بقلم: اسعد راشد
لقد تصور طاغية البحرين ان باستدعائه قوات الاجرام السعودية المأدلجة ومعه قوات النعامة الخليجية سوف يكسر ارادة الثوار و المناضلين من الشعب الصامد المظلوم في البحرين وان دخول تلك القوات وغزوها للبلاد وبطشها لشعبها سوف يجعله في مأمن من العقاب والسقوط الحتمي الذي هو قادم باذن الله وقريب وليس ذلك على الله ببعيد .خطة اجتياح البحرين واحتلالها عبر قوات مرتزقة يحمل جنودها الحقد وفي قلوبهم ضغينة الثأر من كل ما له صلة بالحرية والديمقراطية والانسانية هي اساسا خطة سعودية بالدرجة الاولى كون ان مدرسة ال سعود هي بحد ذاتها مدرسة كارثية على البشرية لا تتعايش مع محيطها في سلم وامان لان فكر هذه المدرسة قائم على الكراهية والتحريض على العنف والحقد والقتل والغزو حتى ان الدولة السعودية اساسا انشات على مبدا الغزوات والاعتداء على الجيران كون ان كل من لا يوالي الفكر الارهابي الذي ابتدعه ال سعود هو كافر ومشرك وقد كفروا كل المسلمين سنة وشيعة لذلك فهم يعادون الصوفية ويكرهون الشافعية ويكفرون بقية المذاهب الاسلامية وفقا لهذا التفكير المتطرف والاعوج يستحلون غزو الاخرين واحتلال البلدان ورفع راية "الغزوات" كأصل في مدرسة ال سعود الارهابية ومن هنا فان تواريخ الاحتلالات السعودية لدول الجوار معروفة ومكشوفة بعد سيطرة ال سعود غلى نجد وزحفهم نحو مدن الحجاز ومناطق شرق الجزيرة العربية واحتلالهم لعسير ونجد كما انهم حاولوا احتلال العراق وقد وصلت جحافلهم الغازية في بدايات القرن الماضي الى مدينة الكربلاء وقبل احتلالها خرجت لهم يد الغيب لتكسر شوكتهم وتندحر وتتقهقر فلولها على اعقابها مهزومين .وقد تكررت "غزوات" جحافل ال سعود و اعوانهم في الالفية الثانية تارة بالوكالة وعبر تنظيمات دينية متطرفة تخرجت من مدارس ال سعود الدينية كتنظيم القاعدة والسلفية وتوابعها وتفرعاتها المنتشرة كالاخطبوط في انحاء العالم وتارة مباشرة عبر الجيش الغازي السعودي ‘ فقد جاءت الاعتداءات الارهابية على امريكا في احداث 11 سبتمبر 2001 والتي شارك فيها سعوديون تخرجوا من المدارس المتطرفة الدينية في السعودية والتي اطلقت عليها مسمى "غزوة منهايتن" و"غزوة نيويورك" لتكشف عمق العلاقة والارتباط الفكري والعقائدي لمنفذي تلك الاعتداءات ومدرسة ال سعود "الغزواتية" وصحة هذه النظرية‘ وقد وقعت اعتداءات عديدة تحت عنوان الغزوات في هذه الالفية الثانية مثل غزوة بالي في اندونيسيا وغزوة مدريد ولندن وغيرها وكانت كل تلك "الغزوات الارهابية" وخاصة اعتداءات 11 سبتمبر تمولها جهات سعودية متنفذة وامراء سعوديون وتنظيمات دينية ناشطة تحت اسم "الجمعيات الخيرية" وهي منتشرة في اغلب انحاء العالم ورغم انكشاف امر تلك الجمعيات بعد 11 سبتمبر وتحجيم نشاطها في عديد من دول العالم الا انها استمرت في نشاطها تحت عناوين مختلفة واستطاعت عناصر تلك التنظيمات والجمعيات التغلغل في جمعيات خيرية خليجية في قطر والامارات وحتى في الكويت والبحرين ماعدى عمان التي لها موقف صارم وحازم من تلك المدرسة الارهابية ولم تستطع اختراقها لوجود الاختلاف الفكري بين الطبقة الاباضية الحاكمة المعتدلة في مسقط وبين المدرسة السعودية المتطرفة ولذلك رفضت عمان ان تشارك قواتها في غزو البحرين اخيرا ..بعد احداث 11 سبتمبر الارهابية وانكشاف تواطؤ ال سعود مع القاعدة والتنظيمات الدينية المتطرفة واتخاذ امريكا والغرب الموقف المتشدد والحذر من نظام ال سعود وانشطتهم الدينية استطاع امراء ال سعود ونظامهم اعادة الحياة من جديد لتلك الجمعيات الخيرية وتغيير لونها والالتفاف بخبث على المطالب الدولية المطالبة بضرورة كبج جماح تلك الجمعيات المسمات الخيرية وقد اعطت الاحداث الاقليمية مبررا لال سعود لتنشيط دور تلك الجمعيات وتفعيلها من جديد لتعود من الشباك بعد ان خرجت من الابواب واستغلت الطغمة الحاكمة في الرياض التوتر القائم بين بين واشنطن وطهران لتنفذ اجندتها الارهابية وتنسق مع جهات معينة في اللوبي الاسرائيلي لتمرير مخططات ال سعود خاصة خطة اعادة تاهيل التكفيريين وتنظيماتهم وجمعياتهم المتطرفة تحت عناوين جديدة ويافطات ذات طابع اعتدالي باطنها ارهابي وتكفيري لم يتغير شيء عن سابقتها الا في اسلوب الخطاب الموجه للغرب والعالم الخارجي كي تتفادى الضربات الاستباقية والحرب التي يشنها المجتمع الدولي ضد الارهاب والتطرف الديني الذي ترعاه بشدة الرياض وبخبث ونفاق .وجاءت عملية الغزو السعودي وجحافل النعامة الخليجية للبحرين لتكشف حقيقة واضحة كانت خافية لفترة عن الرأي العام العالمي وهي ان النظام السعودي ينطلق في غزوته للبحرين من ذات المنطلقات التي فجرت احداث 11 سبتمبر ومن قبلها بعقود غزوات لدول واقاليم الجوار تشاركه في جرائمه واعتداءاته الارهابية منظومة دول الخليج خاصة نظام ال خليفة ونظام ال ثان في قطر هذين النظامين اللذان استقطبا منذ عدة سنوات عناصر وتنظيمات المتطرفة ذات خلفيات لها بعد قاعدي ـ نسبة لتنظيم القاعدة ـ ولكن في ثوب الاعتدال ‘ القطريين كان هدفهم من ذلك الاستقطاب هو تأمين ظهرانيهم ومصالحهم كي يكون قوة سياسية ذات نفوذ في قبال انحسار السياسي لنفوذ ال سعود ‘ فيما حكام البحرين ارادوا من ذلك الاستقطاب حماية نظامهم وقتل معارضيهم وترهيبهم . ومن هنا فان اغلب المراقبين يرون ان الغزو السعودي للبحرين بكل تعقيداته ودوافعه هي بداية لتمزق منظومة درع الجزيرة وقوات النعامة الخليجية وسقوط العائلات المستبدة الثرية الفاسدة الحاكمة في الخليج ‘ ومع التسليم ان شعب البحرين سوف يكون الطليعة في تقديم عدد كبير من الشهداء والتضحيات وهو امر لا مفر منه خاصة وان النصر لا يتاتى الا طبقها وهو ما حدث ويحدث وهو بشارة كبرى بان النصر لات وهو قريب رغم دموية القوات الغازية وحليفتها الخليفية وكل الدلائل تشير الا ان ذلك خاصة وان العالم كله يقف في صف حقوق الشعب البحريني الثائر وحتى الامريكيين يرون ان ما يقوم به الغزاة وقوات ال خليفة المجرمة هو "مسار خاطئ" كما قالت هليري كلينتون وقد اخبرتهم بذلك وهو ما يعني ان ان تلك القوات بدأت بحفر قبورها وقبور من ارسلها عاجلا وليس اجلا ! ومع تصاعد التنديد الدولي بما تقوم به القوات الغازية والاعتقالات المجددة لقادة الاحتجاجات الذين لن تمر على خروجهم من السجن فترة شهر فان اعتقالهم مجددا يثبت ان هذا النظام لا يصلح للبقاء ومرفوض من قبل المجتمع الدولي ولن يقبل به العالم الجديد الذي يشهد تحولا جذريا نحو الديمقراطية وزوال حكم الاستبداد والدكتاتوريات الاسرية ‘ وهنا يكمن السر وراء رفض المجتمع الدولي للغزو السعودي واجرام القوات الخليفية بدءا من العفو الدولية وقادة الاتحاد الاوروبي وبريطانيا وقادة البيت الابيض وتركيا وحتى منظمة المؤتمر الاسلامي وايران والمسيرات الشعبية التي خرجت وتخرج في مختلف انحاء العالم للتنديد بتلك الجرائم وبالاحتلال السعودي ‘ نعم هذه التحولات هي بشائر النصر للشعب البحريني وبداية لانهيار منظومة درع الجزيرة وتفكك تحالف حكام الجور والاستبداد وسقوط الديكتاتوريات في الخليج ‘ ويبقى فقط على الشعب البحريني الصمود والاستمرار في احتجاجاته السلمية والعصيان المدني ومقاومة الغزاة دون استسلام ودون ياس لان النصر قريب .
https://telegram.me/buratha