مصطفى الكناني
شهد العراق في الاونة الاخيرة تظاهرات شعبية خرجت ناقمة على واقع سيء يعيشه المواطن العراقي من نقص في الكهرباء ونقص البطاقة التموينية وزيادة نسب البطالة وارتفاع نسب التضخم وغيرها من المشاكل وعند تأمل هذه المطالب نجدها كلها من اختصاصات وزارات الحكومة المركزية ولا تدخل ضمن اختصاصات مجالس المحافظات ولكن مجالس المحافظات كانت هي ضحية تقصير الحكومة المركزية التي حصرت اغلب الصلاحيات والسلطات في يد الحكومة المركزية فوزارة الكهرباء مثلا هي المسؤولة عن توفيرها وليس مجلس المحافظة مشكلة نقص البطاقة التموينة فهي من اختصاص وزارة التجارة ولكن الغريب في الامر ان كبار قادة الحكومة المركزية دعوا الى حل مجالس المحافظات واجراء انتخابات مبكرة وتم اقالة محافظي مجموعة من المحافظات فكانو كبش الفداء الذي قدمته الحكومة العراقية لامتصاص الغضب الشعبي والالتفاف حول مطالبهم العادلة والحقيقة ان المحافظين ورئساء مجالس المحافظات لم تعطي لهم الحكومة المركزية الصلاحيات الكافية لحل هذه المشاكل وبعد هذه الخطوة كان المفروض من الحكومة المركزية ان تقدم حلول او ورقة عمل واضاحة عن طرق لعلاج هذه المشكلات ولكن طل علينا رئيس الوزراء خلال استضافته في جلسة البرلمان وكان كل ما كان يشغله هو الدفاع عن حكومته العتيدة وتلميع صورتها ورمى الكرة في معلب مجلس النواب كما رماها سابقا في مرمى المجالس المحلية والبلدية فكان من الواجب عليه تقديم حلول حقيقية لهذه المشاكل وكيف سيتعامل معها فكانت اطلالته مخيبة لآمال العراقيين لكونها لم تعبر عن رغبة حقيقة في الاصلاح والتغيير وانما استمرار لنهج عقيم لادارة الدولة العراقية رافق مسيرتها طوال فترة الخمس سنوات الماضية
https://telegram.me/buratha