المقالات

من شرهم عموا علينه

871 12:14:00 2011-03-14

عبدالحق اللامي

في زمن ديمقراطية المحاصصة برزت ظواهر لايعرفها المجتمع العراقي ونزلت الى سوق المزايدات الوطنية شخصيات غريبة عنه وركبت الموجة وتصدت لقيادة الجماهير والتحدث بأسمها متخذة من مساحة الحرية المنفلتة وارتباك الاوضاع الامنية وانفلات القانون لتطرح افكارها المفلسة من كل مقومات الخطاب الفكري المتسلح بالوعي والوطنية والمرتكز على التأريخ النضالي للشعب واسسه الاخلاقية وتماسك لحمته وتآخيه فبرزت في ساحة الديمقراطية الوليدة شخصيات واحزاب وكتل ومنظمات رفعت لواءات الطوائف والقوميات وانبرت كل واحدة منها تهتف بمظلوميتها وتداعي بحقوقها وتناست مقتصده الوطن وشطبته من قواميسها فضاعت هويتنا الوطنية ما بين ادعياء القوميات والطوائف وهدرت الدماء بفتاوي فقهاء الموت وعتاة التكفير ونهبت ثرواتنا وعم الفساد والرشوة ودمرت بنية الوطن التحتية وتلاقفت شبابنا وفتياننا موجات الانحراف الفكري والسلوكي وتعمقت ازماتنا وتشتت شملنا واصبح بعضنا يكفر بعضا ويقتله، وهؤلاء الادعياء يغتنمون المناصب والثروات والوجاهة بعد ان نجحت خطة اسيادهم في كواليس السفارات ودهاليز المنظمات ودوائر المخابرات ولم يلتفت احدا منهم الى ابناء طائفته وقوميته وما يجري عليهم وما يعانون منه وقد تسلق على اكتافهم وخدعهم بشعاراته.وياليتهم صدقوا بقوميتهم وطائفيتهم لاصبح العراق كله بألف خير ولتنعم ابناءه بالرفاهية والامان على فرض ان كل هؤلاء يعملون لتحقيق احلام وآمال طوائفهم وقومياتهم ويدافعون عن حقوقهما مع احترام الاطراف الاخرى وعدم المس بها لأصبحت المحصلة النهائية تصب بصالح العراقيين جميعا لأن النسيج الاجتماعي سيستفاد كله فلو عملت الكتل والاحزاب والمنظمات وفق شعاراتها لاستفادت كل طائفة وقومية والناتج ان العراقيين جميعا هم الرابحون من اختلاف تكويناتهم الاثنية والدينية.ولكن الذي حصل ان الجميع بدون استثناء اتخذوا من هموم وازمات قومياتهم وطوائفهم سلما لينالوا مبتغاهم واهدافهم المصلحية والكتلوية والدليل ان الاحتجاجات والتظاهرات التي حدثت مؤخرا كانت عامة وفي كل مناطق العراق واثبتت ادعاء وزيف الشعارات التي اطلقتها الكتل والاحزاب التي رفعت بيارق القوميات والطوائف وفضحت اساليبهم التي جعلت من الوطن ساحة لصراعات واهداف الدول والمنظمات.دلونا على محافظة او مدينة في كل العراق راضية من احزابها ومجالسها التي هي اصلا مجالس تحاصصية تتقاسمها تلك الاحزاب والكتل وان ابناء هذه المحافظات والمدن لم يندموا على اختيارهم لهؤلاء بعد ان خدعوهم بشعاراتهم وبرامجهم.نعم انهم هم وحدهم المستفيدون من تشتتنا وتفرقنا وهم وحدهم من كسب المغانم ونال الامتيازات وتقاسم مع الاخرين الثروات.ونحن وحدنا الخاسرون الذين ضاعت ثرواتهم ونزفت دماءهم وتمزق نسيجهم الواحد وقد صح المثل علينا وعليهم والقائل من خيرهم ما خيرونه وبشرهم عموا علينه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك