احمد طابور
المعروف بان الانسان يتكون من مجموعة مقومات اوصفات يحيا عليها او فيها تلك الصفات هي اما ان تكون وراثية او مكتسبة وبطبيعة الحال هناك صفات وراثية تتطور او تضمحل حسب البيئة النشئوية للفرد فلذلك يحاول الطغاة ان يكرسوا ذواتهم من خلال غسل الادمغة وهذا ما جربناه مع الطاغية المباد صدام حسين حين دخل الى اعماقنا من خلال حضوره الملح في حياتنا الشخصية اليومية ابتداءا في الكتب المدرسية وانتهاءا بختام عرض او موجز الانباء اي في الصورة والصوت والكتابة وهذه هو احد الاسباب التي جعلت الكثير منا والذي كان عليه ان يفرح كثيرا في اعدام الطاغية انتابه شعور مبهم حينها اقرب منه الى الحزن رغم اننا كنا نتمنى ونتشفى لان يموت هو وجميع من يآزره لاننا حينها احسسنا بان هناك جزء مهم من دواخلنا قد سقط اشبه ما يكون قد اصاب احد اعضاءك بالسرطان فبترت فلذلك قد زرع صدام والتاريخ العراقي المثقل بالدم والتعسف صورة مهمة لصدامات كثيرة تشاهدها كل يوم ابتداءا من الاسرة الحلقة الاصغر في التكوين البنيوي للوطن الاجتماعي نزولا الى الشارع بكل مفاصله الحياتية المختلفة مدنيا كان ام حكوميا فهنا يبدأ الصراع النفسي المزدوج بين موروثك التربوي بما يشمل الصدق ,المبدأ , الشرف والكرامة ........ الخ من تلك الصفات التي نحاول ان نتشبث فيها ضمن ادبيات المعرفة رغم انها تخضع للنسبية الاجتماعية للذوات المعاشة ضمن بيئة جغرافيية معينة حسب انتمائها الى عرق او طائفة او دين او احدى مقومات البنية النفسية التي جبل عليها الانسان اي انه الشرف والكرامة في العراق ليس مثل الشرف والكرامة في سويسرا بجميع التفاصيل فتشترك في بعض الجزئيات لكن ربما في جوهر الامر او بالاحرى لقوة الامر تختلف اختلافا كبيرا والانسان ربما يموت من اجل اي مفردة من مفردات الصفات التي يحملها رغم انها تظهر بقوة او تختفي حسب الظرف الزماني والمكاني فمثلا كان الفتوة ( الشقي ) في مناطقنا مستعد ان يقتل او يقتل اذا ما تعرض احدهم عليه بالشتيمة ونفسه اي ( الشقي ) كان يهان امام الملاْ ولا يحرك ساكن اذا ما تعرض للاهانة من قبل رجال الحكومة فمن هذه الازدواجية استطاع الطغاة ان يتحكموا بمصائرنا وكاننا قطيع من الخراف ولا اريد ان اطيل وادخل في مفاصل كثيرة تثبت ما اشرت اليه.في الغرب الاوربي وفي طبقة النبلاء كان الشرف والكرامة مدعاة للموت في حال تجاوز احدهم على شرفه او كرامته وما لخسارة الادب العالمي لشخص مثل بوشكين في مبارزة شرف لعمري هي اجمل خسارة واروعها وكذلك في تاريخنا العربي ابتداءا بالفارس الشريف الحسين بن علي انتهاءا بمن سار على خطى المبدأ الذي انتجه هو وااهل بيته واتباعه الى يومنا هذا, وعليه حاول كل من اراد التسلط على رقاب الناس ان ينتهج نفس الخطوات التي ذكرنا بعضها في عرض مقالنا وخصوصا تكريس الذات وحضورها الملح فعندئذن من حقي ان انتفض واقاتل من اجل ان لا اجزء كرامتي وشرفي مثل ما كان يحصل في العراق ابان الحقبة المبادةفحين يعتدى على اصحاب الرأي المخالف وتخنق حرية التعبير ويعتقل من ينادي اليها هذا انتهاكا لكرامتيحين يساهمون في تجهيل المجتمع وارجاعه القهقري هذا انتهاكا للكرامة حين يشرعون في عمل طريق ولا يفكرون بالبديل هذا انتهاكا لكرامتي حين يهدر وقتي قي البيروقراطية هذا انتهاكا لكرامتي حين ارى صور القادة في كل مشروع او تقاطع طريق هذا انتهاكا لكرامتي حين ينجزون مشروعا ما ويكتبون هدية الجهة الفلانية الى المواطنين هذا انتهاكا لكرامتي حين يقيم المسؤول(ظل الله في الارض) بخدمة ما ويفرض ان اتشكره باسمه على لافتة في نواصي الطرقات هذا انتهاكا لكرامتي حين اصطف بانتظار التفتيش وارى جملة احترم تحترم بصيغة الامر هذا انتهاكا لكرامتيحين تصطدم سيارتي بصبة كونكريت وما اكثرها لانها غير مضاءة هذا انتهاكا لكرامتيحين اذهب من داري الى الى العمل لمسافة 3 كيلو متر اقطعها بساعة لكثرة الحواجز هذا انتهاكا لكرامتي حين اتضرع متوسلا بالموظف المسؤول لقضاء امرا اداريا في دوائر الدولة هذا انتهاكا لكرامتي حين احاول المرور من اي مكان لا يسمح لي بحجة ما ويمر السيد المسؤول (ظل الله في الارض) فيسمح له بالمرور هذا انتهاكا لكرامتي حين يحق للمنتسب او للسيد (ظل الله في الارض) ما لا يحق لي هذا انتهاكا لكرامتي حينا ادافع عن حقي ويرتكب علي من قبل العسكري وسيده لانهم مشكلين عصابة او (ربع) واجرر ويصرخ في وجهي هذا انتهاكا لكرامتي حين اظلل ويكذب علي بوعود زائفة في الحملات الانتخابية او عبر التصريحات الاعلامية هذا انتهاكا لكرامتي حين يذهب السيد المسؤول الى الحج على حساب وقتي هذا انتهاكا لكرامتي حين ياتي السيد المسؤول لزيارة العتبات المقدسة ويربك الزوار هو وحماياته الكثيرة وتغلق المدينة على سكانها من اجله هذا انتهاكا لكرامتي حين يفرض علي حظراللتجوال هذا انتهاكا لكرامتيحين يجر ويضرب ويهان المتظاهر السلمي هذا انتهاكا لكرامتي وربما هناك الكثير مما يضاف اتمنى على االقاريء ان يضيفه الى انتهاك الكرامة وحتى لا يعود بنا التاريخ الى فترة ترسيخ الانتهاك للكرامة والشرف يجب ان نحتج وبقوة لحين رضوخ الاخر ونحصل على حقوق المواطنة التي نطمح اليها فحينها استطيع ان ارفع هامتي عاليا وامر قرب المسؤول (ظل الله في الارض ) اراه ويراني ونسلم على بعضنا البعض ونتوادد ونتناقش فيما يجلب لنا الدعة والاستقرار كلينا والوطن اهذا مطلب ذري او خارق ؟كلا بكم وبمظاهراتكم المدنية السلمية سنحقق كل هذا ونصون كرامتنا .
https://telegram.me/buratha