المقالات

هذا ما حصل في مستشفى الحسين في الناصرية في نصف ساعة فقط

1347 15:11:00 2011-03-06

حيدر محمد الوائلي

إسم على غير مسمى كالكثير من المؤسسات والدوائر التي سميت تيمناً بأسماء شخصيات نزيهه ومنصفة وعادلة ... سميت لمجرد التسمية وتماشياً مع العرف والموضة السائدة ، فترى تلك الأسماء تنوّر مداخل تلك المؤسسات والدوائر لا نوراً بأقتفاء أثر تلك الشخصيات وعدهم قدوة للعمل والتنفيذ الحرفي لما أرادوا وواظبوا وإستشهدوا من أجله من عدالة وإنصاف وحسن خلق ونصرة المظلوم وحرب الظالم كائناً من كان ذلك الظالم ...لا نوراً مما سطرت تلك المسميات من مآثر ومفاخر وتاريخ مجيد بل نور ضوء الفلورسنت من خلف يافطة فلكس عريضة !!

زيارة لمريض راقد في مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية أردت بها وجه الله سبحانه فلم أرى وجهه هناك ... بل وجوه ترث لها الحال وتأن لها الضمائر ، ومن غير الفقراء يرقدون بتلك المستشفى فأهل الشأن والمال لهم مستشفياتهم الخاصة التي يراجعون لها وللعيادات الخاصة التي تعاملهم على أحسن وجه لا كمثل تلك المعاملة التي يلاقيها البعض الكثير في المستشفى العام الوحيد في الناصرية من نفس طبيب العيادة ولكن له وجهان !!وجه مستعجل وفحص سريع غير دقيق وغير مستبشر وعبوس وفظاظة هذا في المستشفى التي يداوم بها الأطباء لأربعة أو خمسة أيام في الشهر فقط في الأستشارية مع خفارات ليلية لا يواظب عليها بعضهم بنفس عدد أيام دوام الأستشارية رغم أنهم يقبضون رواتب مجزية جداً من الحكومة لأداء مهامهم على أكمل وجه في المستشفى المخصص لعلاج المرضى على أكمل وجه ... فلا أكمل ترى ولا وجه !!والوجه الآخر في العيادة حيث الفحص الدقيق المتأني والمعاملة الجيدة والوجه الحسن والتحاليل المتكررة ووصف العلاج بدقة وعناية ، ولكن هذا يكلف (10,000) دينار كمتوسط بين من يأخذ (5000) دينار ومن يأخذ (15,000) دينار ...

ولا خير في طبيب يستنكف عن معالجة أبناء مدينته ، ويتقاعس عن بذل ما تفضل الله به عليه ...جلست قرب سرير المريض فوجدت حواش سريره الحديدي مغطى بطبقات دهنية من الوساخة والدهون وأكثرها جراثيم التي لو رأيتها في المجهر لرأيت جراثيم تكبرنا عمراً وتتدلى لحاها البيض شبران بأنتظار من يحرقها ويتخلص منها ومن يغسلها بمواد التعقيم لتنظيفها على الأقل ...وأما الطبلة الجانبية ومجرتها فمكسورة ومبعثرة التركيب ووسخة لأبعد الحدود ويبان التآكل من جميع أطرافها والغريب أنها مخصصة لحفظ علاج المريض الراقد ...وشكا المريض الذي زرته عن مشكلة ضياع عينات تحاليل الدم التي يأخذها منهم الممرضين ويأتون في اليوم التالي ليأخذوا عينة جديدة والسبب (ضاعت العينة بالمختبر) والوخزة الوريدية ليست سهلة للمريض خصوصاً إن لم تكن بحنية ...وقال لي المريض إنه محظوظ فالشايب الذي يرقد أمامه ضاعت منه للان ثلاث عينات ووخزات ما بعدها وخزات وكلساع مأوتة (يعني مو بالوريد) ...

وبالنسبة للتواليت الوحيد للطابق فهو في آخر الرواق ويندي من سقفه نجاسات التواليت الذي فوقه لتسقط على من تحته ، والتواليت الثاني الموجود في الطابق مغلق منذ يومان للصيانة التي يبدو أنها ستطول ، فتخيلوا أن المرضى ومرافقيهم وبعض الزائرين ونساء ورجال وكادر الطابق كلهم يقضون حوائجهم بتواليت واحد ...

وفي غرفة المريض الراقد ترى في الجدران ألوان البؤس ووساخة الأيام والسنين الماضية التي لا لمعة فيها ولا نصاعة النظافة التي يجب أن تكون شعار لكل مستشفى ، والشبابيك وسخة وزجاجها أوسخ منها ورائحة مزعجة تعجل بمغادرة الردهة على الفور ، والكثير من المرضى يتقيأوون على الأرض لعدم وجود (أوعية خاصة) للقيء وغياب سلة مهملات يضع بها ما ابتلاه الله فيه ...

وإن كان المريض معذور أنه مريض فما عذركم أنتم يا من واجبكم مداراة ومراعاة هذا المريض بل تتقاضون عليه أتعاباً ورواتب ومخصصات ... لا أقول لكم كم هو ثواب مداراة ومراعاة المرضى عند الله وكم أجرها عظيماً ولكن أقول أدوا عملكم الذي تتقاضون عليه رواتب مجزية ... طبعاً المستشفى ككل فيه عيوب ورائحة غير مريحة وقذرة ليس كمثل بناية دائرة صحة ذي قار الفارهة والجميلة ... الحقيقة أنا لا أعرف لماذا يهتمون ذلك الاهتمام البالغ بمكاتبهم ويزرعون الورود بمداخلها وحولها ومبنية على أكمل وجه وهي مجرد مكان للمراجعة الأدارية بينما يتم إهمال وعدم إصلاح عيوب مكان كالمستشفى للمراجعة الصحية وعلى تماس مع صحة المواطن وحياته ...وكلما تجمل مكان ودائرة فقد ساءت بقدرها توابع ولواحق لذلك المكان ... ويا مدير صحة ذي قار وأنت الذي كنت مفتشاً في وزارة الصحة السابقة وذو خبرة عالية ، وذو سمعة طيبة وأسرة طيبة ومعروفة كيف تسكت عن تلك السلبيات ولا تتحرى عنها ولا تتابعها شخصياً ...

وفي نفس تلك الليلة والزيارة التي طالت لنصف ساعة فقط كانت عودتنا خارجين عن طريق مستشفى الطوارئ وهو مستشفى جديد وجميل البناء فقد حدثني أحد كوادر المستشفى وهو كما أعرف أنه ذو سمعة جيدة وذو مهنية وأخلاق جيدة فقال لي :عاقب مدير عام صحة ذي قار أطباء مقيمين في الطوارئ للسبب التالي :جاء عضو مجلس محافظة ومعه أمة مريضة لمستشفى الطوارئ وأرسل هذا العضو أحد المعينين الخدميين بالمستشفى قائلاً : (قل للأطباء عضو مجلس محافظة يريدهم) ... فقام المعين بإيصال ذلك لغرفة الفحص التي فيها يجلس الأطباء المقيمين في مقدمة مستشفى الطوارئ فقال الأطباء المقيمين : ليأتوا بالمريض لغرفة الفحص ، فقال لهم المعين أنها أم (عضو مجلس محافظة) !! فقال الأطباء المقيمين وإن كانت أم (عضو مجلس محافظة) فنحن نعالج المرضى كائناً من كانوا ولا نسأل عن وظائفهم فالمرضى سواء !! المهم فقام عضو مجلس المحافظة بالاتصال بمدير عام صحة ذي قار فالأمر خطير ولا يحتمل التأجيل والانتظار فأم (عضو مجلس محافظة) مريضة وهذا لا يحتمل التأجيل مثل طوابير المرضى الذين ليس لديهم المال لعلاج مرضاهم في الخارج بعد أن يأسوا من (تجارب) الأطباء عليهم من دون فائدة ولا نتيجة تذكر أو مثل أصحاب الأمراض المستعصية الذين لا يوجد حتى من يعرفهم فضلاً عن من يذكرهم ويذكر همومهم ويسأل عنهم ...على أية حال جاء مدير عام صحة ذي قار لمستشفى الطوارئ ليلاً وأستمع للمشكلة وقام بمعاقبة الأطباء المقيمين في تلك الليلة !! طبعاً ربما تحرّج المدير من عضو مجلس المحافظة .تمت المصالحة فيما بعد إثر تدخل مدير عام صحة ذي قار بين (العضو) و (الأطباء) كما قيل لي وقررت ذكر ذلك للأمانة في النقل الخبري ، وليرجع عضو مجلس المحافظة وأمه للبيت ظافراً منتصراً ... وأكيداً تعرفون من إعتذر لمن ؟!!

طبعاً لم يتسنى لي سماع وجهة نظر عضو مجلس المحافظة ولا مدير عام الصحة لأني لا أريد أن أكبد نفسي عناء انتظار مقابلتهم والروتين الذي يصحبه ، ومن يقبل مقابلتي في تلك الأماكن الحصينة المنيعة (ولو يقابلوني لو لا) وحمايات واستعلامات وسكرتارية وأخيراً لا يعبئوا بي ولا بقولي ، وربما أسمع كلمات من البعض أنا في غنى عنها ... فقررت النشر لأن الأمر لا يقبل التأجيل كحال قضية أم عضو مجلس المحافظة التي ربما تبين فيما بعد أنها رجعت معافاة . طبعاً قام مدير مستشفى الحسين التعليمي برفع العقوبة فيما بعد عن الأطباء ، ولكن هذا لا يلغي التصرف بتمييز وطبقية لدى المسئولين ... كانت هذه زيارة نصف ساعة فقط تزيد دقائق وتنقص والله الساتر والحافظ بما يدور بالأيام والليالي الطوال ...طبعاً أسجل شكري لـ(بعض) الأطباء الجيدين وذوي الأخلاق العالية والمعروفين بين الناس بالخير والنبل والمهنية وهم ليسوا بالقليلين وأنا أسجل اعتذاري لهم وهم أكيداً ليسوا من أقصد عندما ذكرت بعض الأطباء المسيئين وأتمنى لهم كل الخير والموفقية ومواصلة خدمة الناس وهم أهلاً لها ...كما أسجل تقديري واحترامي للجنود المجهولين من ممرضين ومساعدي أطباء وصيادلة ومساعديهم وموظفي الخدمات من الجيدين والأكفاء وذوي الأخلاق العالية والناس تعرفهم كذلك وهم أيضاً ليسوا المقصودين بكل ذلك بل كان القصد المسيئين والمتخاذلين والمتقاعسين عن أداء عملهم ...

أنا أقول ما أقول وأكتب ما أكتب لكي ترصد العيوب وتعالج وهذه العيوب تمس حياة الناس وصحتهم وهي أولى وأجدر بالمعالجة لأنها إنسانية وفيها إحياء وموت نفس ومن أحياها كأنما أحيا الناس جميعاً ...وحرمة عبد مؤمن أشد من حرمة الكعبة ...والله يقول (ولقد كرمنا بني أدم) فلا تهينوهم فتهلكوا عاجلاً أم آجلا ، وتذكروا مصير من كان في تلك الكراسي قبلكم ... يا مسئولين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-03-07
الظاهر إن جميع كادر هذه المستشفى لم يسمعوا بالآية الكريمة ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) أو الحديث النبوي الشريف ( خير الناس من نفع الناس )
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك