د.عمار الحسن
* وكلاء وزارة ومديرين عامين يساعدون الناطق الرسمي للحكومة لقراءة ثلاثة اوراق فقط اسبوعيا في مقابل رواتب بملايين الدولارات سنويا
* هل الناطق الرسمي للحكومة بحاجة الى ناطق رسمي آخر ينطق بالنيابة عنه ولماذا ؟؟؟ بدعة ام مهزلة ام ضحك على الشعب ؟؟
* اهم مايحلم به هو ان ينادى ب (معالي الوزير ) ..هل هي عقدة ام مرض ام نقص ام ماذا ؟
تتعالى الأصوات هذه الأيام وفي كل انحاء العراق وعلى جميع المستويات على ادانة الفساد المالي والأداري والمحسوبية...وفي الوقت الذي يتحقق فيه اجماع عراقي على الوقوف بقوة ضد فساد المؤسسات وترهل مؤسسات الدولة وجدت الحكومة نفسها امام مسؤوليات جسام تتطلب منها التحرك سريعا لأيجاد حلول تكبح جماع اهدار المال العام والفساد الأداري لكن وفي وسط هذا يجد المواطن العراقي نفسه في حيرة وهو يشاهد ان التركيبة الوزارية الحالية ذاتها تتميز بالترهل بسبب كثرة عدد الوزارات وعددها 46 وزارة من بينها 11 وزارة دولة بكل ماتعنيه من رواتب ومخصصات وحراسات ومقرات وسفر وايفادات وامتيازات ومنافع وبدلات خطورة وبدلات طعام وبدلات سكن وجوازات دبلوماسية وسيارات مصفحة وبدلات حرير و ...و ...و ...وكله من المال العمومي ، من مال الشعب السائب والمعروض للنهب والسرقة والأثراء السريع ومن بين تلك الوزارات غير الضرورية التي استحدثت هي وزارة (الناطق الرسمي بأسم الحكومة ) ..
كنت اتمنى على الحكومة اولا ان تشرح للشعب اسباب استحداث هذه الوزارة وما ضرورتها الآن تحديدا وماذا ستفيد الشعب بشكل مباشر وماذا سيتحقق من مطالبه باستحداث هذه الوزارة ، اذ اعتاد العراقيون حتى في عهد الدكتاتورية ان يستمعوا الى بضعة سطور من الحكومة تسبق تشريعاتها وقراراتها تسمى ( الأسباب الموجبة لأصدار القرار ) ، وانا كعراقي لي الحق في معرفة الحقائق والأسباب وكنت ومازال اريد معرفة سبب استحداث هذه الوزارة وهل هي ضرورية وحتمية ومن دونها ستتأثر حركة الدولة ؟
وقبل المضي في هذا الموضوع اود ان اضع سؤالا سأله كثيرون غيري من قبل وهو : ماهي اساسا وظيفة الناطق الرسمي بأسم الحكومة ؟، والحقيقة وبكل صدق وموضوعية اننا وجدنا وظيفة السيد الناطق الرسمي تنحصر في اعداد ورقة بقرارات الأجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء وارسالها او قراءتها عبر وسائل الأعلام ولم تتعدى تلك النتائج في الغالب عن صفحتين او ثلاثة صفحات وبين يدي الأن قرارات جلسات سابقة لمجلس الوزراء و سبق واعلنها الناطق الرسمي ولم يتعد اي منها ثلاث صفحات ويكون قد تم اعدادها مسبقا من طرف الأمانة العامة لمجلس الوزراء ...
انني اناقش هنا المبدأ وهو مبدأ استحداث هذه الوزارة وهيكليتها ونفقاتها ولست بصدد الحديث عن اي شخص يقوم بمهمة الناطق الرسمي سواء الآن او في المستقبل مع كامل التقدير والأحترام له ايا كان ...فالمبدأ يقول ان عملية كتابة ورقتين اوثلاثة اوراق ولمرة واحدة في الأسبوع وهي قرارات مجلس الوزراء المعدة سلفا من الأمانة العامنة لمجلس الوزراء ومكتب دولة السيد رئيس الوزراء لاتحتاج الى وزارة كاملة لأعدادها فهي لاتحتاج اكثر من ساعة او قل يوما اويومين لأنجازها فكيف يعقل عاقل ان في مقابل تلك الأوراق الثلاثة هنالك وزارة بكاملها ونفقات ادارية ورواتب ضخمة ومخصصات ومساعدين وسكرتاريا وحمايات ومقرات ؟ هذا غير معقول على الأطلاق وهو عمل يمكن ان يتفرغ له صحفي او صحفيان فيما يتولى المكتب الصحافي والأعلامي توزيعه على الصحافيين وينتهي الأمر ...لأننا في العراق وليس في اية دولة مترفة اخرى من الأباطرة وفي ظل العجز الهائل في ميزانية الدولة والحاجة الكبيرة لجميع الموارد المالية وترشيد الأنفاق بحاجة الى توفير هذه المبالغ الضخمة التي يعد اهدارها امرا غير مسوغ وغير منطقي ولا مقبول على الأطلاق ..
لكن الأمر الملفت للنظر اكثر من ذلك والذي تجلى خلال الأيام الفائتة وفي ظل اشتداد التظاهرات والضغط الشعبي وبدل الحد من المظاهر المبالغ فيها من الأسراف والحد من هدر المال العام اننا صرنا نشاهد على شاشات القنوات الفضائية شخصا يتحدث مسميا نفسه انه (الناطق الرسمي بأسم الناطق الرسمي للحكومة) ...واحيانا يسمي نفسه بأنه وكيل وزارة الناطق الرسمي للحكومة واسمه السيد تحسين الشيخلي ...فهل هذا معقول ؟
ايها الناس حدث العاقل بما يعقل ، هل نحن بحاجة ان يكون لكل ناطق ناطقا بأسمه ؟ وهل يحتاج الناطق الرسمي الرئيسي الذي كل مهمته ان ينجز ثلاث ورقات اسبوعيا ان يكون له بعد ان تمت ترقيته الى وزير ان يكون له وكلاء وزارة ومديرين عامين وادارات وسكرتارية ؟ اتقوا الله ياقوم ...هذا لايحدث في اية بقعة في العالم غير مايجري في العراق بسبب الفوضى والأنتهازية والمصالح والصداقات والعلاقات الشخصية والحزبية التي صار من ثمارها المرة انتزاع اللقمة من افواه الشعب لمنح مناصب وزارية ودرجات خاصة بلا تعقل ولا شعور بالمسؤولية ولا ادنى ذرة حياء من الشعب ولا احساس ولا ضمير ولا خوف من الله...
ولهذا فأنني لااستغرب بعد الآن مثلا ان يعين فخامة السيد رئيس الجمهورية ناطقا رسميا بأسمه بدرجة وزير ويعين نائباه ايضا ناطقين بأسميهما بدرجة وزراء ويعين رئيس مجلس النواب ناطقا رسميا له بدرجة وزير ويكون لكل واحد منهم وكلاء وزرارت ومديرين عامين ودرجات خاصة وحراسات ومقرات ومخصصات ومنافع وبدلات خطورة وبدلات طعام وبدلات سكن وجوازات دبلوماسية وسيارات مصفحة وبدلات حرير و ...و ...و ...وبذلك يكون لدينا مجلس وزراء موازي هو مجلس وزراء الناطقين الرسميين والناطقيين بالنيابة عنهم ....لكن كل هذا الا يشكل مظهرا خطيرا جدا ومجازفة خطيرة في اهدار اموال الدولة والشعب على مظاهر براقة ووجاهة مبالغ فيها مفرغة من محتواها ولا معنى لها ...
ايها السادة : اعلموا ان الشعب وصل اليوم الى درجة القرف من هذه المظاهر وصار موحدا في مطالبه في توفير الحد الأدنى من العيش وليس علاج معضلات البلد المستعصية بتعيين وزارات للأسراف واهدارا المال العام كوزارة الناطق الرسمي هذا الذي يعين بدوره ناطقا رسميا له وحاشية ومنتفعين ..وفساد يزكم الأنوف .نصيحتي : خذوا درسا من عتاة الطغاة والطواغيت ومصاصي دماء وخيرات الشعوب ماذا حل بهم ؟ انهم انتهوا الى مزابل التاريخ مذلين مهانين محتقرين لم تشفع لهم قصورهم ولاارصدتهم ولا حراسهم ولا بدلات الحرير فهل تتعض ياايها الناطق الرسمي ام على قلوب اقفالها؟ .
https://telegram.me/buratha