كامل محمد الاحمد
كل من تابع تظاهرات يوم امس الجمعة لابد ان يخرج بأستنتاج بسيط وواضح وسريع ، الا وهو ان مطاليب ابناء الشعب العراقي لاتخرج عن الامور والاوضاع الحياتية والمعيشية والاقتصادية. وهي مطاليب غير جديدة وليست وليدة اليوم ولاوليدة الامس.ومن غير شك ان صورة الواقع العراقي لم تعد خافية ولا فيها غموض، والمعنيون بزمام الامور يفهموم منذ وقت طويل ذلكن لكنهم ولاسباب متعددة كانوا يصمون اذانهم ولايبالون باصوات الناس وصرخات المظلومين والمحرومين وانين الثكالى والارامل والايتام.بالامس اعلن محافظ البصرة شلتاغ عبود استقالته رسميا تلبية لمطاليب المتظاهرين، وتعرض نواب في البرلمان للضرب والاهانة والاعتداء من قبل المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد مثل فتاح الشيخ وصباح الساعدي، وبالامس تعرضت مبان محافظات ومجالس محافظات ومجالس محلية للحرق كما حصل في الموصل والناصرية والفلوجة.هذه المظاهر وغيرها وان كان البعض منها فيه تجاوز على القانون واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وربما كانت ورائه ايادي تخريبية لاتريد الخير لهذا البلد، الا انها في جانب كبير تعكس عن عمق المشكلة القائمة التي ماكان لها تستفحل وتتسع لو التفت الدولة اليها واتخذت المعالجات والحلول الواقعية والممكنة.رأينا لافتات كثيرة ، كلها تطالب بتحسين الخدمات والاهتمام بالناس، واصلاح النظام السياسي، ولم نلاحظ لافتات او شعارات تدعو الى اسقاط النظام، بل كانت هناك شعارات تدعو الى اعادة اجراء الانتخابات او اقالة ابعض المسؤولين، وهذه مطاليب طبيعية جدا.ياترى هل فهم واستوعب السياسيون والمسؤولون في الدولة رسالة الخامس والعشرين من شباط، رسالة يوم الجمعة؟؟.. اذا لم يكونوا قد فهموها واستوعبوها فهذه مشكلة كبيرة جدا ، بل انها كارثة، واذا كانوا قد قرأوها وفهموها واستوعبوها، ليلقوا بها جانبا بعدما هدأت الامور نوعا ما، لتعود حليمة الى عادتها القديمة، فأن هذه مشكلة كبيرة جدا ، بل انها كارثة.القراءة والفهم والاستيعاب لوحدها لاتكفي، بل العبرة بتشخيص المشاكل وايجاد الحلول، ومعالجة الضعف والقصور والتقصير والخلل.
https://telegram.me/buratha