عباس المرياني
ليس هذا عنوان رواية حديثه على غرار رواية غابريل غارسيا ماركيز الشهيرة (مائة عام من العزلة) ولا هي رحلة حول العالم لتحطيم الرقم القياسي للدوران حول الأرض لان مائة يوم في ظل وسائل النقل الحديثة كافية لعشرات الرحلات حول الكرة الأرضية.إنما مائة يوم مهلة رئيس الوزراء نوري المالكي التي حددها لمراجعة أداء حكومته وتقديم وتحسين الخدمات في الفترة القادمة لكل الوزارات الخدمية والزراعية والصناعية ومجالس المحافظات والاقضية والنواحي والمجالس البلدية. ولا تدخل بكل تأكيد الوزارات الأمنية (الدفاع والداخلية والأمن الوطني) بتقييم المائة يوم لان الوزارات شاغرة وان من يقوم بمهام الاستيزار القائد العام للقوات المسلحة..وليس من حق اي احد ان يطالب بتقييم عمل القائد العام او وزاراته إضافة الى ان الرجل هو من اقترح التقييم خلال هذه المدة ولو لم يكن متأكدا من قدرته على أداء مهامه ومهام حكومته ووزاراته خلال هذه الفترة القياسية بصورة صحيحة لاختار فترة أخرى يكون فيها قادرا على الوفاء بالتزاماته أمام المرجعية المباركة ومطالب المتظاهرين العادلة .ورغم ان بعض المشككين والمتشائمين وهذا منهجهم يرون أن مائة شهر لن تكفي السيد المالكي وتشكيلته الوزارية الانفجارية لمعالجة الملفات الكثيرة والشائكة التي تواجه حكومة لم توحد خطابها أما المشاكل اليومية التي تواجهها.كما أنهم اي المشككين يربطون بين سنوات أربع عجاف ابتدأت بالأمنيات وانتهت بالإحزان والفشل كان السيد المالكي فارسها ولم يتمكن من فعل شيء أضف إليها سنة كاملة منذ إجراء الانتخابات وحتى يومنا دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج لملف الخدمات او الكهرباء او الصرف الصحي أو معالجة البطالة أو توفير النوعية الإنسانية من مفردات البطاقة التموينية لان الحكومة الحالية هي حكومة ترضية وتطييب خواطر وقيادات سياسية ولا يوجد فيها اثر (للتوكنقراط) أو المستقلين.مائة يوم لا تعني شيئا في حسابات الزمن المنطقي لمعالجة مشاكل متراكمة لبلد أنهكته الحروب والفساد المالي والإداري وغلفته النوايا السيئة والمصالح الشخصية والحزبية الضيقة والتقاطعات الحادة للتسقيط والتشفي وغابت عنه النوايا الحسنة والأيادي النظيفة والتفاني ونكران الذات وتغييب المصالح الشخصية والحزبية.ولا يملك رئيس الحكومة عصا سحرية او خطط انية فعلية تجعله يقول للشيء كن فيكون فيفي بالتزاماته وتعهداته التي قطعها على نفسه في لحظة عاطفية وحماسية ستنقلب عليه عندما تنتهي الأشهر الثلاثة دون ان تصل الحصة التموينية الى المواطن بصورة منتظمة او بنوعية جيدة او عندما تعجز وزارة الكهرباء في زيادة ساعات تجهيز الكهرباء مطلع الصيف القادم هذا اذا ما قلت عما هي عليه في الوقت الحاضر لان الجو معتدل وليس للحكومة او الوزارة فضل في وجود الكهرباء على قلتها ألان.والمشكلة الأكبر التي تواجه الحكومة ووعدها هي جيوش العاطلين المنتفضين الثائرين الغاضبين الذين تعجز الأمة العربية باجمعها من استيعابهم وتوفير فرص عمل لهم..مشاكل السيد المالكي كثيرة ابتداء من التقاطعات الحادة في تشكيلته الوزارية وعدم اكتمال عقدها مرورا بعشرات الملفات العالقة من الفساد والمزايدات والترضية والمحاباة ومرورا بالزمن والمراقبين والمرجعية المباركة والمتظاهرين.إذا كانت حسابات وقناعات رئيس الوزراء أشارت عليه بان يطلق وعوده في لحظة متسرعة ومنفعلة فعليه أن يكون مستعدا لإفرازات هذا الوعد والنتائج التي ستترتب عليه لان مائة يوم كافية لعدة الطلاق وان كانت رجعية
https://telegram.me/buratha