المقالات

وثيقة المطالب الشعبية

867 19:59:00 2011-03-08

هشام حيدر

حالة احتقان عامة تسود الشارع العراقي وكذلك العربي ولااحد ينكر ذلك......اما اسبابه فهي كثيرة !ولعلي لاابالغ ان قلت ان اهم هذه الاسباب هو الاعلام الموجه بحرفنة وحالة التجهيل العامة في العالم العربي عموما, والعراقي خصوصا, ولأتحمل سلفا مزايدات بعض من سيترافعون عن (عظمة الشعب العراقي صاحب الاف السنين من الارث الحضاري وحفيد .....)!وتمتد المزايدات لتشمل (الشباب) الذين يراهن عليهم الاعلام الموجه ومن يقف خلفه على انهم (الامل) وحملة (شعلة التغيير)...وباقي الشعارات التي تعتمد على المراهقين وقليلي الخبرة وهذا مالمسناه منذ عدة سنوات من خلال مخاطبة شريحة (الطلبة الجامعيين) باعتبار انهم (مثقفون والاكثر وعيا ) وكأن معظم موظفي الدولة والعاطلين عن العمل من خريجي الجامعات اقل وعيا رغم تراكم الخبرة العملية والخبرة المتولدة من فارق السن !اذن فأن من يسعى لقلب الطاولة وبعثرة الاوراق وخلق حالة (الفوضى الخلاقة) يعتمد على ركيزتين اثنتين الاولى حالى تجهيل المجتمعات ومخاطبتهم اعلاميا باثارة حالة التذمر في صفوفهم والثانية الاعتماد على فئة الشباب وحالة الفورة والاندفاع في نفوس هذه الشريحة الكبيرة وقلة خبرتها!لست بمعرض تحليل الحالة العراقية او العربية .....لكن لأذكر كل عراقي بانه (في الغالب) كان يقارن بين (تردي) الحالة المعيشية والفساد الاداري في العراق وبين مثيلها في الدول العربية التي بات يتفاجأ كل يوم بانتفاضة هنا وهناك , حيث قد يتمكن من تبرير الحالة المصرية مثلا او التونسية لكن كيف سيبرر الحالة السعودية او العمانية او البحرينية او الاردنية مثلا ؟واذا كنا نتحدث عن نهب واردات النفط التي ستجعلنا في عداد الاباطرة هنا فعن اية ورادات نتحدث في دول اخرى ؟وهل كان الاعلام الموجه للمواطن العراقي لاسيما من الشرقية والبغدادية والحرة ايضا يجد مثيلا له في أي من الدول العربية التي انتفضت فجأة ؟لقد كان المواطن العراقي يعتقد انه يعيش الحالة الاسوأ في المنطقة وان الاسعار هنا هي الاغلى وان الرواتب هي الادنى وان عدد الفقراء هو الاعلى وان السبب الرئيس هو الانتخابات والديمقراطية والاحزاب الاسلامية .....كل ذلك ليوجه الى تركيز مطالبه على التعيين وعلى معاداة الدولة ثم على العملية السياسية والانتخابات ومارشح عنها وكأنه يريد حاكما فردا ديكتاتورا لان الشعب في حالة توجه لنبذ الانتخابات ومقاطعتها والى الغاء الدستور اعتقادا انه الاسوأ وكل ذلك نتيجة التوجيه الاعلامي المضلل والمركز والمحترف رغم ان الدستور يعد من ارقى الدساتير وافضلها رغم بعض الثغرات التي لايخلو منها أي دستور او قانون وضعي !وانا لاانكر طبعا وجود الفساد والمحسوبية كما لاانكر قصور الحكومة وتقصيرها, والمتابع لكتاباتي لايحتاج لهذا الايضاح طبعا لكني اقول مع ذلك ان وضع المواطن العراقي افضل من غيره معاشيا وان الاعلام الموجه يغض الطرف عن اوضاع اسوأ بل ابشع في دول كثيرة اخرى مجاورة وغير مجاورة اقليميا وعالميا لغاية في نفس اصحاب مشروع الشرق الاوسخ والنظام العالمي الجديدين !وهذا يعني صرف انظار المواطن والمجتمع عن التركيز على مطالبه الحقيقية وعن الطريقة الصحيحة لهذه المطالبة وخطواتها لاجل تسهيل ركوب موجة الغضبة الجماهيرية التي لابد ان (يقودها الشباب) لاسيما اذا كانو على ....الفيسبوك !أي ان احدا لايعرف هذه (النخبة )..القيادية ولايلتقي بها ليعرف هل هي عراقية فعلا وهل هي شابة فعلا وهل وهل وهل !!!علينا اذن ان نمنع انجرار المجتمع وانقياده مع مقود الاعلام المضلل....علينا ان نجعل كل فرد يسأل نفسه ...ماهي مواد الدستور التي تعتقد انها سبب المشكلة؟ليصدم الغالبية بانهم لايعرفون سوى تكرار عبارات ان الدستور هو السبب وان الدستور طائفي وماشابه!على الجميع ان يسألوا انفسهم.....هل ان الحل في تعيين كل افراد المجتمع كموظفين في الدولة؟ وهل ان هناك دولة في العالم كله فعلت هذا الشيء؟ وهل ان الواردات تفي بهذا الغرض؟وهل ان هذا هو الحل الصحيح اقتصاديا؟!واذا ماقاطعنا الانتخابات اليوم وحملناها المسؤولية.....هل سنقاطع ايضا كل انتخابات قادمة ؟ ام اننا سنؤسس لنظام فردي ديكتاتوري يحكم مدى الحياة ثم يقوم بتوريثه ثم نرفض التوريث كما رفضه المصريون واليمانيون وننتفض من جديد لندخل في دورة انتفاضات لاتنتهي؟؟!على الجميع ان يعي ان هناك جموع لاتعي ماتريد....وانها وان رفعت اصواتها فانها انما تردد شعارات لقنها اياها الاعلام المضلل....وان هؤلاء لايعرفون بل لم يفكروا بالخطوة اللاحقة في حالة نجاح خطوة الغاء الدستور والعملية السياسية !اذن فان الواجب يحتم تشخيص مكامن الخلل اولا بشكل واضح وجلي ....ثم تثبيت سبل المعالجة والاصلاح ....وقبل البدء بالشروع باي شيء ...يجب التاكد من وجود قيادة او قيادات ترعى ذلك كله...وان تكون هذه القيادات معلومة معروفة موثوقة ...اما اذا شخصنا الخلل ووضعنا الحلول ..ثم سلمنا زمام الامور الى جهة مجهولة اومشبوهة فان العواقب ستكون وخيمة وكارثية !يجب ان لاننسى شعارات البعث التي خدعت البعض وكم هي براقة وساحرة ...وفي مرحلة مابعد البعث كانت هناك احزاب اخرى رفعت شعارات اخرى ولعب الاعلام بدوره لعبته فانساق البعض خلف هذا الحزب او ذاك نتيجة وقوعه في شرك الاعلام او انقيادا وتعصبا لميوله الحزبية او نتيجة انخداعه بالخطب الرنانة التي توحي بالقوة والجدية والتذمر من فساد الاخرين ووقفوهم في طريق القائد الرمز !بل لقد دفع عشرات الالاف من خيرة شباب العراق اروحهم ثمنا للارتباط ببعض الاحزاب خلال الحقبة البعثية نتيجة الانقياد خلف شعارات تلك الاحزاب دون معرفة قياداتها وتوجهاتها !ليراجع كل منا نفسه ولينظر......وليسأل نفسه :كم مرة خدعت ؟....هل كنت على صواب يوم صدقت مايقال ومايروج الاعلام فروجت لهذا وشنعت على ذاك ؟....وكم مرة غيرت قناعاتي ؟ وكم مرة كانت خاطئة ؟....من خدعني ؟؟...والى متى استمع لاكاذيبه واخدع من نفس الجحر مرارا ؟!

فاذا ما نجحنا في القيام بهذه الخطوة .....كان بالامكان الانتقال للخطوة التالية ..........!

......يتبع ان شاء الله !

هشام حيدرالناصريةhttp://husham.maktoobblog.com/

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سرور
2011-03-10
تحية للكاتب على كل حرف كتبة والى ابو محمد \بصرة يااخي شباب اليوم م يتعرضوا لاضطهاد ويعيشون في حرية لم نعيشها نحن الذين سبقناهم فاليحمدوا الله ويشكروه على هذه النعمة التي انعم الله بها عليهم وليتركوا شعارات الخشلوك والبزاز لان الحرية في العراق لا يوجد لها مثيل بالعالم ؟ وعلى كل من يريد التظاهر ان يطالب بالخدمات اولا واخيرا لان موضوع الحريات شيء مخجل ان يطالب به الشباب فهل فاذا طالبوا بحرية اكثر من هذه معناها يريدون انحلالا ولي حرية
ابو محمد العبادي
2011-03-09
الاخ الاستاذ هشام : حياك الله وسدد خطاك في طريق الاصلاح والتشخيص والمعالجة ، ولكن اسمح لي بالاختلاف في وجهة نظر مغايرة لرأيكم المحترم0 اقول الا يتحمل رب الاسرة الكريمة ما الت اليها الامور ،الم يكن هو الاكثر دراية" بخفايا الاوضاع وبواطنها المظلمة0سيدي الكاتب العملاق لماذا نحمل شبابنا المحروم والمظطهد حتى هذه الحرية البسيطة(والمقيدة) ،بالله عليك ماذا يفعل هذا الجيل الناشيئ والذي وجد نفسه محروما من كل شيء،انه شيء طبيعي ان ينقاد مع كل من يعبر عن الامه ومحروميته00مع فائق التقدير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك