بقلم الكوفي
التغيير الذي حصل في العراق كانت نواته الاولى هي الانتافضة الشعبانية المباركة ولا نقبل المزايدات على هذه الشريحة المظلومة والتي قدمت التضحيات وعرضت نفسها للتهجير القصري بعد ان قدمت كوكبة من الشهداء السعداء ،
بالطبع المادة 140 تشمل جميع المهجرين في الداخل والخارج ولا يخفى على احد ان اعداد من شملتهم المادة يفوقون العشرات من الالوف وهذا يعني لابد من الجهات المعنية ان توفر مكان يستوعب هذه الاعداد الكبيرة كما انها تحتاج الى كادر متمرس ذو عدد يتناسب وحجم المعاملات التي تقدم اليها ،
ذهبت الى المكان الذي تعمل فيه هذه اللجنة لتقديم معاملتي واذا بي امام غرفة صغيرة تابعه لدائرة حكومية ربما من تكون من الدوائر التابعة لبلدية النجف الاشرف ،
وصلت الى هذه الغرفة عند او بعد صلاة الظهر بدقائق فسالت المواطنين الذين يحملون معاملاتهم فقالوا لي ان الاخوة ذهبوا الى الصلاة فسألت متى يعودون فقالوا ربما عند الساعة الواحدة او ربما لا يعودوا اصلا فانتظرت قليلا ثم غادرت المكان ،
جئت في اليوم الثاني واذا بي امام طابور من المواطنين على شباك صغير علما ان الغرفة لاتزيد مساحتها على 2 في 3 متر ، وقفت بالدور حتى وصلني الدور سلمت معاملتي للموظف فقال لي انت على محافظة بابل ولا يمكن قبول معاملتك هنا وعليك الذهاب الى محافظة بابل ، شكرته ورجعت الى البيت ،
خبرني اخي وهو موظف في البرلمان الفرعي في محافظة النجف وسالني ماذا فعلت قلت له علي ان اذهب الى محافظة بابل ، قال لي من اخبرك بذلك فقلت له الموظف المسؤول فرد علي عجيب امر هؤلاء متى يتعلمون القانون ،
عند المساء خبرني اخي وقال لي انه قد تكلم معهم وان اجرائهم بارسالي الى بابل غير صحيح وعليهم استلام جميع المعاملات لمن يسكن محافظة النجف بغض النظر عن تولده ،
في اليوم التالي توجهت اليهم وكالعادة وقفت في الدور ولما وصلني الدور سلمت لهم المعاملة فاجابوني عليك بالذهاب الى بابل ، فتبسمت وقلت لهم بالامس اتصل بكم شخص من البرلمان وقلتوا له ليأتي فسمعني موظف اخر قال لي نعم فسلمته المعاملة وبعد المعاينة قال المعاملة ناقصة اكملها لنا فتشكرت منه ورجعت الى البيت ،
هنا اريد ان اشير الى ان عدد الموظفين هم ثلاثة امراة ورجلين ، بعد ان اتممت النقص في الاوراق المطلوبة ذهبت مرة اخرى وكالعادة وقفت في الطابور وعندما وصلني الدور سلمت المعاملة فقال لي الموظف عليك ان تذهب الى بابل عندها صرخت بهم الله اكبر ( شنو هاي القوانة ) فردوا علي اخي عليك ان تذهب الى بابل ولم نستلم معاملتك فقلت لهم بالامس اتصلوا بكم من البرلمان وقلتوا لي اكمل النقص ، هنا قال لي الموظف الاخر ( يا اخي غير تكول ) فسلمته المعاملة وعند تصفحها قال لي عليك ان تجلب لنا عقد زواج مصدق لكي نزودك بكتاب الى نفوس بابل لكي تجلب الينا صورة قيد ،
في اليوم التالي جئتهم بعقد الزواج المصدق وكالعادة طابور من المواطنين يلعنون اليوم الذي ولدوا فيه من كثرة الاوراق المطلوبة وكل واحد منهم قضى اياما في المراجعة من اجل اتمام معاملته ، خاطبت الموظف من بعيد وقلت له ( ابو علي ) انا من اتصلوا بك وطلبت مني عقد الزواج المصدق هل اقف في الدور ام اسلمك المعاملة فقال لي اعطني المعاملة وبعد التصفح سلمني استمارة الملي دون ان يمليها وفيها رقم المعاملة وبصمت عليها وقال لي تعال بعد ثلاثة ايام لكي ازودك بكتاب الى نفوس بابل لان الكتب نفذت ،
للمرة الخامسة ذهبت لهم وكالعادة رأيت الطابور فقلت في نفسي علي ان اخبره اما ان اقف في الدور واما يستلم مني المعاملة وفعلا عندما عرف انا من اتصلوا من اجلي استلم المعاملة وزودني بالكتاب لكي اذهب الى بابل من اجل صورة القيد لاتمام المعاملة ،
هنا اريد ان اشير لولا الاتصال الذي جائهم لذهبت الى محافظة بابل وتصوروا كم يراد لي ذهابا وايابا الى بابل حتى انجز هذه المعاملة ،
بعد هذا السرد اتوجه بالسؤال الى من يهمه الامر هل هذه هي حقوق من قارع النظام البعثي المقبور وقدم التضحيات ، هل يعقل ان يعامل ابناء الانتفاضة الشعبانية المباركة بهذا الشكل ويجلس البعثي المجرم ( صالح المطلك ) وامثاله في مجلس الوزراء وقبة البرلمان ، وهل يعقل مثل هذا الملف الكبير والضخم يعالج من ثلاث موظفين وفي غرفة لا تتجاوز 2 في 3 متر ،
اما كان الاجدر بالحكومة الموقرة ان تفتح لها مكاتب في الدول لانجاز معاملات المهجرين وتقدر لهم تضحياتهم لا ان تجبرهم بالحضور الى البلد والحكومة تعلم ان هذا يكلفهم الكثير ،
ثم لماذا حرمان العزاب من هذه الحقوق وتحصر فقط بالمتزوجين ، اما كان الاجدر بالحكومة ان تنظر الى العزاب نظرة فيها من الرحمة والشفقة باعتبار ان هؤلاء قد حرموا حتى من الزواج بسبب الغربة وعدم قدرتهم على الزواج لاسباب معروفة ،
نقلا عن برلماني ذهب الى مقر المادة 140 واطلع بنفسه على الملفات المنجزة والتي حسب ما نقل هناك 50 الف معاملة وصلتهم والمنجز منها والمصادق عليها عشرون معاملة ، اما بالنسبة الى معاملات كوردستان فانها منجزة ومصادق عليها بالكامل والعهدة على الناقل .
بقلمالكوفي
https://telegram.me/buratha