المقالات

ماذا يعني تكرار المظاهرات ؟؟

830 10:24:00 2011-03-02

حازم الساعدي

لم تنحسر دعوة الاحتجاجات والتظاهرات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد وبقية المحافظات في شخص معين كأن يكون رجل دين اوقائدا سياسيا بقدر ما كان مطلبا جماهيريا وجدانيا ازاء حالات الافصاء والتهميش فضلا عن سوء الخدمات وتفشي البطالة وعدم الإيفاء بالوعود الكثيرة والشعارات التي رافقت الانتخابات المحلية والتشريعية في البلاد فلم يجد المواطن بدا من الخروج عبر مسيرات حاشدة مطالبا الحكومة بانصافه ورفع مستواه المعيشي الى حد على اقل التقادير يؤمن الاحتفاظ بماء الوجه وقبل حلول موعد قيام التظاهرات الجماهيرية الذي كان مقررا يوم الجمعة الماضي كان من الواضح استقراء مواقف المراجع العظام وبعض الزعماء ممن لهم قواعد شعبية لا يستهان بها وتبيان الموقف الشرعي والسياسي واخضاعها لمبدء المصالح والمفاسد بين الاهم والمهم لذلك، عبرت المرجعية الدينية المباركة متمثلة بالمرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد علي السيستاني ومراجع الدين الاخرين في مدينة النجف الاشرف عن رؤيتها وموقفها حيال تلك التظاهرات، حيث اشارت المرجعية وبكل وضوح الى ان التظاهر السلمي هو حق مكفول لجميع ابناء الشعب العراقي لطرح مطاليبهم وايصال اصواتهم الى من يعنيهم الامر من مسؤولي الدولة في مفاصلها التنفيذية والتشريعية المختلفة، لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بمعالجة المشاكل والازمات وايجاد الحلول المناسبة لها، مقترنا كل ذلك بوجوب المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة.وبعد قيام التظاهرات في مختلف محافظات ومدن العراق، والتي تمحورت مطاليب المتظاهرين فيها على تحسين الخدمات بمختلف عناوينها واصلاح الواقع القائم، فأن المرجعية الدينية المباركة سارعت الى ابداء الموقف المطلوب، والذي تمثل بدعوة مجلس النواب والحكومة الى اتخاذ خطوات جادة وملموسة لتحسين الخدمات العامة لاسيما الكهرباء والبطاقة التموينية وتوفير فرص العمل للعاطلين ومكافحة الفساد المستشري في مختلف دوائر الدولة".وكذلك طالبت المرجعية الدينية بأتخاذ قرارات حاسمة بالغاء الامتيازات غير المقبولة التي منحت للاعضاء الحاليين والسابقين في مجلس النواب ومجالس المحافظات وكبار المسؤولين في الحكومة والوزراء والدرجات الخاصة وغيرها، والامتناع عن استحداث مناصب حكومية غير ضرورية تكلف مبالغ طائلة سنويا من اموال هذا الشعب المحروم وضرورة الغاء ما يوجد منها حاليا.وعبرت المرجعية الدينية عن شكرها وتقديرها وتثمينها للمتظاهرين الذين التزموا بالنظام والقانون وطرحوا مطاليبهم بأسلوب سلمي حضاري، وكذلك ثمنت وشكرت الذين لم يشاركوا في التظاهرات خشية استغلالها من قبل بعض الجهات لتحقيق اجندات معينة.واليوم حينما يرتفع صوت المرجعية الدينية مرة اخرى ليعضد مطاليب واصوات ابناء الشعب العراقي، فأن ذلك يعكس حكمتها وحرصها على مصالح الناس، وحملها لهمومهم ومعاناتهم وسعيها الدؤوب لانهائها.

وهذه المواقف الحكيمة ليست بجديدة على المرجعية الدينية المباركة التي عرفت بحسن تعاطيها مع الامور، لاسيما في المنعطفات الحساسة والظروف الحرجة والتحديات الكبرى ، ولكننا نسمع بين الحين والاخر عن وجود دعوة تتجلى بتكرار التظاهرات في الجمعة القادمة حيث لم يمض على مطالب الجماهير اسبوعا وحدا واذا ما ارادت الحكومة العراقية ان تنفذ مطالب المواطنين يلزمها الوقت الكافي لدراسة ما يحتاجه الشارع العراقي وتحقيقه على ارض الواقع وان تكرار الاحتجاجات من دون اعطاء وافساح المجال الكافي يعد حالة سلبية لحساسية استغلال حالة التظاهر من قبل اجندات هاجسها الوحيد هو اثارة الفتنة والفوضى في عراقنا الحبيب واضاعة منجزات ومكتسبات الشعب العراقي والملحمة البطولية التي سطرها ابناء شعبنا ابان الانتخابات وتفويت الفرصة على الارهاب الاعمى في ارجاع العراق الى المعادلة الظالمة التي عاشها ابناء الشعب العراقي في زمن الدكتاتورية والحال يتطلب مزيدا من الحكمة والذكاء ءبأتخاذ القرارات التي من شأنها الارتقاء بواقعنا وتجربتنا الفتية واعطائها زخما يكفل لها النجاح والسداد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك