حميد سالم الخاقاني
استضافه مجلس النواب يوم امس الخميس وتحدث بأسهاب وليته لم يأتي ولم يتحدث. نظر وتفلسف وشرح وبرر وسوغ ، ويبدو انه تأثر بأستاذه وقائده ورمزه السابق الدكتور ابراهيم الجعفري الذي لايحب شيئا اكثر من الكلام الجميل والمنمق في شكله وظاهره والفارغ من الجوهر والمضمون. سمعنا منه كثير من الكلام حول الاوضاع الحالية للبلد واسبابها وخلفياتها، والتي منها بحسب ماقاله وهذا مايتفق معه جميع العراقيين من ساسة ومسؤولين ومواطنين عاديين، سياسات نظام البعث الصدامي وحروبه وصراعاته العبثية مع الخارج والداخل، ومنها ايضا الارهاب الذي اجتاح كل محافظات العراق تقريبا بعد سقوط نظام البعث الصدامي في بداية عام 2003.تحدث امام 280 من اعضاء البرلمان وكأنه غير مسؤول عن الفساد الاداري والمالي ونقص الكهرباء ومياه الشرب، وعن سوء الخدمات بكل مجالاتها، والبطالة المستشرية في اوساط الشباب، وماسي الارامل والايتام والمرضى، تحدث وكأنه غير مسؤول عن القلة القليلة من الاشخاص الذي استحوذوا على المليارات وتركوا الاخرين ينتظرون، بل يحلمون بوصول مواد الحصة التموينية، والقلة القليلة هم من ابناء واخوان وابناء عمومة واقارب هذا المسؤول الكبير او ذاك وهو في مقدمتهم.ولم يكن الاستحواذ على المليارات يتم بطريقة واحدة ، وانما بطرق ووسائل مختلفة وبعضها تحت غطاء القانون. بعنوان رواتب ومخصصات وايفادات ومأموريات وما الى ذلك من العناوين.اذا كان المسؤول الاول في البلاد غير مسؤول عن اي شيء وغير مستعد لتحمل الخطأ، فمن المسؤول اذن ، هل الذي يفترش الارض ليبيع علب السكائر.. ام المرأة الثكلى التي راح زوجها ضحية الارهاب وترك لها مجموعة من الاطفال الصغار..ام الشاب الحامل شهادته الدراسية ويطرق ابواب الدوائر بحثا عن فرصة العمل.. ام الموظف الصغير الذي لايتجاوز راتبه 300 الف دينار..ام العجوز المتقاعد الذي يقبض كل شهرين 400 الف دينار وربما اقل من هذا الرقم؟؟؟؟؟؟..
https://telegram.me/buratha