خضير العواد
لقد طفح الكيل عند الشعوب العربية ولم تتحمل واقعها المرير المملؤ بالكذب والافتراء والظلم وكل عنوان يدعوا الى الذل فثارت هذه الشعوب من الغرب الى الشرق , وكانت ردود فعل الحكومات متفاوتة أتجاه الشعوب فمنها ما حقق بعض المطالب كتونس ومصر وسلطنة عمان والبعض الاخر قمعها ولكن بشكل غير عنيف كما هو الحال في المغرب والجزائر والاردن والكويت , ولكن بعض الحكومات أقامت المجازر في شعوبها كليبيا واليمن والبحرين وقد غطى الاعلام العربي والعالمي الأحداث الدامية في ليبيا واليمن وأعطاها الوقت الكافي وأظهر المجازر التي تقوم بها القوات الحكومية وخصوصاً في ليبيا , علماً في كلتا الحالتين الحكومتان هما اللذان يقومان بهذه المجازر ولم تستعينا أو تطلبا المساعدة من دولة أخرى في قمع شعبيهما.
وأما المجازر التي تحدث في البحرين فليس هناك من ينقلها الى العالم بل العكس جرى فالاعلام العالمي قد شوه الحقيقة وجعل الشعب الاعزل هو الذي يقتل القوات الحكومية المدججة بالسلاح وجعل الشعب البحريني المظلوم هو الذي يستعين بالقوات الاجنبية او التدخل الاجنبي والعالم بأسره يشاهد القوات السعودية وهي تعبر الجسر الى البحرين لنصرة عائلة ال خليفة وكأن القوات السعودية أعطت لنفسها الحق بقتل شعوب المنطقة , وهذا لم يحدث في التاريخ القريب أن عبرت قوات دولة الحدود الى دولة أخرى لقتل شعبها بل أعطى الامريكان الحق للقوات السعودية ان تفرض الامن في البحرين , أي أصبحت مطالبة الشعوب لحقوقها مقوض للامن لا حقٌ فرضته جميع القوانين في العالم , ولكن عندما وصل الأمر الى الشعب البحريني فان جميع قوانين الدنيا قد أنقلبت رأساً على عقب والجميع وضع رأسه في أوحال الظلم والمصالح وأصبحوا لا يرون أو يسمعون والجيوش المهزومة دوماً والمندحرة منذ أن تأسست وهي تتقدم من جميع دول الخليج التي لا تحترم حق المواطنة لقتل الشعب الخليجي البحريني ألذي لم يطلب ألا ببعض التغيرات التي تضمنها جميع دساتير العالم , ولكن تهمة هذا الشعب الأبي أو الذنب الذي بسببه تقوم هذه القوات الغازية بالمجازر والمذابح بحق كل فئات الشعب من أطفال ونساء وشيوخ وشباب ومقيمين هو أنتماء هذا الشعب الى التشيع او المذهب الجعفري وكأننا في القرون الوسطى عندما كان الشخص يقتل بسبب معتقداته أو أراءه وكأننا لا نعيش في القرن الواحد والعشرين الذي كفلت فيه القوانيين حماية الحريات الشخصية منها الاعتقاد والرأي, ولكن الحقيقة أثبتت أن هذه القوانيين على الورق ولا تفعل ألا أذا توافقت مع المصالح , فأذا توافقت صرخت القوانيين ومعها الحكومات المستفيدة منها وأذا لم تتوافق نام الجميع في سباتٍ عميق كأنه لم يحدث شئ بل تعتبر شؤون داخلية لا تهدء ألا بتدخل قوات السعودية.
لقد أثبتت التجارب أن العالم لا يعترف بكل مبدأ بل يعترف بالمصالح فهي المحرك الوحيد لكل رد فعل في العالم , لذا على الشعب البحريني أن يتكاتف بعضه مع البعض ألأخر ويصبحوا كألعائلة الواحدة وأن يصمدوا حتى يحققوا مايصبوا اليه فأنه قريب جداً , لأن تدخل الجيوش في كثير من الحالات تنقلب نتائجه على الحكام والتجارب العالمية كثيرة فقط يراد التصرف بحكمة وتوحيد الخطاب والصبر فأن طريق الحرية قريب .
https://telegram.me/buratha