سمير عبد الصمد
عندما تم ترشيح الدكتور احمد عبد الهادي الجلبي لمنصب وزير الداخلية العراقي من قبل الائتلاف الوطني العراقي وهو جزء من التحالف الوطني استبشر ورحب كثيرا من العراقيين بهذا الترشيح وذلك مايملكه الدكتور الجلبي من كفاءه ومهنية عالية واخلاص في العمل من اجل العراق والعراقيين يؤهله لتسلم منصب وزير الداخلية والغريب في الامر ورغم موافقة او عدم اعتراض اغلب الكتل السياسية داخل البرلمان العراقي على هذا الترشيح تناقلت مصادر مختلفة عن رفض كتلة دولة القانون وعلى راسها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي لترشيح الجلبي لمنصب وزير الداخلية والغريب في الامر حقا بان السيد نوري المالكي يعرف الدكتور احمد الجلبي حق المعرفة ومطلع تماما على الكفاءه العالية لهذا الرجل في ادارة الامور واخلاصه في عمله لخدمة العراق والعراقيين في اي منصب استلمه وبناء على ذلك اود الاشارة الى مجموعة من الوقائع والمواقف للدكتور احمد الجلبي واترك الحكم عليها من قبل الشعب العراقي حيث كان احمد الجلبي من اشد الداعين الى توحيد صفوف المعارضة العراقية في الخارج وكان له الدور الكبير في ترتيب مؤتمرات للمعارضة العراقية من اجل توحيد صفوفها والعمل على اسقاط نظام الطاغية صدام المقبور لقد عمل الدكتور الجلبي جاهدا في الكونغرس الامريكي من اجل استصدار قانون تحرير العراق والداعي الى مساعدة المعارضة العراقية لغرض اسقاط النظام البعثي الصدامي الاجرامي وانقاذ الشعب العراقي من بطش هذا النظام المجرم لقد نصح الدكتور الجلبي الادارة الامريكية بضرورة تشكيل حكومة عراقية واستلام الامور في العراق فورا بعد دخول القوات الامريكية الى العراق حيث نصح الجلبي الادارة الامريكية ببقاء الجيش العراقي السابق والقيام فقط باقصاء كبار الضباط البعثيين الموالين للنظام البائد وفي نفس الوقت الحفاظ على باقي الضباط و الجنود والمعسكرات والاستعانة بهم مع قوات المعارضة العراقية للحفاظ على كل الوزارات والمؤسسات العراقية وحمايتها من اعمال السلب والنهب وايضا طلب الدكتور الجلبي من الامريكان حفظ الحدود ومنع تسلل الارهابيين من الدخول الى العراق وبعد تشريع قانون في الامم المتحدة بتحويل التحرير الى احتلال كان احمد الجلبي من الاوائل الذين عارض هذا القرار وانتقد ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش على ذلك حيث كان قد نصحها سابقا بعدم تحويل التحرير الى احتلال لان الشعب العراقي يرحب بالتحرير ويرفض الاحتلال ولكن كل هذه الافكار والنصائح رفضتها ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بعد سماعها لنصائح بعض الدول العربية الحليفة للامريكان في المنطقة ورغم ذلك فلقد اثبتت احدات العراق المتلاحقة صدقية وصواب كلام ونصائح احمد الجلبي وهذا ما اقر به بعد ذلك كثير من الخبراء والسياسيين الامريكان المتابعين للشان العراقي وخلال وجوده في مجلس الحكم كان الجلبي يعترض وبكل شجاعة على قرارات عديدة اتخذها بول بريمر منها كيفية صرف الاموال العراقية وطريقة بريمر في ادارة الامور في العراق حيث كان احمد الجلبي ايضا من الاوائل الذين شاركوا في التوسط بين التيار الصدري و الامريكان من اجل وقف نزيف الدم العراقي و ذهب شخصيا الي النجف لذلك الغرض و عارض و بكل شجاعة قرار بريمر بقتل شباب التيار الصدري في النجف و مدينة الصدر وايضا رفض احمد الجلبي تصرفات المخابرات الامريكيه لحوارها مع كبار البعثيين الصداميين و العمل على ارجاعهم الي مراكز الحساسة في الدولة العراقية وكان يرى في ذلك خطرا كبيرا على استقرار العراق الجديد ووضعه الامني وهذا بالفعل ماحدث لاحقا وكان الجلبي محقا في كل تصوراته لاوضاع العراق المستقبلية واثبتت مجريات الامور فيما بعد فداحة الاخطاء التي ارتكبتها ادارة الحاكم الامريكي السابق في العراق بول بريمر وايضا ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في تسير امور العراق بعد سقوط نظام الطاغية صدام و كل هذه المواقف الشجاعة و الوطنية للدكتور الجلبي سببت له الكثير من المشاكل منها مداهمة القوات الامريكية لداره و اتهامه بشتى التهم من جانب اخر كان احمد الجلبي السباق في فضح قضية النفط مقابل الغذاء وكوبونات النفط وكشف عن اسماء الشركات والاسماء المتورطة في القضية وهذا الشئ كلفه كثيرا بعد قيام هذه الجهات المتورطة بهجمة شرسة وظالمة ضد الدكتور احمد الجلبي من اجل اسقاطه سياسيا وتحجيم دوره وبناء على ذلك كان الجلبي من اشد المعارضين لتدخل الاخضر الابراهيمي وتصرفاته الطائفية في تشكيل الحكومة العراقية حيث كان الدكتور الجلبي اول من فضح سرقة وزير الدفاع في الحكومة التي شكلها الاخضر الابراهيمي اي حازم الشعلان كذالك كان اول من فضح سرقات وزير الكهرباء في تلك الحكومة ايهم السامرائي و ايضا سرقات مشعان الجبوري اصبح الجلبي نائبا لرئيس الوزراء لشؤون الطاقة والعقود في حكومة الدكتور الجعفري ولمدة ستة اشهر ورغم الفترة القصيرة التي امضاها في منصبه استطاع الدكتور الجلبي وبكل كفاءه ومهنية عالية في تسير كل الامور المتعلقة بالعقود والطاقة ويشهد على ذلك القاصي والداني وفي السنوات التالية وعلى الرغم من عدم استلام الدكتور احمد الجلبي لاي منصب حكومي استمر الرجل في خدمة شعبه ووطنه حيث كان يزور ولحد يومنا هذا الكثير من المناطق العراقية ويحضر ميدانيا ويتعرف شخصيا على مشاكل الناس وينقلها الى المسؤولين العراقيين حيث زار الرجل الكثير من المناطق العراقية وخاصة الساخنة منها وتعرض لعدة محاولات اغتيال منها زيارته الشهيرة لمدينة بهرز في ديالى على الرغم من الارهاب الذي كان يضرب بشدة في وقتها ورغم ذلك كان احمد الجلبي يخرج للشارع العراقي ويتعرف على همومه بينما كان الكثير من السياسيين في ذلك الوقت لايستطيع الخروج ولو متر واحد من المنطقة الخضراء حيث لم يسكنها الجلبي في حياته وكان من الاوائل الداعين الى الغائها ورغم كل هذه المواقف الوطنية لهذا الرجل نسمع هذه الايام عن رفض رئيس الوزراء السيد نوري المالكي لترشيح الدكتور احمد الجلبي لوزارة الداخلية رغم موافقة وعدم اعتراض غالبية الكتل السياسية داخل البرلمان لهذا الترشيح وهنا علينا ان نتسائل متى سوف يستفاد الوطن والشعب العراقي من كفاءات وطنية ومخلصة من امثال الدكتور احمد الجلبي من اجل حل مشاكل الناس وازدهار وتطور العراق الجديد
سمير عبد الصمد انسان عراقي مستقل يريد انصاف الدكتور احمد الجلبي
https://telegram.me/buratha