحيح تعكس قوة النظام السياسي وتماسكه وليس ضعفه، انها ليست ثورة ولا انقلابا ولا مؤامرة، فنحن لم نعد نحتاج الى ذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك