عبدالله الجيزاني
عند بداية الثورة الليبية ضد نظام العقيد القذافي في 17/2،وامتداد رقعتها في الشارع لم يظهر العقيد أو أي من أركان حكومته أو عائلته ليخاطب الشارع لمدة أربع أيام تقريبا،والسيطرة على الكثير من المدن من قبل الثوار،وانضمام العديد من أركان النظام للثورة، في أول ظهور لولده سيف الإسلام بان الانهيار والارتباك واضحا عليه،ومن ثم ظهر العقيد هو الأخر في لقطات بائسة يائسة تؤشر على التسليم للأمر الواقع وهو إرادة الشعب،وتعالت الأصوات الدولية المنددة والمحذرة لنظام العقيد من التعرض لاارادة الشعب،وعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين،ومع كل نداء يصدر يزداد العقيد قسوة وبطريقة عكسية،،وتم طرح فرض حظر جوي على ليبيا من قبل فرنسا وايطاليا أو من قبل الحلف الأطلسي،وعقدت الأمم المتحدة اجتماع وسبقتها الجامعة العربية،وصدرت القرارات بالتجميد والإدانة ،وهذا ديدن الأمم والجامعة عندما يتعلق الأمر بحق الشعوب المضطهدة،أما إذا تعلق الأمر بأحد الأنظمة المتحررة من الهيمنة الأمريكية والغربية هنا يختلف الأمر جذريا،ومع سلسلة القرارات وتجميد أرصدة العقيد وبطانته،أصدرت الشرطة الدولية مذكرة تحذير للعقيد وعدد من مساعديه وأفراد أسرته،وفي هذا رسالة واضحة للنظام الليبي،مفادها أن عليه القتال وممارسة الإبادة بحق الثوار،وهذا خياره الوحيد،ولا يمكنه التفكير بترك السلطة للشعب واختيار المنفى كسابقيه ،وبهذا يثبت الغرب من جديد تبنيه للأنظمة الفاسدة في الشرق الأوسط، بصوره أو بأخرى ،ودعم هذا الأنظمة بكل الوسائل والطرق المتاحة، وهذا الواقع الذي يخالف الأقوال جملة وتفصيلا،ماذا سيقدم للثوار تجميد أموال ألقذافي ألان؟ ولماذا لم يتم فرض الحضر الجوي الذي يطالب به الثوار؟انه قارب النجاة يلقيه الغرب لنظام العقيد ألقذافي بطريقة خبيثة اعتادها،،ويبارك أعمال القتل التي تمارس على مرمى ومسمع الجميع،ولولا أن الجيش التونسي والمصري لم ينفذ أوامر بن علي وحسني لحصل للشعبين التونسي والمصري ما يحصل للشعب الليبي،لكن انحياز الجيش في هذين البلدين للشعب أضاع الفرصة على الأمريكان لإسناد النظامين هناك،والحال سيكون في اليمن والبحرين والسعودية حسب موقف الجيوش هناك،وعلى هذا الموقف ستحدد أمريكا والغرب موقفهما،وهذا يذكرنا في العراق بموقف الامريكان من نظام صدام في الانتفاضة الشعبانية المباركة في وسط وجنوب العراق عام1991 ،عندما سيطر الشعب على معظم محافظات وسط وجنوب العراق، و شاهدت امريكا البطش البعثي للشعب في ابشع صوره وجيوشها كانت قريبة جدا من مكان ارتكاب هذه الجرائم،وبدل ان تدافع عن الشعب الأعزل،وحقوق الإنسان، سمحت للنظام في حينه باستخدام الطائرات المروحية ضد الشعب ليرتكب مجازر قلما شهد لها العالم مثيل وأمام أنظار الأمريكان والتحالف الدولي الذي تشكل آنذاك ليحرر الكويت،أن الغرب ماانفك يرفع الشعارات المنادية بحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها،لكنها شعارات لاستغفال الشعوب الذي عليها أن تدرك حقيقة الغرب الذي وضع معظم الحكام العرب في مواقعهم،ليدمروا الشعب اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا،ويسلبوا ثرواته،وهاهي مليارات الدولارات التي وضعها الحكام الجبابرة في البنوك الغربية تجمد وربما تصادر لصالح هذه الدول تحت حجج وأسباب يجيد الغرب إيجادها،من هنا على الشعوب الإسلامية والعربية أن تدرك عدوها الحقيقي وتكف عن الانسياق خلف الشعارات والتأثر بالإعلام المضلل،وان تعي هذه الشعوب جيد كل الدروس في الماضي والحاضر وتستذكر كل جرائم الغرب بحقها من الاستعمار الفعلي إلى الاستعمار بواسطة أراذل المنطقة من أمثال صدام وحسني وابن علي والقذافي وال خليفة وال سعود وعلي صالح والآخرين،وان تستحضر هذه الشعوب حقيقتها وتاريخها المشرف ممثل بالدين الإسلامي الحنيف وقيمه النبيلة التي لو سادت حياة هذه الشعوب لجعلتها كلها عز وكرامة ومجد،ونظرة واقعية لمن استحضر القيم الاسلاميه،واتخذها منهجا لمسيرته،كيف انتصر على كل العنت والتجبر الغربي ممثل بالصهيونية كما هو حال أبناء جنوب لبنان الأحرار وأبطال غزة الميامين...
https://telegram.me/buratha