بقلم الكوفي
استقبلني اولاد اختي عند الحدود وذهبنا سويا لتفتيش الحقائب وعند فتحي للحقائب بدأت الاسئلة ( شنو هذا والمن هذا وشدعوة هاي الاغراض وشكد سعرهن وشنو هاي الالعاب ) والاغرب من كل هذا وذاك طالبني المفتش بفاتورة الاغراض التي جلبتها معي فتبسمت وقلت له لا ادري ان علي ان احضر فاتورة الاسعار ،
ركبنا السيارة متوجهين الى محافظتنا فاوقفتنا اول سيطرة مررنا بها وقال على التفتيش باعتبار جهاز السونار قد ( اشر ) وفعلا تم التفتيش وعند السيطرة الاخرى لم ( يأشر ) السونار وهكذا في كل نقطة تفتيش السونار يشتغل حسب مزاج حامله تارة يؤشر وتارة اخرى لا يؤشر وهذا دليل على ان السونار المستورد من مناشىء عالمية ذو امتيازات عالية جدا بحيث يتحسس مزاج حامله قبل تحسسه لمواد التفجير ،
كنت في المرة السابقة التي زرت فيها بلدي قد اشتغلت بمعاملة اخراج جناسي لاولادي الذين ولدوا في دولة سوريا ولم اكمل المعاملة بسبب الروتين وسوء معاملة الموظفين وفي هذه المرة ذهبت لاتمام المعاملة ،
توجهت الى وزارة الصحة بعد ان اتممت المعاملة من قبل وزارة الخارجية وتم تصديق المعاملة من قبل وزارة الصحة وتحويلها الى مديرية صحة بابل واستلمت رقم وتاريخ المعاملة وامهلت نفسي اسبوع لكي اضمن وصول المعاملة ،
بعد مرور اسبوع ذهبت الى مديرية صحة بابل وبعد الاستفسار وصلت الى الموظف المسؤول واعطيته رقم وتاريخ المعاملة فقال لي لم تصل بعد فقلت له هذا رقم وتاريخ قبل اسبوع فارسلني الى موظف اخر وبعد التي واللتيا اخبروني بأن المعاملة وصلت وارجعوني الى نفس الموظف عندها قال الموظف تذكرت لقد ارجعنا معاملتك الى وزارة الصحة لاننا شككنا ان التحويل الى محافظة النجف وليس الينا ،
عندها لم اتمالك اعصابي وتفوهت بكلمات تليق بهم وذهبت الى مدير القسم واخبرته بما جرى فقال ما عليك الا ان تذهب الى وزارة الصحة من جديد ببساطة ،
تأملت قليلا وقلت في نفسي لاينفع اي كلام فهم مستعدين ان يخفوا المعاملة بأكملها غير ابهين ولا يخافون احدا باعتبار لا قانون يحمي المواطن فطلبت منهم ان يعطوني صورة من الكتاب الذي ارجعت في المعاملة لكي يكون دليل اثبات ان المعاملة قد رجعت الى وزارة الصحة ،
انتظرت اسبوعا اخر وذهبت الى وزارة الصحة وابلغتهم بأن المعاملة رجعت اليكم بالاشتباه وهذه صورة من كتاب المعاملة فأجابوني ان المعاملة لم تصل بعد دون ان يدققوا ، تنرفزت كثيرا وقلت لهم اما تخافون الله لماذا كل هذا الاذلال ولماذا تعاملون المواطن بهذه الطريقة ، عندها قالوا لي اذهب الى الوارد وتأكد هل وصل الكتاب ، ذهبت الى الواردة واخرجت رقم وتاريخ وصول المعاملة بعدها رجعت للموظف المسؤول واخبرته ان المعاملة قد وصلتكم ، بدأت الموظفة تبحث في اوراقها ثم قالت ليست هنا تجدها عند الطابق الارضي ، فعلا نزلت للطابق الارضي عند الموظف الذي ارسلتني اليه فبحث في اوراقه وقال تجدها عند نفس الموظفة في الطابق الثالث ،
صعدت من جديد الى الطابق الثالث واخبرتها بأن المعاملة وبيانات الولادة هي عندك وليس عندهم ، قلبت في اوراقها ثم قالت ارجع اليهم ستجدها عندهم فقلت لها خبريهم انتي فقالت ( اني ما احجي وياهم ) والتفتت الى موظف بجوارها وقالت له خبرهم فقال لها انا على الوفيات ولا علاقة لي بالولادات ، فتبرع موظف اخر وخبرهم بعد ان رأى على وجهي امتعاضا شديدا ثم قال لي اذهب اليهم فأن معاملتك عندهم ،
فعلا نزلت وما ان وصلت اليهم حتى قالوا ليس عندنا معاملتك وانما ستجدها عندهم وهنا طفح بي الكيل وبدأت اشتم الجميع ورجعت الى الطابق الثالث وكل هذا عن طريق السلالم وليس عن طريق المصعد ،
حتى لا اطيل على القارىء العزيز قررت الذهاب الى مدير الوزارة لكي اقدم شكوى ضد هؤلاء الوحوش وعندما تكلمت مع السكرتير وطلبت مقابلة المدير قال لي لا تستطيع مقابلة المدير الا يوم الثلاثاء عندها تنرفزت كثيرا وبدأت اشتم وقلت حتى لو اتعرض الى الاعتقال فلا يهمني ذلك واظهرت له صورة الكتاب وقلت له لا اخرج من الوزارة حتى ااخذ بينات الولادة وانا متنازل عن الجنسية ،
قام معي السكرتير وكلمهم وبعد ان علم السكرتير ان الحق معي هددهم بأنه سوف يدخلني على المدير فقالوا له ادخله على المدير وكأنهم لا يعترفون بأحد ، مع العلم ان اغلب من اتكلم معهم هم دكاترة ماشاء الله ، بقيت على هذه الحال ثلاثة ساعات ونصف وصعدت ونزلت من الطابق الارضي الى الطابق الثالث اكثر من خمس مرات ،
بعد ذلك جاءني دكتور وقال لي في كل الاحوال سننتظر وصول النسخة الاصلية من سوريا فقلت له وباللهجة العامية ( لك انته ما تستحي شنو اني زعطوط كدامك شنو علاقة سوريا بالموضوع ) قلت له عندها اذا ما استلم البيانات راح اقلب الدنيا عليكم واتصل باعلى المسؤولين ، بعد ذلك ذهبت الى المفتش العام وطلبت مقابلته فاخبرني السكرتير بأن جناب المفتش مسافر ، ذهبت الى الخط الساخن واخبرتهم بقصتي فقالوا لي بسيطة واتصلوا بغرفة التخطيط وكانت المخاطبة كالتالي ( عيني بلكن تشوفون شغلة الاخ ) فقلت له هذا ما تستطيع فعله وقبل انتهاء الدوام بخمس دقائق ظهرت المعاملة وقالوا لي ( مو زين لكيناها الك ) ،
اكتفي بهذا القدر وهذه المعاملة استمرت لاكثر من ثلاثة اشهر بين بغداد والنجف وبابل وهنا اصرح لم اجد دائرة حكومية واحدة تعمل بما يرضي الله والمواطن .
بقلمالكوفي
https://telegram.me/buratha