بقلم/ مصطفى الامين
في التاريخ شواهد عديدة عن خيانات الانظمة الشاذة , التي لاتستند الى اية شرعية الا الى القوة المجردة , بحق شعوبها . وتتلون هذه الخيانات حسب الجغرافيا والواقع الاجتماعي للبلدان التي نكبت بهذه الانظمة , الا انه يمكن استخراج قواسم مشتركة لهذه الانظمة بدا من نظام الحكم الاستبدادي المتخلف والفساد والمحسوبية وانتهاء بفرض الاحكام العرفية والطوارىء والاعتقالات والتعذيب والاعدامات والتنكيل بالمعارضين مرورا ببث الفرقة بين ابناء الشعب الواحد وتزوير الانتخابات واطلاق يد البلطجية واجهزة الامن على خلق الله.
الا ان كل هذه الصفات والنعوت تتضاءل وتتبخر امام خيانات ال خليفة بحق الشعب البحريني المظلوم , فما قامت به هذه الاسرة , التي نكب بها الشعب البحريني المظلوم , لا يمكن درجها الا في خانة الخيانات العظمى.
فهذه الاسرة التي لاتمثل الشعب البحريني الذي رفضها بخروج اكثر من 600 الف متظاهر رافعين شعار اسقاط نظام اسرة ال خليفة , هذه الاسرة كانت تعرف ومنذ البداية ان لا مستقبل لها في البحرين , لانها ببساطة لاتمثل حتى الاقلية السنية الكريمة في البلد والتي لاتتجاوز العشرين بالمئة من الشعب , لذلك مدت يد العمالة والعار الى الاجنبي فباعت البلاد للاميركان في مقابل ديمومة حكمها الشاذ وتحولت البحرين الى مقر للاسطول الاميركي الخامس , ولم تكتف هذه الاسرة بذلك فكان عليها ان تقدم ولاء الطاعة لمن يحرك الخيوط في البيت الابيض , فاخذت تكثف اتصالاتها من وراء الكواليس بالصهيونية العالمية , والشواهد على ذلك لاتعد ولاتحصى , كل ذلك من اجل توفير غطاء دولي يستر عورة حكمها الشاذ وينصرها على ابناء الشعب البحريني.
اما خيانات هذه الاسرة داخليا فلا تقل شأنا عن خيانات الخارج, فقامت بما لم يقم به نظام في العالم اجمع , فبلطجية مصر وتونس واليمن هم مصريون وتونسيون ويمنيون من اراذل القوم باعوا انفسهم للانظمة الدكتاتورية بأبخس الاثمان ليكونوا كلاب حراسة لمصالحها , وحتى مرتزقة القذافي الذين ينهشون بلحم الشعب الليبي , فهم يقتلون الليبيون مقابل المال دون ان يقدم لها القذافي شيئا اخر وقد اظهرت الفضائيات بطاقات الهوية لهؤلاء المرتزقة الذين سقطوا في قبضة الثوار فكانوا من جنسيات مختلفة, اما اسرة ال الخليفة , فقامت بخيانة لاتغتفر عندما قامت بتجنيس الالاف من الاجانب السنة لتغيير ديموغرافية السكان اولا واستخدامهم كمرتزقة وبلطجية ثانيا وقامت بتوظيف الغالبية العظمى منهم في الجيش واجهزة الامن , لمعرفتها ان ابناء البحرين الاصلاء من الطائفة السنية الكريمة لايمكن ان ينفذوا الاجندات القذرة لاسرة ال خليفة بحق الغالية العظمى من ابناء الشعب البحريني المظلوم.
اخطر ما في قاموس خيانات اسرة ال خليفة على الصعيد الداخلي , هو محاولتها الدائمة ضرب النسيج الاجتماعي والديني والطائفي للشعب البحريني , وهي خيانة قد تثير الاستغراب لدى البعض , لان المعروف ان الانظمة الدارجة تحاول دائما ان تصل بالمجتمع الى حالة من الاستقرار ليكون بامكانها ان تحكم , الا ان هذه الحالة شاذة في البحرين كشذوذ نظام اسرة ال خليفة التي لاتمثل الا نفسها والمنتفعين منها والمرتزقة من المتجنسين, فهذه الاسرة لايمكنها ان تحكم الا عبر اثارة النعرات الطائفية وتحريض طائفة ضد اخرى وتلوين اي تحرك حتى لوكان سياسيا او اقتصاديا بحتا باللون الطائفي , وهذا ماحدث مع ثورة اللؤلؤة التي كانت منذ البداية ثورة وطنية اصيلة , الا ان اسرة ال خليفة حاولت بكل ما اوتيت من خبث وحيل ان تلونها بذات اللون الطائفي البغيض لتحريك غرائز الطرف الاخر ولتشويه الثورة الشعبية البحرينية , حتى وصل الامر بهذه الاسرة , بعد ان فشلت في كل محاولاتها جر المحتجين الى خندق الطائفية , ان اطلقت يد بلطجيتها والمرتزقة من المتجنسين والمحتلين السعوديين على القرى الامنة في البحرين , حيث اخذوا يطلقون الرصاص الحي على الاهالى وسقط في قريتي سترة النويدرات عددا كبيرا من الشهداء والجرحى , والهدف هو السيناريو الخبيث لاسرة ال خليفة والمتمثل باستدراج الشعب البحريني الاصيل الى الاقتتال الطائفي.
وتوجت اسرة ال خليفة خياناتها بحق البحرين والشعب البحريني , بخيانة عظمى لن يكون مستقبل اعضاء هذه الاسرة ومستقبل البحرين بعدها كما كان قبل هذه الخيانة , فقد ادخلت هذه الخيانة البشعة البحرين في مرحلة سوف لن يتجاوزها الشعب البحريني الا بعد ان يضع النقاط على حروف مستقبل بلاده بعيدا عن الوجود الكارثي لهذه الاسرة البائسة ومرتزقتها. هذه الخيانة النكراء تمثلت بالسماح لالاف من الجنود السعوديين , المتعطشين لدماء الاصلاء من ابناء الشعب البحريني , باحتلال البلاد واستباحتها وانتهاك سيادتها وكرامتها الوطنية , بحجج وذرائع تضحك الثكلى , تكشف حالة اليأس والاحباط والفزع والهلع الذي وصلت اليه هذه الاسرة التي بيضت وجوه كل الخونة في العالم. فما ان وصل الجيش السعودي المحتل حتى قمع المحتجون في دوار اللؤلؤة وحرقت خيمهم واستخدمت ضدهم شتى انواع الاسلحة واختنقت النساء والاطفال واستخدمت الطائرات والقناصة في ملاحقة المحتجين في المنامة والقرى الاخرى وسقط المئات من الشهداء والجرحى.
قد تمني اسرة ال خليفة النفس بنتائج المجازر التي ارتكبها الغزاة في اليوم الاول من تدنيس اقدامهم لارض البحرين , ولكن عليهم ان يعودوا الى التاريخ , ان كانوا يقرأون , فكل تجارب الشعوب مع الغزاة وعملائهم انتهت بالعار والشنار للعملاء والخونة والهزيمة المنكرة للمحتلين والنصر المؤزر للشعوب المحتلة والمضطهدة , فهذه تجارب فيتنام والجزائر وافغانستان والعراق ولبنان وغزة , شواهد حية على حتمية انتصار الشعوب على الغزاة , وكان على اسرة ال خليفة ان تفكر الف مرة قبل ارتكاب هذه الخيانة العظمى التي ستدفع ثمنها عاجلا وليس اجلا , فالغزو يؤجج المشاعرالوطنية في قلوب الشعوب المحتلة ويزيد من قوة الاندفاع نحو التضحية والفداء من اجل الوطن , وقديما قيل ان للحق دولة وللباطل جولة.
https://telegram.me/buratha