احمد عبد الرحمن
كانت بليغة ومعبرة الرسالة التي اطلقتها التظاهرات الجماهيرية التي شهدها الشارع العراقي مؤخرا، مفاد تلك الرسالة البليغة والمعبرة هو ان صوت الشعب هو الصوت الحقيقي والمؤثر والحاسم، وان من لايصغي لهذا الصوت من المعنيين بأدارة وتسيير شؤون الدولة لابد ان يصطدم بخيارات سيئة، ابسطها واولها وابرزها مواجهته بالرفض.واليوم فأن اصلاح الواقع السيء ومعالجة سلبياته واخطائه ، يمثل استحقاقا مهما واساسيا لامناص منه. وعملية الاصلاح تتم عبر اجراءات وسياقات مختلفة، من بينها اعفاء واقالة المسؤولين الذين ثبت ان انهم غير كفوئين ولايمتلكون القدرة الكافية على الاداء الجيد الذي من شأنه ان ينعكس ايجابيا على الواقع الحياتي للمواطن العراقي، وكذلك الذين ثبت او يثبت تورطهم في قضايا الفساد الاداري والمالي واساءة استخدام السلطة والمسؤولية والنفوذ لتحقيق مكاسب واهداف شخصية. ومن بينها تحديد سقوف زمنية محددة وواضحة لمختلف الوزارات والمؤسسات لتقييم ادائها والوقوف على مستوى ادائها وطبيعة الانجازات المتحققة من قبلها، ومن بينها ايضا اعادة النظر في الكثير من القوانين والتشريعات التي اثبتت التجارب انها لاتنسجم مع الاوضاع الجديدة، ناهيك عن كونها توفر الغطاء للفساد بمختلف اشكاله وصوره واساليبه. ان النظر بجدية لمطاليب ابناء الشعب العراقي، سواء الذين شاركوا في تظاهرات الجمعة الماضي، او لم يشاركوا، يمثل المدخل والمنطلق الرئيسي للحلول والمعالجات الصائبة، وهذه الجدية ينبغي ان تتجاوز الاقوال الى الافعال، بحيث يلمس المواطن وخلال وقت قصير المصاديق العملية والواقعية لما اعلنته وتعلن عنه السلطات التنفيذية والتشريعية من قرارات واجراءات يفترض انها في صالحه، وتلبي مطاليبه المطروحة، او في ادنى تقدير جزء منها.ولعل الاشارات الاولى التي انطلقت من الحكومة ومن مجلس النواب ومن بعض مجالس المحافظات والحكومات المحلية تدعو الى التفاؤل والاستبشار خيرا، بيد ان المهم في الامر هو ان تكون تلك الاشارات مجرد اجراءات شكلية ووهمية لامتصاص غضب الجماهير لااكثر.وان ما اكدت عليه المرجعية الدينية المباركة في بيانها الاخير يمثل برنامج عمل حقيقي وخارطة طريق لاصلاح الواقع السيء وتجنب الانزلاق نحو مزيد من الاوضاع السيئة والمنهجيات والسلوكيات الخاطئة.
https://telegram.me/buratha