كامل محمد الاحمد
يقولون ان شر البلية مايضحك، وهذا القول له مصاديق كثيرة في حياتنا اليومية الحافلة بالكثيرة من الهموم والمشاكل والمصاعب التي لاعد لها ولاحصر.
اخر ماسمعته وينطبق عليه قول شر البلية مايضحك هو ماعلنته اللجنة المالية في مجلسي النواب العراقي الموقر، بأن المسؤول ، مثل الوزير ووكيل الوزير وعضو مجلس النواب واصحاب الدرجات الخاصة، لايحق له التمتع براتب تقاعدي اذا كانت خدمته اقل من ستة اشهر !!.
يعني ان الوزير او وكيل الوزير او عضو مجلس النواب اذا كانت لديه خدمة فعلية مدتها ستة اشهر ويوم واحد فأنه يستحق الراتب التقاعدي الذي يبلغ عدة ملايين من الدنانير، ويعادل رواتب تقاعدية لعشرين موظف عادي في اقل تقدير.
وللعلم فأنه بحسب قانون التقاعد العراقي، فأن الشخص الذي تقل خدمته الفعلية في دوائر الدولة عن خمسة عشر عاما فأنه لايستحق الحقوق التقاعدية، حتى ولو كانت خدمته خمسة عشر عاما الا يوما واحدا!!.
أي ظلم وغبن وحيف اكثر من هذا الذي نشهده؟.. واي فساد اكثر من هذا الذي نغرق فيه؟.. واي اساءة في استخدام المال العام بطريقة غير عادلة.
اصحاب الدرجات الخاصة يتقاضون الرواتب التقاعدية العالية مقابل خدمة ستة اشهر فقط نصفها عطل واجازات وايفادات وسفريات ان لم يكن اكثر، والموظف العادي يتقاضى عدة مئات الاف من الدنانير بعد ثلاثين عاما في الكد والكدح، وهذه المبالغ القليلة لاتكفيه لدفع الايجار الشهري لسكنه اذا لم يكن يملك منزلا له ولعائلته.
بل والانكى من ذلك معالي الوزير الفلاني او سيادة النائب العلاني يتقاضى الملايين مقابل شهور قلائل من الخدمة الوهمية، والذي خدم اقل من خمسة عشر عاما بيوم واحد لاحقوق له!!..
كل ذلك وغيره من مظاهر الفساد والظلم والحيف والغبن وتريدون الشعب العراقي لاينتفض ولايصرخ ولايتظاهر ايها الجالسون على الكراسي الوثيرة والمعشعشين في المنطقة الخضراء ولاتدرون مايجري من ماسي وويلات على الذين اوصلوكم الى هناك.
https://telegram.me/buratha