المقالات

العراقيون بين أهزوجتين

938 08:52:00 2011-02-28

سنان البصري

العراقيون بين أهزوجتين

اليوم وانأ أتوكئ على الستينات من عمري بين هذا الحشد المفعم بالحيوية والشباب والمعطر بالوطنية والإخلاص وهو ينتفض على واقع اسود مشبع بالرذيلة والفساد وهو ينشد أهزوجته المحببة إلى نفسه والتي غطى صداها العراق من جنوبه إلى شماله(كذاب كذاب نوري المالكي )رجعت بي الذاكره فسرحت معها الى أيام طفولتي وبراءة وجداني وتفكيري وانأ اردد مع اقراني في الخمسينيات الاهزوجه التي ظلت عالقة والى ألان بأذهان العقل الجمعي العراقي رغم اندثار الزمن وتقادمه (نوري السعيد ......وصالح جبر.......) رغم انها بنيت كما يبدو على باطل فإعادة كتابة التاريخ ربما ستنصف الرجل بعد إن هدأت النفوس وأزيح غبار الزمن وركامه عن وجه الحقائق وانكشاف كل مستور.وتجارب الشعب العراقي مع الحكومات والقيادات التي توالت على حكم العراق بعد حقبة نوري السعيد لم يحصد منها العراق إلا وطنا مخربا مدمرا وشعبا مهانا ذليلا مكبلا . وإذا ما كانت هذه الاهزوجه وليدة الغضب والحنق العراقي نتيجة المعاهدات التي قطعتها الحكومه في حينها مع دولة الاحتلال فاعتبرت تلك الحكومه عميله ونوري السعيد قطبا لهذه العماله واليوم تنتفي هذه المفاهيم والمعاير وتلغى تلك المصطلحات التي أهرت عقولنا وسئمنا ترديدها وكتابتها في أدبيات وخطب هذه الاحزاب بفعل هذه القيادات التي تتبؤ مراكز المسؤليه في الدوله الحديثه.فالوطنيه والاستقلال والسياده مفاهيم اصبحت في ركام الماضي عفي عليها الزمن ليضحى الاحتلال الجاثم على صدور العراقين تحريرا وماكنته الحربيه وهي تجوب العراق وتربته جيئة وذهوبا وطيرانه الذي يغطي سماء العراق واجوئه حماية لوطنيته ودولته الفتيه.

الا يحق لنا ان نعطي ورقة براءة لنوري السعيد ولكل ما اصطبغت به فترة الحكم الملكي من ادران وشوائب.اما الاهزوجه التي يتغنى ويطرب لها الشارع العراقي اليوم والتي أصابت كبد الحقيقه التي عليها رئيس الوزراء لم تأتي من فراغ او من اتهام ملفق باطل مزور يوصم به الرجل ظلما وبهتانا انما جاءت حصيلة تجارب لسنوات عجاف عاشها العراقيون بمرارة وحرمان بين خطب رنانه ووعود معسوله زوقها ببراعته وحذقه وتفننه في اللف والدوران والتظليل الذي جبل عليه فكانت سمة ملازمة له ولشخصيته وعريكته .

فمن ايام المعارضه للنظام السابق كان ابو اسراء لا يسمع الا صدى صوته كان متزمتا يحتكر الحوار والحديث ولا يستمع لأي رأي او مداخلة في كل اجتماعات المعارضه العراقيه. دائما كان معارضا يفرض على الاخرين بالاكراه وبالسبل الملتويه قبول رأيه ومعتقده كان جامدا ابعد ما يكون عن المرونه والليونه لا يعرف الابتسامه الا عن تلك الابتسامة الماكره بخبث ولؤم التي يفتر ثغره جانبيا بها ونظرا لمكره وسطوته وحيله على بعض من اقطاب المعارضه العراقيه والتي لم تستطع ان تحقق أي مؤتمر موسع لها بفعل دهائه وتفتيته لكل توجه ينحو بهذا السبيل لهذا ظلت لجنة العمل المشترك التي شكلتها المعارضه العراقيه في مؤتمرها ببيروت ابان الانتفاضه الاذاريه في 991 تراوح في مكانها لاكثر من سنه رهينة وحبيسة لمقولات وأراء ابو اسراء وزمرته المحيطه به.الى ان دخلت جماعة لندن على خط المعارضه بفعل دعمها الخارجي فأسست مؤتمر فينا والذي حضرته جميع الفصائل عدا حزب الدعوه وحزب البعث فركنت لجنة العمل المشترك جانبا وكان المؤتمر الوطني العراقي الذي انضوى تحت سقفه في مؤتمر صلاح الدين في992 جميع الاحزاب والفصائل السياسيه المعارضه الا ابو اسراء وجماعته صمتو قابعين منعزلين عن صفوف المعارضه لا هم لهم الا كيل التهم بالعماله والشكوك بنزاهة وتوجه المؤتمرين .واني احتفظ بمقابلة أجريت مع السيد جواد المالكي في مجلة دراسات عراقيه العدد 9/999 وعن اجابته لسؤال ما هو موقفكم اذا ما دعيتم الى الحوار مع واشنطن فكان جوابه (كيف نستجيب للحوار مع واشنطن وما هي الاسس التي نتحاور عليها وهل يعقل اننا نعتمد في الحوار على التسويف والتميع وغياب الرؤيه الستراتيجيه وكيف نرضى لانفسنا ان نكون العوبة بيد المخطط الامريكي الذي يريد ان يستهلك ويشوه كل تاريخنا الجهادي المضمخ بالدماء ثم اننا نتحاور على اسس من الثوابت التي تنسجم مع مصلحة العراق وشعبه والامه وهذه الاسس مرفوضه سلفا) .

ولا ندري اهو بريق السلطه وبهرجتها وما تكتنزه من مال وجاه وسمعه احال المبادئ والاسس التي كان يلوكها ويتشدق بها ابو اسراء بين الحين والاخر فأضحت امريكا اليوم حليفة ونصيرة ومحررة للعالم اجمع في مفهوم ابو اسراء وبطانته ليكون اليوم رجل امريكا القوي ويدها الطولى بلا منازع ياتمر بامرها ويلبي كل طموحاتها ورغائبها وبخسا وسحقا لكل تلك المبادئ والقيم ولكل الدماء التي أريقت من حزبه ومجاهديه قربانا لأئن يتبؤ ابو اسراء وحزبه المجاهد زعامة العراق وادارة دفته.الا يحق للعراقين ان ينعتوه بالكذاب بعد خمس عجاف لم يسمع العراقين فيها غير الالقاب والعناوين فمن عام البناء والاعمار الى عام محاربة الفساد والمفسدين مرورا بعام الوحده والمصالحة الوطنيه وكل شيئ تفاقم واستشرى في كل هذه الاعوام ووصلنا الى الارقام التي يتندر بها العالم بمستوى الفساد الادراي والمالي الذي ينخر في صفوف العراقين من اصغر موظف في الدوله الى الوزير بفعل سياسة رئيس الوزراء المؤازره والمشجعه على الفساد والمغطيه على المفسدين.واني لا اغالي اذا ماقلت ان قرينة الكذب ستظل على مرور الازمان ملاصقة الى ابو اسراء وسيلحق بصاحبه مسيلمه حيث لا يعرف باسمه الصحيح منفردا الا عنما يقرن مع اسمه الكذب وهنيئا لك ابا اسراء هذه السمعه الحسنه. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك