احمد عبد الرحمن
تؤشر الخطوط العامة للمبادرة الوطنية للاصلاح التي تزمع كتلة شهيد المحراب في مجلس النواب اطلاقها بالتعاون مع كتل سياسية اخرى ومنظمات مجتمع مدني، الى وجود رؤية دقيقة، وقراءة عميقة، ونظرة واقعية لمجمل المشاكل والازمات التي تواجهها البلاد، والسبل والوسائل الكفيلة بحلها ومعالجتها.بعبارة اخرى يمكن القول ان المحاور العشرة التي تحدث عنها رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي الاسبوعي يوم الاربعاء الماضي تشكل خارطة طريق واضحة، للمسارات التي ينبغي السير فيها لتصحيح وتقويم ما هو خاطيء، وتعزيز وتفعيل ما هو ايجابي، والالتفات الى ما هو مهمل ومغيب.ولايختلف اثنان اليوم على ان الامور في البلاد لاتبعث على السرور، بل على العكس من ذلك تماما، فأنها تدعو الى الكثير من القلق، الذي يحتم ان تؤخذ كل الوقائع والاحداث والمعطيات على محمل الجد، من خلال تحديد المسارات والسياقات المطلوبة، والاتفاق والتوافق على خطط ومشاريع واقعية تشتمل على حلول ومعالجات تنسجم مع طبيعة ومستوى وحجم المشاكل والازمات القائمة، سياسية كانت ام امنية او اقتصادية او خدمية، وتغليب المصالح الوطنية العامة على الحسابات الحزبية والفئوية الخاصة.ومعلوم للجميع ان تيار شهيد المحراب دعا منذ وقت مبكر -قبل وبعد الانتخابات البرلمانية في العام الماضي-الى تشكيل حكومة خدمة وطنية تضع على عاتقها انتشال المواطن العراقي من الواقع السيء والمزري الذي يرزح تحت وطأته جراء نقص وسوء الخدمات بأطارها العام الواسع.واليوم حينما يخرج العراقيون للمطالبة بتحسين الخدمات واصلاح النظام برمته، فأن ذلك يعني في جانب كبير منه صحة وصواب رؤية تيار شهيد المحراب(قدس سره) بتشكيل حكومة خدمة وطنية، وفي الواقع ان المحاور العشرة لمبادرة الاصلاح ماهي الا ترجمة وتفصيل وتوضيح لاطار ومهام حكومة الخدمة الوطنية.ولاشك ان توفير الخدمات وتحسين الواقع الحياتي للمواطن العراقي يعد مدخلا ومفتاحا رئيسيا للاستقرار السياسي والامني، والازدهار الاقتصادي، واداة لنزع فتيل الازمات وانهاء الاحتقانات والتشنجات في بلد لاخيار امام ابنائه وقواه السياسية ومكوناته المختلفة الا العمل بروحية الفريق الواحد للحفاظ على ماتحقق من مكاسب ومنجزات، وتلافي ما موجود من مشاكل واخفاقات.
https://telegram.me/buratha