بقلم ياسين محمد
يكاد يتفق عامة العراقيين أن نفسية بعض المسئولين هى نفسية متعالية صعودا من المسئول الأول الى المسئول المتواضع فمن الشائع لدينا مثلا أن تدخل مكتب مدير وتسلم عليه فلا يرد أو أن تقف أمامه عشر دقائق دون أن يقول لك تفضل أجلس ،كما أنه من الشائع ألا تتمكن من الحصول على موعد لمقابلة مدير ما لطرح مشكلتك لعدة أشهر هذا دون أن نتحدث أو نطلب مقابلة وزير لاسامح الله ، وهذا الكلام لاأقوله من بنات أفكاري أو أتجنى على المسئولين والمديرين بل أقول ذلك من تجربة شخصية على مدى سنوات عديدة عايشها المواطن العراقي مما أتاح للمواطن أن يدخل مايمكن أن نسميه مغارة علي بابا التي يقبع فيها الكثير من المسئولين معتقدين أنها فصلت لأجلهم أو خلقها الله لهم وكسر القالب،منذ سنة كان أحد زملائي الصحفيين يعرف مديرا يمكن وصفه مدير متوسط في المسئولية يعني انه لم يكن الرجل الاول في تلك المؤسسة وقال كنت أقوم من خلال عملي الصحفي بتغطية أخبار تلك المؤسسة وكان المسئول المتوسط يفرغ نفسه لي من أجل عمل معه تحقيق صحفي عن الانجازات التي تقوم بها المؤسسة وكان يفرح عندما تظهر صورته في الصحف وكان يهتم جدا للخروج بالاعلام باستمرار حتى في أحدى الايام خبر زميلي قال له أن مديري العام أصبح ينزعج مني لكثرة خروجي وبروزي بالاعلام وأستمر زميلي لفترة طويلة في تغطية المؤسسة اعلاميا وبعد فترة تم انتقال زميلي لعمل غير ميداني وبعد فترة شاهد زميلي أحد المواطنين وهوة يشكوا من مظلومية وتبين أن رفع الظلم عنه هوة من اختصاص المسئول الذي كان ينشر نشاطات مؤسسته فبادر من ناحية اخلاقية وأدبية ورأى أنه يستطيع الاتصال بهذا المسئول لمساعدة هذا المواطن المظلوم لرفع الحيف عنه وفعلا أتصل زميلي الاعلامي بذلك المسئول فرد عليه المسئول بكلام غير لائق لكون المسئول يعرف ان هذا الاعلامي اصبح لايغطي الاخبار ميدانيا يعني لايحتاجه بعد الآن وأضطر زميلي الى غلق الهاتف وهوة مصدوم مما سمعه من الشخص الذي كان يستقبله من باب مكتبه وبعد أسبوعين على المكالمة تبين لزميلي الاعلامي بأن السيد المسئول ترقى وأصبح مديرا عاما ومهما جدا وبشكل لايقارن مع منصبه السابق مما يجعله أن يرد على المكالمات بخشونه عالية مما أثار حزن زميلي الاعلامي وقال أن هذا الشخص شأنه شأن الكثير من المديرين العامين والمسئولين يعتقدون أن المسئول هوة نقيض موضوعي للشخص المتواضع القريب من الناس والذي يساعدهم ضمن أطار قانوني ، فنراه ينسلخ عن الواقع ويتمترس في مكتبه ويحيط نفسه بحاشية يقيمون سدا من المصالح حوله بحيث لايرى ألا مايرونه وينسى المهمة الاساسية التي اسندت اليه ويتحول الى مجرد مدير يعيش في عالم خاص لايود أن يرى الناس ألا من يحقق له مصالحه الخاصة ،وأنا كعراقي أقول للسادة المسئولين، أن من لايكون غنيا بنفسه وروحه وعقله لايمكن أن يعطيه المنصب ألا وهما سيكتشف عاجلا أم آجلا أنه ظلم نفسه كثيرا بالتعويل عليه وعندما سيكون وقت مصالحة الناس والضمير يجد أنه قد فات أوانها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://telegram.me/buratha