حافظ آل بشارة
مرت سنة على الانتخابات التشريعية الاخيرة في العراق والتي اسفرت عن الدورة الثانية للحكومة التي ولدت بعملية قيصرية ، مرت سنة ولم تكتمل الحكومة بعد ، مع ذلك يظل هذا يوما للشكر يستحق التخليد والاحترام والتبجيل وليس يوما للندم ، المتضررون من التغيير في العراق واذيال العهد المنقرض يخترعون مثل هذه التسميات البائسة ، جلاوزة وابواق قدامى فقدوا كل شيء ولا يمكن ان يحبوا هذا الشعب أو يحترموا ارادته ، خلط واضح للاوراق ، يحرضون الناس على اعتبار ذكرى الانتخابات يوما للندم ! على ماذا يندم العراقي ؟ يندم لانه اختار نظام الحرية ورفض نظام العبودية ؟ ولماذا هذا التلبيس بين ادانة المسؤول المقصر وبين ادانة النظام الديمقراطي ؟ الناس يدركون بدقة هذه المناورات ومن يقف وراءها ، لذا لم يتظاهر احد في ذكرى الانتخابات المجيدة ولم يكن احد نادما ، الذين دعوا الى يوم الندم لم يكونون يوما يؤمنون بالديمقراطية ولم يشتركوا في الانتخابات بل كانوا حواضن للارهاب ومحركين له . الشعب يواصل توجيه اللوم الى اغلب الكتل السياسية ومن يقف تحت مضلتها من الفاسدين والفاشلين واللاهثين وراء المنافع الزائلة ومن يضعون مصالحهم فوق مصلحة الوطن ليشوهوا وجه النظام الديمقراطي ، جعلوا العراق ينوء تحت حمل ثقيل من الخراب والفساد والتدهور الشامل ، يواصلون تنمية الخراب التي ورثوه من نظام صدام ويوسعوا رقعته ليتحول الفشل الى لعنة تلاحق العراقي في كل مكان ، جعلوا عجلة التطور تتوقف في بلد الحضارات في مظهر عجيب للشلل التنفيذي ، وضعوا بايدي الجلادين القدامى الف ذريعة لكي يتهجموا على الشعب العراقي وخياره ومشروعه السياسي ، فتحوا على العراق باب السخرية وجعلوا اؤلئك الجلادين يتباكون على الشعب وحرياته ، المطلوبون للقضاء من رموز الارهاب والجريمة المنظمة ومن كانوا ادوات قذرة بيد النظام البائد وابواقا قاموا الآن بتنصيب انفسهم محامين عن الشعب ومكتسباته وحقوقه في مواقف مزيفة حافلة بالضحك على الذقون ، لاعقو صحون وجلاوزة قدامى على الهواء يقومون يتلميع وجوههم ، فهذا قلبه يتفطر أسفا على الشعب المظلوم ، والآخر يكاد يبكي وهو يعلن انه لا ينام الليل ويتابع ملفات الذين اعتقلوا في التظاهرات ويدعو المنظمات الدولية الى التدخل خائفا عليهم من التعذيب ! لو كانت لدينا حكومة ذات غيرة على بلدها لما سمعنا هؤلاء الناعقين الملطخين يظهرون على شاشات الاعلام لابسين مسوح الاخيار والابرار مزايدين على دعاة الحرية والانسانية والشرف مدعين انهم يدافعون عن الشعب العراقي من شرور الحكومة القائمة ، جلاد صدامي مسؤول عن الف جريمة ابادة يتحول الى محام عن الشرف الرفيع ، حالات مضحكة الحدث العراقي يسير بطريقة مقلوبة ، اتمنى ان يحاكم جميع المقصرين واللصوص واللاباليين والفاشلين من رموز هذه الحكومة بتهمة واحدة ويوجه اليهم سؤال واحد : لماذا اصبحتم جسورا يعبر عليها جلادو الامس ليشرحوا لنا دروسا في احترام حقوق الانسان ؟
https://telegram.me/buratha