قلم : سامي جواد كاظم
النظريات والايديولوجيات التي تبتكرها المدارس الفلسفية والسياسية كلها ظاهرا غايتها ابتكار الجديد ودحر القديم وتبقى اهم النظريات تلك التي تتخصص بالانسان في كيفية توجيهه وقيادته وشكل القيادة ، الشورى والحاكم الواحد والمجلس الرئاسي وغيرها من التشريعات التي تشرعها الامم في كيفية قيادة بلدانها تنتهي بانزلاقات خطيرة نتيجة للثغرات التي تحتويها هذه القوانين فالشورى امر حسن ولكن ليس كل قرار يحتاج الى شورى والحاكم الواحد امر حسن ولكن كفاءة الحاكم هي التي تحدد الى اي مدى يمكن اعتماد قرارات هذا الحاكم ، ويبقى للهرم والجبل قمة واحدة .ماهية الحاكم الذي تتامله الشعوب مختلفة باختلاف الاديان والثقافات ولكنها كلها تتفق على ضرورة ان يكون هنالك حاكم يتمتع بمؤهلات تجنب الامة الويلات والفوضى ، ونحن نطالع ما يجري اليوم في العالم عامة والوطن العربي خاصة نقف امام مشاهد نبحث عن حلول الامل في كيفية تجاوزها .قد تاخذنا النشوة بتنحي حاكم ولكن الالية التي رحل بها والمشهد الذي تركه عقب رحيله لم يلتفت الى خفاياه احد ، الامل بشخص يثق به الشعب الذي يثور امر حتمي وعندما نرى حجم الفوضى مع تضخم ترسانات الاسلحة لدى دول اخرى يشعر الانسان في بعض الاحيان بالاحباط في كيفية احتواء هذه المخاطر ، ولكن عندما يكون في داخله يقين لابد من ظهور شخص ذو مواصفات وكفاءة يستطيع ان يقود الانسان الى بر الامان ، هذا الشعور بامل المنقذ اختلفت الاديان والمذاهب واصحاب النظريات في هويته ومؤهلاته .اصحاب الديانات السماوية متفقة على ضرورة المنقذ وكل يحاول ان يثبت صحة افكاره ويبقى الاقوى حجة هو من يعتمد مصادر الاخر في اثبات حجته ، ولكن كيف بالذي لا يؤمن اصلا بالمنقذ ؟ سالت احد الباحثين الضليعين بفكرة الامام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) قلت له ما هي الحجة التي ترد بها على السلفية والعلمانية بوجود الحجة ؟ اجابني بالنسبة الى السلفية فان جل مصادرهم وامهات كتبهم ذكرت الامام المهدي ومتى ظهوره وكيفية ظهوره ، وذكر مجموعة من مصادر القوم ، اما بالنسبة الى العلمانية ان كانوا لا يؤمنوا فليبقوا لا يؤمنوا هذا شانهم .....حقيقة وقفت كثيرا عند الشطر الثاني من اجابة الاخ الباحث !!!!!ان فكرة المنتظر كما يقال عنها فكرة عالمية ولكن اثباتها كان دينيا اكثر مما هو منطقيا ولهذا نجد اصحاب العقول التجريبية تجد ان فكرة المنتظر هي ضرب من ضروب الخيال ، وهذا لا يتفق ومبادئ الاسلام ، فكل فكر او حكم شرعي في الاسلام يحتوي على ابجدية اثبات هذا الفكر او ذاك الحكم ، نعم قد يعجز العقل من ايجاد التعليل المنطقي ولكن هذا لا يدل على عدم الوجود .التظاهرات والفوضى التي تعم البلاد العربية واغلبها تطالب بتنحي حكامها وهذا ان دل على شيء فيدل على اهتزاز عدالة هؤلاء الحكام وفي نفس الوقت نرى عندما تتمكن هذه الشعوب من طرد طواغيتها تقع في فوضى اخرى في الكيفية والهوية للمؤهل لقيادتهم ، وينجم عن ذلك كوارث وانتهاك حقوق الانسان ويكثر السلب والنهب من جهة والمجاعة والامراض من جهة اخرى وعندما تعيش هذه الشعوب هكذا فوضى فانها يحدوها الامل بشخص يقودهم ليقضي على هذه الفوضى ويحكم بهم بالعدل والاحسان ، هذا الامر لو قلناه للعلماني الا يعدو منطقيا ؟ونسال من لا يؤمن بالدين هل بالامكان ان تتسع رقعة الظلم والفوضى والمظاهرات الى دول اخرى غير العربية الاسلامية ؟ تخيلوا لو حدث هذا الامر في الصين بالرغم من ان هنالك بوادر على حدوثها ماهي الكوارث التي سينجم عن هكذا تظاهر ومن سيكون بيده زمام الامور ليقود الانفجار في الصين ؟ في هذه الحالة فاننا نحكم بان اصحاب العقول السليمة التي تهتم بالانسان اياً كانت ديانته ومعتقده وحتى لو لم يكن صاحب دين ولكنه صاحب تفكير سليم قائم على احترام الانسان فانه يامل بمن ينقذ البشرية من هذه الفوضى ، اما اصحاب العقول المريضة فانها تشعر بالسعادة عندما ترى الفوضى ومثل هكذا عقول لا ياملون بل لا يؤمنون بضرورة قائد ذو مؤهلات خاصة ينقذهم من الظلم والجور لانهم هم الظلمة.هذا المنقذ الذي يتمتع باهلية تفكيرية قوية لابد لنا ان نسال من اين اكتسب هذه الاهلية ؟ فان كانت مكتسبة فهذا يعني ان هنالك من هو اكفا منه وهذا نفس الامر حصل عندما طلب الخليفة الاول من ابيه ان يبايعه فقال له ابوه لماذا انت ؟ فاجاب لاني كبير القوم فقال له ابوه انا ابوك يعني انا اكبر منك فانا احق بها منك.وان كانت موهبة خارقة فهذا يعني تطابقت الفكرة اصلا ولكن التسمية اختلفت نعم له مواهب خارقة ونحن نقول ان الذي منحها له هو الله عز وجل ، لان هذه الموهبة ان لم تكن من الله عز وجل فانه من الممكن ان يتمتع بها اكثر من شخص وبالتالي تعود الفوضى كما هي طالما هنالك اكثر من حاكم ، واذا انفردت الموهبة بشخص واحد فهذا هو المطلوب .استاذة ماركسية في المانيا الشرقية قبل الاتحاد مع الغربية كانت تدرس الفكر الماركسي والمادية وكان احد طلبتها عراقي من الكاظمية سالها عن اصل المادة وبدات تشرح له النظريات المادية ومنها داروين وانتهت الى ان الذي كون المادة هو مجهول يتمتع بعقلية خارقة موجود لايمكننا ان نراه او نلمسه ولكن نتاجاته المادية هي التي تثبت وجوده وعندها قال لها الطالب هذا الذي تصفينه بالموجود لا يمكن ان نراه نحن نقول انه الله عز وجل وانتم ترفضون التسمية معتمدين على الصفات .الامر بعينه ان العالم عندما يقاد الى حافة الهاوية مع تفشي الظلم والجور يبقى امل المستضعفين هو ظهور شخص ينقذهم مما هم فيه .نقطة مهمة يجب ان تبقى في تفكير وعقول المؤمنين بفكرة الامام المهدي ان لا يتشبثوا بما يحدث في العالم الان على انه دليل الظهور ويركنوا الى الانتظار فاننا نامل ظهوره في هذه الساعة ويجب ان يكون استقباله هو الثبات على مبادئ الاسلام والعمل بها وجهاد الظالم
https://telegram.me/buratha