المقالات

الحركات الاسلامية في اقلام العلمانيين

831 21:26:00 2011-03-16

بقلم: جمعة العطواني

كثيرا ما نقرا ونسمع احيانا من بعض الكتاب العلمانيين ان مصطلح ( الاسلاميين )يختلف عن مصطلح المسلمين، منطلقين من تعريفهم ل(ا لاسلاميين) الذي يعني مجوعة من الاعضاء المنتمين الى حزب او حركة اسلامية تتخذ من تعاليم الاسلام منهجا في رؤيتها لبناء الدولة ،وهذا لاينطبق بالضرورة على جميع المسلمين على اعتبار ان بعض المسلمين لايؤمنون باتخاذ التعاليم الاسلامية منهجا في بناء الدولة، ولهذا يتصورهذا البعض ان العلاقة بين الاسلامي والمسلم علاقة عموم وخصوص مطلق _حسب الاصطلاح المنطقي _فكل اسلامي مسلم ،وبعض المسلمين اسلاميين .لكن هؤلاء الكتاب ذكرو شيئا وغابت عنهم اشياء ، او ربما غيبوا عن القاريء اشياءا ، اذ اغفلوا حقيقة اخرى في الموضوع وهي ان ( الاسلامي ) يذكر في قبال ( العلماني )، ومن هذا التقابل يجب ان ننقاش هذه المفاهيم والمصطلحات ، فكلمة( الاسلاميون ) : مجموعة من الناس يتخذون الاسلام منهجا في بناء الدولة والحياة في مقابل ( العلمانيون ) : وهم مجموعة من الناس يتخذون من النظريات الوضعية منهجا في بناء الدولة والحياة ، ولان منهج العلمانيين لايقف عند بناء الدولة بل يتعداها الى نظرة فلسفية الى مابعد الوجود من القضايا الماورائية لذلك هنا مكمن الخلاف الاكبر بين العلمانيين والاسلاميين .ان من اهم نقاط الخلاف بين الطرفين ليس في دور الدين في السياسة بل دور الدين في الحياة، لذا يرى الاسلامي ان الاسلام له دور اساسي في بناء الدولة، ويرسم مسارات الانسان في الحياة وفق رؤية وتقنيين واضحين ، في قبال العلماني الذي يرى انه( الانسان ) محور وغاية في وجوده في الدنيا، وهو مطلق وحر في حركته ومسيرته، حيث لاقيود ولا ضوابط الا التي يراها هو مناسبة لاسعاده في الدنيا ، اما علم الغيب والغيبيات فهي في نظر الاخير تقف بين النكران او السكوت عنها على احسن التقادير .لذلك يقول البعض من العلمانيين انه ( يريد فكر لاتتغلب فيه الغيبيات على الواقع ، ولاتصادر الايمانيات دور الحسابات ) فانه تاكيد لمقولة ( فصل الدين عن الحياة )في اجلى صورها .من هذا المنطلق يمكن تحديد من يمثل الاكثرية والاقلية في الحياة السياسية والاجتماعية ، وليس من الصحيح ان نجتزا الحديث في زوايا ضيقة تبعد القاريء عن المعرفة الحقة في التفريق بين المفهومين .اما الحديث عن التجربة الانتخابية وما افرزته من نتائج قد تبدو للمراقب ان هناك تراجع في شعبية الاسلاميين بناءا على ما افرزته الانتخابات ، وهذه مغالطة اخرى قد تكون مقصودة ، لان بعض الباحثين والمراقبين لايناقشون حيثيات الامور من جميع جوانبها .وعلى هذا الاساس يجب القول ان الحديث عن التجربة الانتخابية لابد ان تؤخذ من زاوية اخرى وهي الاسلاميين في العرق تحديدا لازالوا في صدارة القوى السياسية ، او على اقل تقدير انهم يتقدمون بشكل واضح على العلمانيين ، وبناءا على تلك الحيثيات يجب ان نصحح مقولة ان الاسلاميين في تراجع في التجربة الانتخابية الاخيرة ، ولو فرضنا جدلا ان هناك تراجع فان هذا التراجع لم يكن لصالح المقابل العلماني ، او انه ليس ضد الاسلاميين وحدهم بقدر ما هو عزوف عن التجربة الذيمقراطية التي افشلها( لحد الان ) اغلب ارباب السياسة من كلا الطرفين ( الاسلاميين والعلمانيين ) على حد سواء ،وازعم ان سبب فشلهم لانهم يحملون مشروعا لايتعدى الشعار ليس الا ، ولذلك كان لهذا الفشل ارتدادات عكسية ربما ستنعكس سلبا على اصل المشروع الديمقراطي ، لكن ذلك لايعني عدم صلاحية المشروع لان يكون صالحا لبناء الدولة والحياة، بقدر ما ان حملة هذا المشروع غير قادرين على بلورة هذا المشروع الى سلوك حقيقي يعكس سلامته .جاء رجل الى احد العلماء وقال له اني رايت العالم الفلاني يسرق ، فاجابه العالم لاتقل ذلك يارجل، بل قل رايت سارقا متلبسا بلباس العلم يسرق ، والفارق بالتاكيد كبير بين المعنيين ، وكذلك الحال بالنسبة للتجربة الاسلامية في العراق ، بل وحتى العلمانية، فاننا لايصح ان نقول ان المشروع الاسلامي غير صالح لبناء الدولة والحياة بناءا على المصداق الحالي للتطبيق ،لان حملة هذا المشروع غير قادرين على النهوض به ، بل ربما بعضهم حمله لاغراض شخصية او قصدية .نعود مرة اخرى للقول ان عزوف الناس عن الذهاب الى الانتخابات لايعني بالضرورة تراجع الاسلاميين لان هؤلاء الناس لم يذهبو وبنتخبوا العلمانيين بدل الاسلاميين بل عزفوا عن انتخاب اي من الفريقين غاضين النظر عن الخلفيات الفلسلفية لكل مشروع ( الاسلامي والعلماني ) .ان البحث عن بعض الاسقاطات لنقد الاسلاميين فانها في الوقت التي تدل على بؤس اصحابها في وجوده لنقاط ضعف وهي كثير بالتاكيد كذلك لاتسلم الاخرين من نفس النقد ، بتعبير اخر ان من يتهم القوى الاسلامية على انها (لاتحتمل منافسة من جنسها) خاصة ان كل منها يؤمن ان رؤيته وحدها تابعة في اعلاء كلمة الله ، فانها تمثل نزعة نفسانية لدى مدعيها .ان الاجابة على هذا القول يحتاج الى جوابين نقضي وحلي، وفي الاول نقول ان الاحزاب العلمانية ( عموما ) لاتحتمل منافسة من جنسها ولذلك وصل هذا التنافس بينها الى استخدام العنف ( وليس الصراع بين القوميين والبعثيين وكذلك بين الاخير والشويوعين ) في العرق ليس ببعيد .اما الجواب الحلي فنقول ان الاختلاف بين الحركات الاسلامية ليس في الاصول والثوابت بقدر ما هو في تفاصيل وجزيئات العمل او في بعض الخصوصيات التي لاتضر باصل التجربة ، بل ان هذا التنافس احيانا يعد جزء من الديناميكة السياسية التي تتخذ من الاليات الديمقراطية في حركتها شانها في ذلك شان سائر القوى السياسية الاخرى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك