صلاح السامرائي
من المحتمل ستعقد جامعة الدول العربية قمتها المقبلة في بغداد نهاية شهر آذار وبدأت الاستعدادات والتهيئة لهذا الحدث الكبير قبل هذا الحين آملين ان تقدم شيء مفيدا للعراق وللعرب ولكن كما يقول المثل العراقي ( طبيب اليداوي الناس وهو عليل ) اذا اردنا ان نقييم اداء عمل جامعة الدول العربية منذ تأسيسها 1945 لحد الان سنجدها مجرد هيكل تنظيمي ضعيف لايرتقي لمستوى الاتحادات والمجالس والتحالفات الاقليمية العالمية لانها لاتسعى الى تحقيق الهدف الاسمى الذي وجدت لاجله وهو خدمة الشعوب العربية وانما مثلت ولبت طموح الانظمة العربية والتي تثور عليها اليوم شعوبها محاولة التحرر من سيطرتها وهيمنتها على مقدرات وامكانيات الجماهير والسير بهم نحو التخلف والفقر .ان هذه المنظمة في حقيقة امرها خرجت عن المسار الشعبي وشابتها الكثير من السلبيات مما جعل منها مجرد تشكيل صوري اكثر مما هو فعلي او عملي ومن السلبيات التي مزقت الجامعة العربية هي خلافات الانظمة العربية فيما بينها وعدم قناعتهم بوجودها مما حدا ببعض الدول العربية الى تشكيل تحالفات اقليمية خارج الجامعة من قبيل مجلس التعاون الخليجي ودول المغرب العربي وغيرها وايضا الاختراق الاجنبي لهذه الانظمة عزز حالة ضعف الجامعة ارضاءً للاقوى مقابل البقاء في سدة الحكم مما جعل هذه الانظمة راعية وممثلة لمصالح الدول الكبرى الداعمة لبقائهم غير آبهين بمصالح شعوبهم كما علينا ان نلاحظ ان قرارات الجامعة العربية غير ملزمة للاطراف المنطوية تحت لوائها وبالتالي جعلها غير فاعلة , ان هذا الاتحاد الوهمي لايمثل طموحات وتطلعات الشعب العربي في العمل العربي المشترك من اجل تحقيق التنمية وصياغة الامن القومي بجميع اشكاله السياسي والاقتصادي والعلمي والعسكري وغيرها من المجالات .فالجامعة العربية ماذا يمكن ان تقدم سواء للعراق او مصر او تونس او اليمن او ليبيا وغيرها من دولنا في الوطن العربي الكبير وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الشعوب العربية , فضلاً عن ذلك ان الجامعة العربية بحاجة الى اصلاح وعملية اصلاحها ليس بالامر السهل لان اصحاب القرار المعتمدين فيها هم لايمثلون شعوبهم بمعنى ان تمثيلهم غبر حقيقي اضافة الى تراكم السلبيات من تركتها السابقة منذ نشأتها ليومنا هذا لايؤهلها لحل الازمات وادارتها ولعدم قناعة وثقة الشعب العربي بقدرتها على التفاعل وتقديم الافضل . واخيرا اقول للجامعة العربية ((ليس المهم ما يقال بل المهم ما يفعل ))
https://telegram.me/buratha