المقالات

صدام واسلافه

796 21:44:00 2011-03-18

احمد عبد الرحمن

الخطأ الفادح والكبير الذي ترتكبه بعض الأنظمة والأمم والشعوب هو تكرار التجارب الخاطئة بما فيها من كوارث ومآس وويلات تمتد آثارها لسنين وعقود وحقب.

وفي هذه الأيام التي تشهد عدة بلدان عربية انتفاضات جماهيرية عارمة مطالبة بإجراء إصلاحات سياسية لا بد منها، نعيش-نحن العراقيين- الذكرى السنوية العشرين للانتفاضة الشعبية التي اندلعت في معظم مدن ومناطق العراق أعقاب الهزيمة المذلة والمهينة لنظام صدام المقبور وإخراجه من دولة الكويت بعد ان اجتاحها في ليلة ظلماء وعاث فيها فساداً ودماراً وخراباً.

لجأ نظام المجرم صدام الى شتى الأساليب والوسائل الإجرامية البشعة للقضاء على الانتفاضة الشعبية والبقاء في سدة الحكم، وبوجد الآلة الحربية التي لم يواجهها قوات التحالف الدولي، وبنزعته الدموية الإجرامية وبدعم وإسناد جهات إقليمية ودولية رأت ان مصالحها تحتم عليها بقاء ذلك النظام رغم ما ارتكبه من أفعال وما تسببه من كوارث بيد ان بقائه لا يعني ان الأمور استتبت له وللذين دعموه بل انها ظلت مضطربة وقلقة ومفتوحة على كل الاحتمالات وكان واضحاً لكل العراقيين ان ذلك النظام الديكتاتوري الاستبدادي زائل لا محالة عاجلاً أم آجلاً وبالفعل هذا ما تحقق بعد اثني عشر عاماً على الانتفاضة الآذارية- الشعبانية وكانت النهاية مذلة ومخزية ومهينة بكل ما في الكلمة من معان.

ولو تأملنا طويلاً بالمشهد العربي الراهن وبحال بعض الحكام العرب لاكتشفنا بكل يسر وسهولة ان حالهم لن يكون أفضل من حال المقبور صدام بكثير وإنهم ينبغي عليهم ان يتعاطوا مع ما يواجهونه من مطالب وتحديات بواقعية ويستفيدوا من تجارب من سبقوهم وما جرى في تونس ومصر ليس ببعيد. قد يفلحون من خلال اللجوء الى الطائرات والدبابات والمدرعات ومختلف الأسلحة الى الصمود أمام إرادة الجماهير لكن مما لا شك فيه هو ان صمودهم من غير الممكن ان يدوم ولو دام- من باب فرض المحال ليس بمحال- فانه سيكون على حساب شعوبهم وبلدانهم.

ان كل طلقة توجه الى صدور الشعوب المطالبة بحقوقها وحرياتها وكرامتها هي وصمة عار على جبين من يطلقها ومن يأمر بإطلاقها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك