بقلم : سليم عثمان كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر
الشعب فى تونس أراد الحياة فخلع الطاغية بن على ،والشعب فى مصر أستيقظ من سبات عميق فأزاح الفرعون الصغير حسني مبارك ،وأحفاد المجاهد عمر المختار يجربون حظهم فى ليبيا علهم يقتلعون القذافي بعد أربعين عاما ،وفى اليمن الرئيس على عبد الله صالح لا يريد أن يتزحزح عن كرسيه،وفى السودان رغم أن الرئيس البشير وعد بترك السلطة بعد نهاية ولايته الا أن مجموعات من الشباب يقف من ورائها ساسة وكتاب وصحافيون يريدون تكرار ثورتي 1964 و1985 التى اقتلعت نظامي عبود ونميري ،أجهزة الأمن فى السودان رقيقة فى تعاملها مع كل من يخرج من هؤلاء الشباب الى الشارع ،فهى لا تضربهم بالطائرات ،ولا المدافع الرشاشة ولا الدبابات ولا بالغازات المسيلة للدموع من النوع الذى يسيل الدموع ويعمي الابصار بل تستخدم الهروات وأحيانا سلاحا خفيفا يسمي ألاغتصاب خاصة بحق الفتيات كما حدث لتلك المسكينة التى طارت بقصتها وسائل اعلام الدنيا كلها ، لزوم قهرهن والزامهن قعور بيوتهن إيمانا من فقهاء دولة التوجه الحضاري أن المكان الطبيعي للمرأة هو قعر بيتها ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها وحفظت فرجها; وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " .ولذلك فهم بأغتصابهم للفتيات يعرفونهن كيف يحافظن على فروجهن لازواجهن ،ويدخلن الجنة ،اما منافحة الحكام فهى لا تدخل الجنة إنما تقود الى الجحيم ،وربما هذا السلاح الجديد هو بديل لجلد النساء تفتقت به ذهنية عباقرة الأمن،ولأننا بعيدون عن هؤلاء القوم وخوفا على أنفسنا من بطش هؤلاء الأوباش بنا رأينا أن لا ننازعهم ما أستطعنا ملكهم العضود ،ولا غنيمتهم التى يعضون عليها بالنواجز ، بل رأينا أن السلامة فى ترك ما يوردنا مع القوم موارد التهلكة ،عملا بقول الله عز وجل :( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة )النفس تبكي على الدنيا وقد علمت .. أن السلامة فيها ترك مافيهالا دار للمرء بعد الموت يسكنها ..إلا التي كان قبل الموت يبنيهاوذلك من خلال مطالعة كتب التراث الصفراء وسرد شئ مما فى بطونها من الحكم والملح والطرف والرقائق ،حتى إذا طالعه أولئك النفر أطمئنوا ألينا والى سريرتنا النقية ،فلذلك تجدون مقالتنا هذه بعيدة عن السياسة وما يجعلهم يضعوننا فى قوائمهم السوداء حتى إذا أردنا أن نزور أهالينا هذا الصيف لا يكونوا لنا بالمرصاد سيما وأننا فى الأصل ناصرنا ما سمى بمشروعهم الحضاري ردحا من الزمان حتى تأكد لنا بما لا يدع مجالا للشك ،أنه يقوم على قهر الناس وأذلالهم وتعذيبهم ونفيهم خلف قرص الشمس ما أستطاعوا الى ذلك سبيلا، لأ يردعهم عما يفعلون أوكامبو أو حصار أقتصادي أو أنفصال الجنوب أو حتى دارفور والشرق وكل مكان فى السودان ،وهانذا أعلن من خلال هذا المقال تأييدي الشديد لمنح 5الاف متر للقدس ،الذى تكرمت به حكومة البشير المجاهدة لاخواننا فى فلسطين فقط رجائي أن يصل ريع مشروعهم هذا الى القدس علنا نساهم فى تحريرها بشئ من المال إن عجزنا عن تقديم الأنفس فى سبيل تحريرها..ولأني وعدت بأن لا أتحدث فى السياسة فهانذا أدعوكم لسياحة خفيفة مع صديقنا أشعب .وهو غني عن التعريف: هو أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير، وكان أحلى الناس مفاكهةً.وأحسب أن بالسودان أشاعب كثر إن جاز لنا أن نجمع أسمه هكذا .علهم يستفيدون من بعض حكمته .قيل لأشعب الطماع: لقد لقيت التابعين وكثيراً من الصحابة، فهل رويت مع علو سنك حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: نعم، حدثني عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلتان لا تجتمعان في مؤمن. قيل: وما هما ؟ قال: نسيت واحدةً، ونسي عكرمة الأخرى.(أظن أن أشعبا كان عضوا فى المؤتمر الوطني قبل المفاصلة الشهيرة.وقيل له: كم كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر رطلاً.(أرأيتم كيف يواكب أشعبا الأنقاذ و ويعلم أنها غيرت الأوزان من الرطل الى الكيلو جرام ،الإنقاذيون لايريدون التطفيف فى الميزان أبدا ويستوفون فى كل شئ مع مواطنيهم ،و قيل لطفيلي: كم اثنين في اثنين ؟ قال: أربعة أرغفة.(الخبز متوفر فى كل بقالة بعض معروض فى عرض الشارع فلماذا يريد العض تغيير النظام ؟وسألت يوما حجا صديقة له خاتماً وقالت له: أذكرك به. قال: اذكري أنك سألتني فمنعتك.،فبدلا من أن نخلع رئيسنا البشير مثلما فعل المصريون فلنتركه بكرامته حتى لايشمت به أوكامبو وغيره ، وإن اتهمنا أحدا من الناس أننا لم نقم بثورة وأننا كسلون، سوف نذكرهم بعبود ونميري وكيف أقتلعناهما دون قطرة دم ،وخير لنا أن نذكر رئيسنا بعد أن يتقاعد بدلا من أن نجعله يعيش فى جدة بقية عمره مع بن على ومبارك وربما القذافي وغيرهم ،فأرض السودان واسعة حتى لو أنفصل الجنوب . وحوش بانقا تتشرف به .وساوم أشعب ذات مرة بقوس بندق، فقال صاحبها: بدينار، فقال: والله لو كنت إذا رميت بها طائراً وقع مشوياً بين رغيفين ما اشتريتها بدينار.وأهدى رجل من ولد عامر بن لؤي إلى إسماعيل الأعرج( فالوذجة ) وأشعب حاضر فقال: كل يا أشعب، فأكل منها، فقال له: كيف تراها ؟ قال: الطلاق يلزمه إن لم تكن عملت قبل أن يوحي ربك إلى النحل، أي ليس فيها حلاوة.وبأشعب هذا يضرب الناس المثل في الطمع. قال الشاعر:إني لأعجب من مطالك أعجب ... من طول تردادي إليك وتكذبوتقول لي تأتي وتحلف كاذباً ... فأجيء من طمعٍ إليك وأذهبفإذا اجتمعت أنا وأنت بمجلسٍ ... قالوا مسيلمة وهذا أشعبوقيل له: أرأيت أطمع منك ؟ قال: نعم كلبة آل أبي فلان، رأت شخصاً يمضغ علكاً، فتبعته فرسخاً تظن أنه يرمي لها بشيء من الخبز.وقادة الأحزاب عندنا سامحهم الله يتبعون الانقاذ لأكثر من عشرين سنة ظانين أنها سوف ترميهم بالعظمة التى تلوكها بعد أن أكملت اللحم وتمرغت فى الدهن.ومر أشعب برجل يعمل طبقاً من الخيزران؛ فقال له: أريد أن تزيد فيه طوقاً أو طوقين. قال: فما فائدتك ؟ قال: لعل أحداً من أشراف المدينة يهدي لنا فيه شيئاً.وكان أشعب يعشق امرأة بالمدينة ويتحدث فيها حتى عرف بها، فقال لها جاراتها: لو سألته شيئاً ؟ فأتاها يوماً فقالت: إن جاراتي يقلن ما يصلك بشيء. فخرج عنها ولم يقربها شهرين. ثم أتاها فأخرجت له قدحاً فيه ماء، فقالت له: اشرب هذا للفزع ! فقال: بل أنت اشربيه للطمع، ومضى فلم يعد إليها.قال الزبير بن بكار: أهل المدينة يقولون: تغير كل شيء من الدنيا إلا ملح أشعب، وخبز أبي الغيث، ومشية برة. (وأنا أضيف ونظام الأنقاذ) وكان أبو الغيث يعالج الخبز بالمدينة؛ وبرة بنت سعد بن الأسود؛ وكانت من أجمل النساء وأحسنهن مشية.وكان أشعب قد نشأ في حجر عائشة بنت عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان أشعب أطيب الناس غناء، وأكثرهم ملحاً، ونسك في آخر عمره ومات على ذلك رحمه الله تعالى..وكان يقول: ما أحسست قط بجار لي يطبخ قدراً إلا غسلت الغضار، وكسرت الخبز، وانتظرته يحمل إلي قدره. وقال له بعض أصحابه: لو صرت إلي العشية نتحدث ؟ فقال: أخاف أن يجيء ثقيل، قال: ليس معنا ثالث فمضى معه. قال: فلما صلينا الظهر ودعونا بالطعام إذا بشخص يدق الباب، فقال أشعب: ترى أنا قد صرنا إلى ما نكره ؟ قال فقلت له: إنه صديق وفيه عشر خصال إن كرهت واحدةً منهن لم آذن له. قال: هات. قلت: الأولى أنه لا يأكل ولا يشرب، قال: التسع لك، إئذن له.وهذا نظير حديث الغاضري وقد أتى الحسن بن زيد وهو أمير المدينة. فقال: جعلت فداك ! إني عصيت الله ورسوله، قال: بئس ما صنعت ! وكيف ذاك ؟ قال: لأن الله عز وجل يقول " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأةً. وأنا أطعت امرأتي فاشتريت غلاماً فأبق، فقال الحسن: اختر واحدةً من ثلاث؛ إن شئت ثمن الغلام، فقال: بأبي أنت ! قف عند هذه فلا تجاوزها. قال: أعرض عليك الخصلتين ؟ قال: لا، حسبي هذه.وغاضبت مصعب بن الزبير زوجه عائشة بنت طلحة، فاشتد ذلك عليه وشكا أمره إلى خاصته. فقال له أشعب: فما لي إذا هي كلمتك ؟ قال: عشرة آلاف درهم؛ فأتى إليها فقال: يابنة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، تفضلي بكلام الأمير؛ فقد استشفع بي عندك، وأجزل لي العطية إن أنت كلمته. قالت: لا سبيل إلى ذلك يا أشعب؛ وانتهرته. فقال: جعلت فداك ! كلميه حتى أقبض عشرة آلاف درهم، ثم ارجعي إلى ما عودك الله من سوء الخلق، فضحكت فقامت فصالحته.و بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذى يصادف غدا لا بأس أن نكمل بشئ مما قيل فى طرف النساء : كان شريح القاضي يقول في حق النساء: وإنهن ناقصات عقل ودين، واشتهر عنه ذلك، فجاءته امرأة يومًا تسأله عن ذلك، فقال لها: والله يا هذه، ليس قولي هذا في حقكنَّ، إنما هو في حق نساء الصحابة، وأما أنتنَّ فلا عقل لكنَّ ولا دِين؟ فرجعت المرأة تتعثَّر في ذيلها من شدة الحياء والخَجل، وهي تقول: صدق شريح.عندما أحس أحد الأزواج باقتراب أجله ، قال لزوجته : يازوجتي الحبيبة ، أحب أن أعترف لك بسر ، طالما أخفيته عنك ، حتى أموت وأنا مستريح البال ، فقالت له الزوجة : وماهو ياعزيزي ؟ قال لها: لقد كنت على علاقة بإحدى صديقاتك ، قالت الزوجة : لقد عرفت ياحبيبي ! وهذا الذي جعلني أضع لك السم في الطعام.ويحكى عن فيلسوف أنه رأى إمرأة شنقت نفسها في شجرة ،فقال: ياليت كل الأشجار تحمل مثل هذه الثمار.هل هناك ثمار أطيب من القوارير؟ولصديقنا الدكتور عبد الرحمن محمد على المحامي هذه الطرفة : قيل أن رجلا ً رفع قاض دعوى ضد الله سبحانه و تعالى (معاذ الله) وكان القاضي من أصحاب الرحابة في القانون، و من محبي الطرفة في الأدب ، فعين جلسة خاصة دعا إليها بعض كبار الموظفين ، وطلب من المدعي بجدّ مصطنع أن يبسط دعواه أمام المحكمة ، فقال المدعي : إن الله أعطاه عائلة كبيرة ، ورزقا ً قليلاً ، وابتلاه بشراهة في معدته و ضعف في إرادته حتى نكب في صحته ، و أعطاه سحنة كريهة ، وزوجة سفيهة تتطاول عليه أمام الناس، حتى فقد الكرامة و الإحساس ،ووهبه طول الحياة في أنحس الأوقات،(لسنا وحدنا من يعيش فى أوقات صعبه) حتى حاول الرجل الانتحار فتعذّرت عليه الوفاة ، ومنذ عشرين سنة تعاقبت عليه المصائب و الويلات ، لذلك يطلب من المحكمة أن تحكم له على الله بالتعويض عما أصابه منه .فسأله القاضي :( و لماذا لم ترفع دعواك إلى أحد القضاة الذين تعاقبوا قبلي على هذه المحكمة ؟)) فأجاب المدعي : ( لأن أسلافك من القضاة لم تكن عندهم الشجاعة الكافية للنظر في مثل هذه الدعوى، أما أنت فقد بلغني أنك شجاع و لا تخاف من الله) و يقال إن القاضي أبرأ ذمة الله مع الرجل ( المدعي ) ، فدفع إليه تعويضا ً من ماله الخاص ، واستكتبه وثيقة يبرئ فيها ذمة الله من جميع حقوقه عليه ، و أوصى القاضي بأن تدفن معه تلك الوثيقة بعد موته. ترى كم قاضيا عندنا فى السودان يخاف الله؟ وعلى كل فى الأثر القضاة ثلاثة قاضيان فى النار وقاض فى الجنة.
https://telegram.me/buratha