المقالات

فولتارين....

865 10:39:00 2011-03-08

الكاتب والإعلامي قاسم العجرش

يختلف ما يقال عند تقديم واجب العزاء باختلاف المصاب و نوع المصيبة، فنقول للثاكل شهيدا: لقد قدمت بين يديك شفيعا يشفع لك يوم الحساب بين يدي ربك...وللباكي أباه: ما مات من خلف مثلك...وللباكي أخاه: إن في الباقي عزاء عن الماضي...وللباكية زوجها: الشباب غض والرجال كثير..وللفاقد بصره: حسبك من ما فقدت من نور بصرك ما أبقى لك الله من نور بصيرتك..وللمحتضر المشرف على الموت: إن في لقاء ربك عوضا من لقاء الدنيا وأمامك الحور العين في الأنتظار!...لكن ماذا نقول لمن له وطن يحتضر؟! ربما من عظمة المفقود، أو من حكم اشتراك المصيبة...ورغم مواقفنا السياسية المتباينة، إلا أننا نشترك في أن كل زفرة حزن على الوطن، هي من زفرات الحب، أو نفثه من نفثات الود.. وإن أشد المواطنين كراهة للوطن، وأنعمهم عيشا في الغربة، و أقساهم قلبا و أصلبهم فؤادا، و أكثرهم غباء، لو ساومه مساوم في وطنه، ووضع تحت يديه خزائن الأرض وحور الجنة، لكان رأيه في ذلك رأي ابن الرومي في قوله: وما سرني أن بعته بثوابه ولو أنه التخليد في جنة الخلد.لكن ماذا نقول من عزاء لأنفسنا ؟ والسياسة باتت اجتماعات و خطابات وزيارات ومساعدات، وكلها مهدءات وأفيون لوطن اجتمعت فيه وعليه جميع مظاهر الشقاء و النكبات، كلها أقراص "فولتارين" مهدئة لآلام المفاصل التي جعلت الواقع مظلم وقاتم،هذا ما استقرت عليه أوضاع هذا الوطن البائس المنكوب، بدء من ماضيه الحزين و انتهاء عند مستقبله الذي تشير جميع المعطيات على أنه لن يكون أحسن من ماضيه، ولن يكون إلا امتدادا لحاضره الذي يحتضر، فلا نملك له إلا العزاء . وطن هذا حاله لن يسعد فيه الضعفاء، ولن يسلم من شر الأقوياء، ولن يأمن الجائع فيه من الصائع ، ولن تنفعه أسماك مثلجة رفضتها الأسواق الدولية،ولا يحتاج إلى دكاكين ببضائع صينية كهربائية مغشوشة....سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك