حيدر محمد الوائلي
كثرت التحذيرات والإشاعات ووسائل إعلام تحرض والحكومة رفعت السقف الأمني للتهديدات لمستوى فوق الخطر ، وحظر تجوال وقطع طرقات ودعوة لمظاهرات شارك بها البعض وحذر منها البعض الأخر ومن لم يشارك كان يتابع الأخبار ومن شارك فبعضهم هتف وأخر نادى والأخر طالب واخر يرشق بالحجارة واخر يحرق واخر يهرب واخر يشجب واخر يستنكر ... واخر واخر الى الى اخره ...
الناس تريد أن تتظاهر ضد الفساد والرشوة واللامسئولية في التصرف الحكومي المركزي وكذا على صعيد المحافظات ... وأرادوا التظاهر ضد شخصيات غير جديرة بالحكم والإدارة ... وأرادوا التظاهر ضد نقص الخدمات وعدم القضاء على البطالة ... وضد الإهمال والسذاجة بالتصرف وعدم الجدية وحرقة القلب والحرص في التعامل مع واقع الخدمات المتردي ...وتظاهروا ضد من رفعوا رواتبهم الخيالية كأعضاء البرلمان ومجالس المحافظات والحكومة ومدراءها ومنافعهم الأجتماعية الخيالية التي أهدرت أموال الدولة التي لو خصصوها للشعب لأنجزت له الكثير من متطلباته ...
وكان هنالك البعض ممن إستغل المظاهرات ليس لتلك المطالبات وإنما لحاجات ونوايا أرادوا من خلالها أن يجعلوا الشعب ظهراً ليركبوه فما إستطاعوا ولو حاولوا ولكن فشلوا ...وجاءت التحذيرات الحكومية والعشائرية والدينية والسياسية والأعلامية من الحذر من الأنخراط من الفتنة والخديعة وهنالك من يتربص بتلك المظاهرات الدوائر ومن المشاركة فيها ...تلك التظاهرات التي لولا تلك التحذيرات لكانت مليونية ، لأن الشعب سئم من الفساد والرشوة واللامسئولية في الحكم وصراع الأحزاب فيما بينها وتقديم مصالح الجهات والتوجهات على مصالح الشعب ... ولأن الشعب خشى الفتنة وتسييس تلك المظاهرات من جهات تكره الشعب العراقي وتريد لهم ليس ما أرادوا ، فلقد إنصاع لتلك التحذيرات أكثر الشعب ولم يشارك الكثيرين ممن إكتووا بنار الفساد والفقر وقلة الخدمات وأجّل مطالبه وتظاهره لفرصة أخرى وتظاهرة أخرى ...ومنهم من تظاهر والحمد لله عدت على خير رغم إصابات في المتظاهرين والشرطة رغم أن الدعوة كانت سلمية وأن الحكومة أكدت أنها ستحمي المتظاهرين ... !!
وبعد اللتيا والتي وبعدما كان يا ما كان ... فهل نسكت على مطالب الشعب المشروعة أم ماذا ؟!!وهل يسكت الحر والواعي عن حقه المسلوب ... ورزقه المنهوب ... ومعاشه المنكوب ... وحسرات والآم تحرق القلوب ...ما .. لا .. لم .. لن .. نسكت ، وبجميع أدوات النفي سننفي السكوت ...وسأقول لكم ماذا بعد ... لا لفضل ولا لأفضلية عليكم فنحن في الهواء سواء ، ولكن لفكرة لاحت بذهني وسأتلي عليكم من فكرها ذكرا ... فصبراً معي صبرا
أيها الناس ...يا أيها الذين تتبعون مرجعية دينية إذهبوا لوكلاء تلك المرجعية وإضغطوا عليهم وإنقلوا لهم هموم الناس ومشاكلهم وإفضحوا الفاسدين والمفسدين حيث ثقفتموهم ووجدتموهم ، وإطلبوا منهم أن يوصلوا تلك المطالب للمرجعيات الدينية لتصرح بها علانية بعد التأكد من صحتها وأكثرها صحيح (بشهادتي المسبقة ولحجم الفساد المستشري) ... وليحدثوا بها كل مسئول سياسي وحزبي وحكومي وبرلماني يزورهم أو يأتي ليحدثهم فبلغوا تلك الجهات الدينية التي تتصلون بها أن تقول لهم ذلك وتنقل لهم هموم الناس وملفات الفساد والإهمال واللامسئولية ولا تبرئوهم الذمة حتى يفعلوا ذلك ...ولا تنسوا التلميح بأسماء الشخصيات الجيدة النزيهة والكفوءة المعطلة والمستقلة التي لم يكن لها حظ في الفوز في الأنتخابات أو لكونها مستقلة رغم أجدرية تلك الشخصيات بالأدارة .والكثير من المدراء والوزراء لم ومحافظين ومسئولين لم يأتوا عن طريق الأنتخاب بل الترشيح .
يا أيها الذين تتبعون جهات عشائرية وعلى إتصال مع شيوخ العشائر ووجهائها إذهبوا إليهم وحدثوا من يجالسهم ليحدثوا شيوخهم وقادتهم بهموم الناس ومشاكلهم وإفضحوا الفاسدين والمفسدين حيثما ثقفتموهم ووجدتموهم ليصرحوا بها حين يجالسوا كل مسئول حكومي وحزبي وبرلماني ولا وقت للمجاملات ولا حتى لـ (الله بالخير) ...
يا أيها الذين تتبعون أحزاب وجهات سياسية وبرلمانية وحكومية أخاطب شريفكم ونزيهكم أن يصرخ بأسم المظلوم ويوصلوا هموم الناس ويبلغوا عن أخبار الفساد وأحاديث الناس حول المسئولين فلعل وعسى ...
يا أيها الذين تجالسون المثقفين والوجهاء والشخصيات فألفتوا نظرهم لتلك المشاكل وإثيروا تلك المواضيع عندهم وحدثوهم بها ...
يا أيها الكتاب إستمروا بكتابة ما يحلوا لكم من مواضيع تمس هموم الناس ومشاكلهم وفضح الفاسدين بالتي هي أحسن وإلفتوا نظر الناس والقراء الكرام لكل شاردة وواردة وتصرفوا بمسئولية وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ...
يا أيها الناس جميعاً أوصيكم ونفسي بمواصلة الحديث حول المواضيع التي تمس هموم الناس ومشاكلهم وقضايا الفساد واللامسئولية والأهمال والتقصير بالأعمال وقلة الخدمات والمشاريع وتذكروا قول الرسول الذي لم يخضع يوماً للفاسدين والمتقاعسين والظالمين حيث قال :(من لم يهتم بأمور المسلمين فيس منهم) وقوله : (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) ...
يا أيها المسئولين ويا قادة ويا أحزاب ويا حكومة ويا برلمان ويا رئاسة ويا مدراء فكل ما أريد منكم أن تسمعوا وتعوا وتقرؤوا ما نكتب على الأقل ، ولا داعي لهذا الخوف الشديد على الشعب من الأنخراط في الفتنة أو الخوف من وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين فإذا كنتم تحبون الشعب لهذه الدرجة فلماذا لم تنفذوا للشعب ما وعدتم به وإذا رأيتم باطلاً لماذا سكتم عنه وإذا لم تكونوا راضين بالوضع فلماذا لم تستقيلوا وتلفتوا نظر الناس لذلك كما فعل النائب السيد جعفر محمد باقر الصدر.
يا أيها الناس ممن يريدوا أن يستمروا بقيام المظاهرات فأوصيكم بسلميتها وعدم تسيسها خيراً ، وبتشكيل لجان حماية تحول بين المتظاهرين والشرطة وأن يكونوا واضحين ويلبسون زي موحد وقبعات ذات لون واضح ...وأن تكون هنالك قيادات معروفة للمظاهرات ومراقبة من تلك القيادات على الشعارات المرفوعة والهتافات التي يتم الهتاف بها وأن يتم تحديد أشخاص معينين لوضعهم على مكبرات الصوت لترديد هتافات واضحة الأهداف ...وكذلك أن يتم توزيع باجات يتم لبسها وتكون باجات متفق عليها قبل أيام قلائل من التظاهر وتكليف لجنة بطبعها وتوزيعها في التظاهر لمنع تزويرها وتوزيعهم داخل المتظاهرين لمنع المندسين ومن يريد تحويل مسرى التظاهرات من سلمية الى حربية ... ومراقبة أي أوراق ومنشورات يتم توزعها أو لا فتات وصور يتم رفعها ...
وبعد هذا كله لا يوجد داعي لا لجهات حكومية ولا سياسية أن تصرح وتتخوف وتتربص بمطالب الجماهير ... ومن وقوع الفتنة ، ومن التسييس ...ولا أظنكم تخافون علينا بل تخافون على أنفسكم ...
أتصور أن هذه الطرق والوسائل سوف لن يمنعها حظر تجوال ولا مندسين ولا فتنة ولا داعي للحكومة ولا البرلمان ولا مجالس المحافظات ولا وسائل الأعلام أن يجر كل منهم مطالبه لجهته وترك اللب وصلب الموضوع وإشغال الناس بتوافه الأمور من رشق الحجارة وهراوات وشرطة وإطلاق رصاص وقناة الش.... وقناة الب.... وقناة الر.... وقناة ال.... تصور مظاهرات لم يقدر لها أن تكون مليونية ولا ألفية وبالرغم من ذلك صورتها بأن الملايين تطالب بأسقاط النظام وسقوط جرحى وقتلى وكأن الحرب على الأبواب ...
يا أيها الناس ...فكروا وأعبدوا الله بالتفكير ، فالتفكير أجل وأسمى وأرقى عبادة الله يحب المتفكرين ويا من توصون الناس بالتقوى فأوصوهم بالتفكير الذي هو أساس التقوى ، وعلي بن أبي طالب (ع) الذي فكر كثيراً وكان دائم التفكير يقول :(تفكير ساعة خير من عبادة سنة)
وللحكومة والبرلمان والمحافظين ومجالس المحافظات والمجالس البلدية والسياسيين والأحزاب أقول ، لقد إنصاع الشعب للتحذيرات وإحترم الأراء المنادية بوجود تسييس للمظاهرات وما شابه ولم يشاركوا ، ومن شارك بالمظاهرات والتي كان بعضها سلمياً إيجابياً ، والأخر حربياً سلبياً ... فيا حكومة وبرلمان ويا محافظين ومجالس محافظات ومجالس بلدية ويا سياسيين ويا أحزاب فأقول لكم إستغلوا هذه الفرصة وإحترموا الشعب وإبدأوا بصحوة ونهضة بالواقع الخدمي والإصلاح السياسي والإداري وكفى مجاملات وإرضاء خواطر لهذا وذاك وكونوا أو لا تكونوا فالحياة أن تكون أولا تكون ...
أعتقد أن القادم من الشعب سيكون جدياً ولا يمكنكم وقفه ولا تأخيره وسيقول الشعب حينها كلمته التي ستخرسكم جميعاً لو واصلتم واستمررتم بالتخاذل ووضع الشخص الغير مناسب في مناصب وإدارات إرضاءاً للخواطر والأحزاب والمجاملات على حساب الآم وحسرات وويلات وآهات الشعب الذي لا يريد منكم سوى أن تؤدوا مهامكم ووظائفكم التي يجب عليكم أن تؤدوها وتأخذون عليها رواتب خيالية من أموال الشعب ...فقط قوموا بالواجب الذي عليكم أن تقوموا به ولا نريد منكم أكثر من ذلك ...
هي مجرد أفكار للفت الانتباه ولتحقيق الهدف النبيل بتنفيذ مطالب الشعب ومحاربة الفاسدين والظالمين والمتقاعسين والمغفلين من بعض السياسيين وحاكمين وأحزاب ، وهم يظنون أن الشعب لا يعرفهم ...هي مجرد أفكار ولا أزعم أني إكتشفت الذرة ...
https://telegram.me/buratha