المقالات

بيان المرجعية . . هل جاء متأخرا ؟

1507 18:38:00 2011-03-04

عبد الناصر السهلاني

فاجأني احد العلماء (الذي نكن له احتراما وتقديرا كبيرا لما يعرضه من ابحاث عقائدية انتفعنا منها كثيرا ولما اثرى به الحركة العلمية من خلال مؤلفاته القيمة) يوم الخميس الماضي على احد القنوات الفضائية عندما وصف بيان المرجعية الدينية في النجف الاشرف الاخير (بخصوص المشاكل الاجتماعية والمعيشية التي يعاني منها الشعب العراقي) بانه جاء متأخرا، وأصر على وصف (المتأخر) بأن كرره مرتين في موضع من حديثه وأعاده ثالثة في موضع آخر فأثار في نفسي استغرابا شديدا، وأسفا بالغا، فبيان سماحة السيد السيستاني (حفظه الله) لم يكن متأخرا بل كان في وقته المناسب، فكل شيء لا يكون في وقته المناسب لا يكون مؤثرا ومنتجا، ونحن نجد الآن الاهتمام البالغ من أعلى السلطات في الدولة ببيان سماحة السيد (حفظه الله) بل دعى بعض اعضاء الحكومة وبعض البرلمانيين الى اعتباره خطة عمل للحكومة في المرحلة القادمة، وما هذا الا لأنه جاء في وقته ولا يمكن تجاوزه لان تجاوز المرجعية العليا في هذا الظرف بالخصوص غير ممكن مع ضغط الشارع، ونفاذ صبر الناس، ولولا الاشارات لتي بعثتها المرجعية للمواطنين وكذلك بعض الشخصيات من الحذر من والنوايا المبيته لبعض الاتجاهات التي قد تشوه المظاهرات لوجدنا الذين ذهبوا لزيارة الاربعين كلهم في الشارع .ومن هنا نعرف الحكمة البالغة للمرجعية الدينية في اصدار هذا البيان في هذا الوقت، فلو اصدرت المرجعية مثل هذا البيان قبل هذا الوقت لما توانى البعض بوصف المرجعية بانها تغرد خارج السرب، ولاحتجوا بان الناس ساكتون وراضون فهم الذين انتخبوا هذه الحكومة المركزية والحكومات المحلية فهذه حكومات شرعية انطلقت من رحم الشعب و... و... وبالتالي انتقادها بالصورة التي ظهر عليها البيان يكون فتنة بين الشعب والسلطة، هذا وصف لا يتورع عنه كثير ممن في السلطة اما الآن فلا يستطيع احد ان يقول مثل هذا الكلام بعد ان خرجت شريحة من الشعب تطالب بحقوقها المشروعة من كبح الفساد وتحسين الخدمات وهذه هي مطالب حتى الذين لم يخرجوا، مع العلم ان المرجعية الدينية وخاصة سماحة السيد السيستاني(حفظه الله) لم يتوانى يوما بالمطالبة بجميع فقرات البيان امام المسؤولين الذين كانوا يفدون عليه وذلك بتصريحاتهم هم فما من احد من المسؤولين خرج من زيارة سماحة السيد السيستاني الا وصرح بان سماحة السيد أوصى بخدمة هذا الشعب وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد وانصاف المظلومين .اذن فالمرجعية الدينية لم تكن متأخرة بل كانت سباقة للمطالبة بحقوق الناس ولكون المرجعية تعيش بين الناس ومطلعة على معاناة الناس في هذه البلاد تعرف متى تتكلم ومتى تسكت، وعندما تتكلم تعرف بأي اسلوب تتكلم فمقام المرجعية الدينية لا يناسب ان تقول كلمة ويضرب بها عرض الجدار او يستهزء بها لان نتائج مثل هذا الأمر تكون وخيمة وتزيد الامور سوءا بدل الانفراج، فكان من الحكمة ان تقول المرجعية كلمتها بهذا الشكل الذي صدر عليه البيان في ظرف لا يمكن لمن تسول له نفسه مخالفة المرجعية مخالفتها .وكثير من الناس وانا منهم كنا نستغرب لعدم بروز موقف حاسم للمرجعية في التردي الواضح في الخدمات وما هو سر عدم اتخاذ مثل هذا الموقف والاكتفاء فقط بحث المسؤولين الوافدين اليها وتذكيرهم، ولكن الآن عرفنا متى حكمة المرجعية الدينية في التكلم في الوقت المناسب ولتكن هذه الحادثة درسا لي ولأمثالي في عدم التسرع في اطلاق الاحكام لان نظري ونظر أمثالي لا ينطلق من مسؤولية شرعية أبوية قيادية كما ينطلق منها المرجع في جمع تصرفاته.حفظ الله مرجعيتنا العظيمة الحكيمة لا سيما سماحة الامام السيستاني (ادام الله وجوده الشريف) ومتعنا بطول بقائه انه سميع مجيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الشيخ مرتضى الحسون
2012-03-10
بعد الحمد\ والصلاة على النبي المصطفي واله الاطهار اود التنبيه الى عدة امور ارجو من الاحبة الاخذ بها كنصيحة من العبد الذليل : 1) ان مراجعنا وعلى راسهم السيد السيستاني اعلى مقاما من تطرح اراؤهم للنقاش في هكذا مواضع -مع بالغ الاحترام- لمن هب ودب 2)لو صدرت كلمة من العلامة الحيدري او غيره فانها لا تعني نهاية المطاف تجاهه فان الاختلاف - لو كان هناك اختلاف اصلا- فهو رحمة 3) اقول لمن تسول له نفسه الامارة بالسوء ان يتطاول على المراجع لا تتقمص قميص عالم اخر لتنال من عالم ثان فلعبتكم مكشوفة والحمد لله
عبد الناصر السهلاني
2011-03-09
بسم الله الرحمن الرحيم اشكر جميع الاخوة الذين ابدوا رأيهم فيما كتبت واود الاشارة الى اشياء مهمة وهي 1- اني لم امس صاحب الراي الذي انتقد في المرجعية باي سوء بل اكن له تقديرا عاليا لست في صدد التدليل عليه. 2- الاخوة اللذين ساءهم ما كتبت كان من المفروض ان يجعلهم على الحياد في اقل التقادير ان لم يكونوا منتصرين لهذه المرجعية الكريمة التي لولا مواقفها الحكيمة منذ سقوط النظام والى الان لنزلق العراق واهله الى متاهات لا يعلم نهايتها الا الله ومن لمس ذلك في واقع العراق يفهم ما اقول.
عابر سبيل
2011-03-07
الى السهلاني كان الانبياء والصالحين مع المظلومين واذا وجدتم من يشرع للحكام فاعلموا بانه من وعاظ السلاطين ولا يمت لخط الانبياء بصله كائنا من كان. ان ماتوجهه من نقدا لسماحة السيد كمال الحيدري هذا العلم الذي اقض مضاجع الوهابيه في زمن قل فيه امثال المفيد والطوسي وغيرهم الا ترى ان البيانات التي صدرت قبل التظاهر كانت تصب في مجاري السلطة بل اعطتها طوق النجاة في المقابل بقي هذا الشعب المسكين منتظرا لرغيف خبز ولماذا نبقى دائما نأتهم الاخرين ولا نفكر لماذا نحن في هكذا فالشعوب تحررت كذا نحن شكرا
عبد التميمي
2011-03-06
الخطوه التاليه من المرجعيه الرشيده هي مقاطعه المسؤلين الحاليين في الحكومه وفتح ابوابها امام مطالب الشعب اكثر فااكثر وتذكروا كلامي لان المالكي ومن لف لفه يستغلون زياره المراجع في النجف لااضهار انهم مقبولون لديهم
حامد العلواني
2011-03-05
نشكر هذا الموقع الناطق بالحق وغير المهادن، وبالنسبة للاخ كاتب المقال والاخ ابو جعفر التميمي المحترمين، لايجب ان يخرجنا النقد اوالتنبيه حتى لو كان موجها نحو علماء دين اجلاء وكبار ، يجب ان لايخرجنا عن الموضوعية والانصاف، فديننا ومذهبنا لايأله الاشخاص او يعطيهم الصعمة عن الزلل والخطأ طبعا غير النبي والائمة المعصومين (ع).. واعتقد ان الرأي الذي قشار اليه الكاتب كان صدر من سماحة السيد كمال الحيدري وهو له احترامه ورأيه ولم يكن يقصد الطعن لاسامح الله
الشيخ أبوجعفرالتميمي
2011-03-04
بسم الله الرحمن الرحي وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين\في البداية لانعرف من الذي تفوه بهذا الكلام الفارغ\تافهذا الكلام وغيره تجاه المرجعية العليا ليغير من جنودالمرجعية شعرة لأننا متمسكون بها ولولاسامح الله لو حدث شيء خلال التظاهرات التي خرجت لرميتم الذنب على المرجعية \\فالمرجع سماحة الأب الروحي السيد علي الحسيني السيستاني \دام ظله الوارف\هو أعرف بالوضع \\لماذا لم تتكلموا على الذي امراتباعه بعدم الخروج للمظاهرات ؟لولا سماحة السيد السيستاني لسحقتم سحقآ\\تاج على الراس سيد علي \\ذمة تنشرو
محمد
2011-03-04
ارجو النشر ليس متاخرخطاب المرجعيه لكن يجب الانتباه الى شئ مهم ليس كل الناس تلتزم بكلام المرجعيه المرجعيه تحفضت على الانتخابات والناس خرجت يوم 25 بعدين السيد المالكي لايعترف بلمراجع ولا يزورهم وحزب الدعوه ليس لديه مرجع من الاحياء وبالنسبه للصدرين اليوم يفكرون في حكم العراق لذالك هم يبتعدون بجماهريهم عن الشارع ولا مامعنى هذا الصمت من التيار الصدري لماذا لا يخروجون للشارع على الاسلامين الاعتراف بان هنالك عراقين لايتبعون الا العراق ولايهمهم حزب البعث ولا حزب الدعوه اناس مستقلين احرار ارجوالنشر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك