المقالات

مابعد الاستقالات ........

768 09:10:00 2011-03-05

كريم محمد السيلاوي

من بين ماافرزته الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العراق التي انطلقت قبل اكثر من اسبوعين في محافظة واسط لتعم شتى المحافظات العراقية، هو استقالة عدد من المسؤولين تحت ضغط المطالب الجماهيرية ، ابتداء من محافظ واسط لطيف حميد الطرفة، ومن ثم محافظ البصرة شلتاغ عبود ومحافظة بابل سالم الزركاني، واستقالة عدد من مسؤولي واعضاء المجالس المحلية، واستقالة وكيل وزير التربية علي الابراهيمي، واستقالة امين بغداد صابر العيساوي، والظاهر ان الحبل على الجرار مادامت التظاهرات والاحتجاجات، ومن المتوقع ان يتقدم وزراء ومسؤولين اخرين بأستقالاتهم خلال الفترة القليلة المقبلة.والاصح ان كل هذه الاستقالات ليست استقالات بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل انها اقالات وتنحيات مذلة ومهينة الى اقصى الحدود. وهذا تحول كبير في الوضع السياسي العام للبلاد، من الممكن ان يسهل عملية مكافحة الفساد الاداري والمالي، ويضع قيودا وضوابط اكبر على تولي المناصب والمواقع العليا في الدولة بدءا من رئيس الوزراء ومرورا بالوزراء والقادة العسكريين واعضاء البرلمان وانتهاء بالمدراء العامين.والسؤال الاهم الذي يطرح نفسه هنا، هو ان استقالة او اقالة او تنحي السادة المسؤولين عن مواقعهم هو بمثابة اقرار بالفشل او العجز او التقصير. وازاء ذلك هل انهم سيتمتعون برواتب تقاعدية باهضة وامتيازات مابعد المنصب؟.. اذا كان الامر كذلك فهذا يعني مصيبة وكارثة وطامة كبرى، لانه بدلا من ان يحاسب ويسأل ويستجوب المسؤول الفاشل والعاجز والمقصر فأنه يخرج معززا مكرما وتأتيه الاميتازات وهو جالس في بيته دون ان يفعل شيئا، مثلما هو الامر مع عشرات، بل مئات الاشخاص الذي كانوا بالامس وزراء او نواب برلمان او مستشارين او لااعرف ماذا، والان تأتيهم رواتبهم المليونية حيثما كانوا ، في الاردن او سوريا او اوربا او اميركا او حتى في بلاد الاسكيمو!!..لم يخرج العراقيون للتظاهر والاحتجاج حتى يقدم المسؤولون الكبار استقالاتهم ليتنعموا بالاموال الطائلة من تقاعد وغيره وغيره، وانما من اجل ان يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب ويحاسب المقصر ويحاكم المفسد والمحتال والسارق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك