حميد سالم الخاقاني
كانت اولى ثمار التظاهرات الجماهيرية في يوم الجمعة ارغام محافظ البصرة الذي يعد من الكوادر المتقدمة في حزب الدعوة الاسلامية شلتاغ عبود على الاستقالة، ويقال ان رئيس الوزراء نوري المالكي اصدر اوامر مباشرة لشلتاغ بتقديم استقالته فوريا، بهدف امتصاص جزء من غضب الجماهير وتهدئة روعها.وفيما بعد فأن محافظ بابل اعلن هو الاخر استقالته نزولا عند رغبة المتظاهرين، وتشير بعض المصادر الى ان المالكي كان قد وجه اوامر لمحافظي محافظات البصرة والناصرية وبابل والديوانية ، وطلب من رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي اقناع شقيقه محافظ الموصل اثيل النجيفي تقديم استقالته.وفضلا عن ذلك فأن التظاهرات الجماهيرية الغاضبة في محافظة واسط قبل اكثر من اسبوع كانت قد اطاحت بمحافظ واسط لطيف حميد الطرفة المقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي.وليس في الامر خلاف على ايجابية تنحي المسؤولين عن مواقع استجابة لمطاليب الجمهور، ليفسحوا المجال للاخرين ممن يمكن ان ينجحوا بتقديم الخدمات بطريقة افضل للناس، ومبادرات رئيس الوزراء بأرغام بعض ىالمسؤولين على تقديم استقالاتهم خطوة ايجابية هي الاخرى، ولكن هل هي كافية لصلاح الواقع ومعالجة الخلل الكبير في مؤسسات الدولة ودوائرها؟.الجواب قطعا انها خطوة غير كافية ، وخصوصا ان الفساد والضعف وانعدام الكفاءة بات من الظواهر الواضحة والجلية في كل المفاصل الحكومية، بدءا من مكتب رئيس الوزراء ومكتب القائد العام للقوات المسلحة.على رئيس الوزراء اذا اردا فعلا ان يصلح الواقع ان يبدأ بنفسه، ونعي هنا بالدائرة المحيطة به والناس المقربين منه في مكاتبه الخاصة، والمحسوبين عليه وظيفيا وحزبيا وسياسيا، حتى يكون موضوعيا ومنصفا وعادلا وصادقا، وحينما يفعل ذلك سيجد الجميع متعاونون معه ومساندون له ومؤيدون ومباركون لاجراءاته.
https://telegram.me/buratha