احمد عبد الرحمن
الخطأ الفادح والكبير الذي ترتكبه بعض الأنظمة والأمم والشعوب هو تكرار التجارب الخاطئة بما فيها من كوارث ومآس وويلات تمتد آثارها لسنين وعقود وحقب.
وفي هذه الأيام التي تشهد عدة بلدان عربية انتفاضات جماهيرية عارمة مطالبة بإجراء إصلاحات سياسية لا بد منها، نعيش-نحن العراقيين- الذكرى السنوية العشرين للانتفاضة الشعبية التي اندلعت في معظم مدن ومناطق العراق أعقاب الهزيمة المذلة والمهينة لنظام صدام المقبور وإخراجه من دولة الكويت بعد ان اجتاحها في ليلة ظلماء وعاث فيها فساداً ودماراً وخراباً.
لجأ نظام المجرم صدام الى شتى الأساليب والوسائل الإجرامية البشعة للقضاء على الانتفاضة الشعبية والبقاء في سدة الحكم، وبوجد الآلة الحربية التي لم يواجهها قوات التحالف الدولي، وبنزعته الدموية الإجرامية وبدعم وإسناد جهات إقليمية ودولية رأت ان مصالحها تحتم عليها بقاء ذلك النظام رغم ما ارتكبه من أفعال وما تسببه من كوارث بيد ان بقائه لا يعني ان الأمور استتبت له وللذين دعموه بل انها ظلت مضطربة وقلقة ومفتوحة على كل الاحتمالات وكان واضحاً لكل العراقيين ان ذلك النظام الديكتاتوري الاستبدادي زائل لا محالة عاجلاً أم آجلاً وبالفعل هذا ما تحقق بعد اثني عشر عاماً على الانتفاضة الآذارية- الشعبانية وكانت النهاية مذلة ومخزية ومهينة بكل ما في الكلمة من معان.
ولو تأملنا طويلاً بالمشهد العربي الراهن وبحال بعض الحكام العرب لاكتشفنا بكل يسر وسهولة ان حالهم لن يكون أفضل من حال المقبور صدام بكثير وإنهم ينبغي عليهم ان يتعاطوا مع ما يواجهونه من مطالب وتحديات بواقعية ويستفيدوا من تجارب من سبقوهم وما جرى في تونس ومصر ليس ببعيد. قد يفلحون من خلال اللجوء الى الطائرات والدبابات والمدرعات ومختلف الأسلحة الى الصمود أمام إرادة الجماهير لكن مما لا شك فيه هو ان صمودهم من غير الممكن ان يدوم ولو دام- من باب فرض المحال ليس بمحال- فانه سيكون على حساب شعوبهم وبلدانهم.
ان كل طلقة توجه الى صدور الشعوب المطالبة بحقوقها وحرياتها وكرامتها هي وصمة عار على جبين من يطلقها ومن يأمر بإطلاقها.
https://telegram.me/buratha