محمد جعفر البحراني
هذا علي وذاك علي والعليان نالا الشهادة على ايدي المجرمين والقوات المرتزقة واحدة يقودها حمد واخرى يقودها مجنون باب العزيزية ‘ والمفارقة هنا ان دم الشهيد علي مشيمع لم يتاجر به ولم يرفع في مزاد التسويق الاعلامي لاجندة معينة بل تحول الى وقود لثورة مستمرة وماتزال ‘ فيما دم الشهيد على حسن الجابر يضيع وسط تجار الثورة والمزايدين على دمه فيتم تسويقه في بازار الاعلام السلطوي ضمن اجندة اقليمية واستخباراتية ويستغل لتبرير جرائم الغزو والاحتلال !
حاكم قطر يدعو القذفي ـ في وقت سابق ـ الى احترام حقوق الانسان الليبي واحترام ارادته فيما قواته يغزوا البحرين لكسر ارادة شعب اخر يرفض ظلم واجرام حاكمه ..يأتي دور قناة الجزيرة القطرية ‘اللتي لطالما تشدقت بانها تمثل الوسيلة الاعلامية الحرة والراي الصادق‘ في ظل المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال السعودي والخليجي تحت عنوان "درع الجزيرة" ان جرائم ال خليفة واحداث الثورة البحرينية جاءت لتكشف حقيقة تلك الادعاءات الواهية وتزيل الغشاوة عن اعين الرأي العام العربي الذي لطالما ايضا انخدع بخطاب هذا الجهاز الاعلامي الكارتوني الذي يتعامى عن رؤية الحقائق في البحرين ويخضع مبادئ الحق والحرية وايصال الرأي الحر لاجندات مموليه ولحكام قطر .
وليس خافيا ان تأتي زيارة حمد بن جاسم ال ثاني رئيس الوزراء القطري الى البحرين بعد يوم من غزو قوات بلاده بقيادة الاوباش والغجر في الجيش السعودي المشبع بالحقد الاسود والشروع بقتل الابرياء والعزل وارتكاب مجازر دامية بحق المدنيين المسالمين الذين لا تقل مطالبهم عن تلك المطالب التي يرفعها اليوم الشعب الليبي وغيره من الشعوب العربية المتنفضة في المنطقة ..فيما قناة الجزيرة التي تدعي المصداقة في نقل الحقائق فاذا بها تسقط في جزيرة البركان والثورة في امتحان المصداقية على ابواب درّة الشهداء في المنامة وتكشف عن انها ليست الا اداة بيد الغزاة واجندتهم وتسيرها ارادة الحاكمين الحاقدين في الدوحة ‘ فاذا كانت ثورة مصر بكل نقاءها وبياضها وفي ظل النظام الامني الشرس لحسني مبارك وجبروت قوته التي لا تضاهيها حتى همجية قوات ال سعود الجرابيع او بتعبير المجرم القذافي الجرذان من الجيش المهزوم في صعدة اليمن السعيد ومع عمق العلاقة التي كانت لمبارك ونظامه مع القوى الاقلمية والدولية والدعم الذي قدمه الملك المحتضر السعودي له وفتاوي حرمة الخروج في المظاهرات لمشايخ التكفير والزندقة الوهابية الذين وصفوا المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة بانهم دعاة فتن ومضللين ‘ نعم في ظل تلك الظروف الامنية المشددة لن يعر القائمون على ادارة الجزيرة اي اهتمام ولم تثنيهم تهديدات جهاز الامن المصري و"استبسلوا" في نقل ثورة شعب المصري رغم معرفة النظام القطري لما يترتب على هذا الموقف الاعلامي لقناة تابعة له من نتائج على علاقات مصر وقطر او قطر والسعودية الداعمة للدكتاتوريين والمستبدين وقتلة الشعوب والمتطرفين‘ فلماذا لم يحدث ذات الشئ لثورة الشعب البحريني ؟ ولماذا غابت مصداقية الجزيرة عن نقل الحقائق في البحرين وكشف بعض الخفايا الرهيبة لنظام لفظه الشعب باغلبيته المطلقة شيعة وسنة خاصة وان مسرحيات نظام ال خليفة في تشويه الحقائق وسيطرته على وسائل الاعلام المحلية من اذاعات وتلفزيون وفضائيات وحتى الاتصالات والانترنيت وتسييره لجيش من المرتزقة والبلطجية في الشوارع والقرى والبلدات بهدف نشر الرعب والذعر وقتل المواطنين ومن ثم افتعال مسرحيات لقلب الحقائق كل تلك الامور كانت صورة مستنسخة عن بلطجية نظام مبارك المهزوم ‘ فلا ندري لماذا لم تفت تلك الصورة ‘اثناء ثورة مصر‘ عن قناة الجزيرة وهي تتبارى مع "العربية" في ان تكون في المقدمة في "نصرة ثورة شعب مصر" ‘ فيما هي غابت كليا عن ثورة شعب البحرين ولم تكن حتى عادلة وصادقة في نقل الاخبار والتقارير بل هي تحاول قدر الامكان في تقاريرها ترجيح الكفة لصالح نظام القتلة والتستر على دور الغزاة وجيوشهم الخائبة الفاشلة في كل الحروب ؟؟!!
هناك شبه يقين ان قناة الجزيرة العربية ليست فقط خاضعة في سياستها الاعلامية لاجندة الاستخبارات وارادة حكام الغزاة في الدوحة بل ان معظم مراسليها ومذيعيها والعاملين في دوائرها يعيشون اجواء الشحن الطائفي ومتأثرين بخطاب بعض كوادر السلفية وحتى المتطرفين من ذوي الميول القاعدية في القناة وهو ما يدفعهم الى التعاطي مع الاحداث بازدواجية وعدم الالتفات الى المهنية الشريفة وحقوق الانسان في نشر الحقائق ودعس ضمائرهم وسحقها كي لا يرجف لهم جفن لمشاهد الدماء والمجازر والاعتداء بوحشية على المدنيين والمسالمين .
الا ان ذلك لا يثني الثوار والشباب المناضل واصحاب الارادات الانسانية من ايصال الحقائق كما هي الى وسائل الاعلام العالمية ونشرها عبر الانترنيت و عبر بعض القنواة المتعاطفة الاجنبية وحتى الصحف الغربية والامريكية وهو ما يجعل الجزيرة في موقف ليس حرج فحسب بل و يكشف زيف كل ادعاءاتها ويسقط مصداقيتها وقد انكشفت لدي المشاهد العربي بانها ليست الا اداة بيد حكام الجزيرة وغزاة "درع الجزيرة" !
محمد جعفر البحراني
https://telegram.me/buratha