احمد عبد الرحمن
من يشاهد ويراقب ويتأمل في المشهد العربي الراهن يجد امامه صورا تدعو الى الكثير من الاسى والالم.خروج الاعداد الكبيرة من الناس في عدة دول عربية للتظاهر والاحتجاج على الانظمة الديكتاتورية الحاكمة، والمطالبة برحيلها وقيام انظمة بديلة تقوم على اساس الديمقراطية والحرية والتداول السلمي للسلطة، امر طبيعي جدا ولاينطوي على غرابة، في ظل واقع سيء ومأزوم للغاية في مختلف جوانبه. وربما يكون الشيء الغريب هو صبر وتحمل الشعوب العربية على واقعها السيء الذي عاشت تحت وطأته عقودا من الزمن دون ان تحرك ساكن.ويبدو ان اللجوء الى مختلف الاساليب والوسائل القمعية الدموية من قبل الانظمة الحاكمة شيء طبيعي جدا وفقا لمنهجياتها وثقافاتها ونزعاتها الشريرة، فهي لايوجد في قواميسها شيء اسمه حقوق الانسان وحرية التعبير وتداول السلطة سلميا، ومن يفكر بذلك او يفصح به او يتحرك لايجاده لابد ان يواجه بالطائرات والمدافع والاسلحة الكيمياوية والقنابل بمختلف انواعها وصنوفها، وبالجمال والخيول وبالسيوف والعصي وبكل شيء يؤدي الى الايذاء الجسدي واضعاف الارادة البشرية وازهاق الارواح وسفك الدماء.مايجري الان في ليبيا واليمن والبحرين والسعودية وماجرى بالامس القريب في تونس ومصر لايحتاج الى كثير من الشرح والتفسير والتحليل والتأويل، ولايمكن تصنيفه الا تحت عنوان الانحراف والشذوذ والانا بأقصى مستوياتها واسوأ معانيها.وازاء ذلك الواقع السيء والمأساوي لاينبغي لاي طرف كان التزام الصمت وكأن الامر برمته لايعنيه.ان الجميع، ونعني جميع العرب والمسلمين والعالم معنيين ومسؤولين عما يجري من جرائم يندى لها جبين الانسانية، ولابد من اتخاذ مواقف حازمة وسريعة وعملية، ومغادرة الحسابات المحكومة بمصالح انية وانانية ضيقة، وترك الالة القمعية للانظمة الديكتاتورية تحصد الارواح بالجملة وتعيث في الارض فسادا وتدميرا وخرابا.ومن المخزي والمخجل الكيل بمكيالين والتعاطي بحزم وشدة مع هذا الجانب وغض الطرف عن ذاك الجانب مع ان المشاهد الاجرامية الدموية ذاتها في كلا الجانبين.ان ازالة الانظمة الاستبدادية الديكتاتورية ايا كانت عناوينها ومسمياتها مسؤولية المجتمع الدولي بالكامل والمنظمات الاقليمية والدولي كجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة الامم المتحدة لابد ان تضطلع بالدور المطلوب منها الاضطلاع بها.
https://telegram.me/buratha